اختارت الجمعية المصرية للنقاد والسينما السيناريست مصطفي محرم لتكريمه خلال مهرجان الاسكندرية السينمائي في دورته ال 26 كتقدير له، لما قدمه طوال سنوات عمله ويعتبر محرم واحداً من أهم كتاب السيناريو المصريين عمل مع أغلب أدباء مصر وحول أعمالهم الي افلام ظلت علامات في تاريخ السينما المصرية مثل أغنية علي الممر ، الراقصة والطبال وغيرهما، اتجه منذ التسعينات للدراما ليصنع بعض المسلسلات المتميزة التي حققت نجاحا مبهرا ومعظم اعماله خليط مدهش من التناقضات الاجتماعية خاصة في قضايا تعدد الزوجات بالنسبة للرجل، وتعدد الزيجات بالنسبة للمرأة، وهو ما تناوله محرم في أعماله الاجتماعية التي أثارت ومازالت تثير جدلاً مجتمعيا، بعد أن رصدها في جميع مسلسلاته وأضاف عليها من إبداعاته.. واخرها «زهرة وأزواجها الخمسة» الذي تعرض لهجوم عنيف منذ بداية تصويره والإفصاح عن قصته، واتهمه البعض بمخالفة الشريعة الإسلامية والترويج لإباحة تعدد الأزواج للنساء، والغريب أنه في أوقات كثيرة تجد لديه وجهة نظر ربما تخالف أعماله كموقفه الرافض لتعدد الزوجات الذي روج له فنياً في «الحاج متولي» وقدم تفسيرات وتأويلات لدي المرأة تجعلها تقبل هذا الوضع..!! كيف تري تكريمك من جمعية كتاب ونقاد السينما بمهرجان الاسكندرية؟ - هذا التكريم بالنسبة لي له قيمة خاصة لأنه من الزملاء الذين عملت معهم بالجمعية والتي اتشرف بحمل عضويتها.. وطوال مسئوليتي بالمهرجان كنت ارفض التكريم من المهرجان، وعندما تركت المسئولية لزملائي سعدت بثقتهم في وتكريمهم لي لماذا تأخر تكريمك؟ - التكريم لم يتأخر لأني كنت من المسئولين علي المهرجان ولو تم تكريمي اثناء عملي بالمهرجان سيكون هناك نوع من التحيز وهذا ما ارفضه ويرفضه الزملاء.. والجهة التي لم تكرمني حتي الان هو المهرجان القومي للسينما بسبب رئيسه الذي لا يعترف بي كأحد فرسان كتابة السيناريو رغم انني من اول ابناء جيلي الذين برعوا في كتابة السيناريو هل هناك عداوة بينك وبين رئيس المهرجان القومي للسينما؟ - هو من تصور ان هناك خلافاً وقد ساعد علي ذلك وجود مجموعة حوله لا ترغب في ترشيحي للتكريم بسبب اوهامهم واختلاف ارائهم، وهذا لا يقلل من قدري لانني قد تم تكريمي سواء علي المستوي الدولي أو المحلي هل يرجع ذلك الي ان اعمالك تثير الجدل؟ - طوال عمري واعمالي تثير جدلاً خاصة اعمالي السينمائية وليست التليفزيونية فقط فعلي سبيل المثال وليس الحصر ستجد هذه الافلام قد اثارت جدلاً كبيراً اثناء عرضها وهي "لايزال التحقيق مستمراً" و"الباطنية" و"ارجوك اعطني هذا الدواء"و"الخادمة" فقد اثارت هذه الاعمال جدلاً كبيراً اثناء عرضها بسبب الجرأة في الحوار، وهذه الاعمال لم تكن تمر من الرقابة بسهولة، بل كان هناك شد وجذب بيننا وبين الرقابة للموافقة علي سيناريوهات هذه الافلام. مارأيك في ظاهرة تعدد الزوجات، وهل اختفت الآن؟ هي اصبحت قليلة، لأنه لم يعد حالياً يصلح أن يعيش الرجل عصر سي السيد. هل تقبل امرأة أن يتزوج زوجها بأخري؟ - نعم هناك الكثير يقبلون لأسباب مختلفة منها علي سبيل المثال الاحتياج الشديد للزوج، وهناك نساء لو طلقن لن يجدن مورداً للرزق يوفر لهن حياة كريمة، وأحياناً عدم الإنجاب والمرض، بل قد تقبل المرأة هذا بدافع الحب بمعني أن المرأة قد تحب رجلاً حباً جارفاً لدرجة أن تلبي كل طلباته، حتي تصل إلي أن ترضي بأن يستمتع زوجها بغيرها بشرط أن يبقي معها. لكن هذا يعتبر تنازلا من المرأة عن حقوقها؟ - أي كلام عن حقوق المرأة وحريتها مجرد كلام في الهواء.. فالمرأة لا تريد سوي أن تعيش في أمان واستقرار وألا تخاف من الغد، وتقبل بأي شروط لو توافر لها هذا، خاصة وهي تواجه إغراءات عديدة يتعرض لها الرجل في كل شيء، من اصطياد نساء أخريات له، ووسائل اتصال تعرضه لإغراءات لا تستطيع أي زوجة أن تتماشي معها، لكن تظل الماديات أيضا تحكم العلاقات بشكل من الأشكال، وهذا دليل علي أن الوضع الاقتصادي عامل مهم جدا هو الآخر في قبول المرأة لهذا الوضع. صراحة هل أنت من مؤيدي أن يتزوج الرجل بأكثر من واحدة؟ - بالتأكيد لا. لكنك روجت لذلك في احد اعمالك الفنية؟ - لا أطالب بتعميم هذه الصورة.. كل ما أقوله أن الرجل الذي تزوج بأربع نساء استطاع أن يعاملهن معاملة لائقة قد لا تجدها سيدة أخري من زوجها المتزوج بها دون سواها. حتي الآن مازالت الجمعيات النسائية تهاجمك بسبب مسلسل الحاج متولي وتعتبره الأسوأ في تاريخ الدراما؟ - بالعكس معظم النساء أكدت لي انها علي استعداد لأن يتزوج عليهن أزواجهن مثل «الحاج متولي» لكن بشرط أن يعاملن هذه المعاملة الرقيقة التي رأينها في المسلسل.. والهجوم الذي حدث هو نوع من النفاق الاجتماعي والخوف، ولو عملنا استفتاء بين النساء سنجد أن 95% منهن مع «الحاج متولي». هل تعتقد ان المجتمع سوف يتقبل فكرة أن تتزوج امرأة بآخر بعد انفصالها عن زوجها أو وفاته وهو ما تناولته في عملك الأخير زهرة وأزواجها الخمسة؟ - ولماذا لا يتقبل المجتمع الفكرة أليس هذا حقًا إلهيا أو حقًا شرعيا صريحًا ولا جدال فيه؟، اما بالنسبة للمسلسل فهو يتناول قضايا اجتماعية مهمة ويعرض علي 14 قناة بالاضافة للتليفزيون المصري، وزهرة غير الحاج متولي الذي كان يستخدم الشرع في تعدد الزوجات، أما زهرة فهي إمرأة لديها مشاكل مع القوانين الوضعية أو قانون الأحوال الشخصية. ولا بد ان نكف عن سياسة دفن رؤسنا في الرمال. يتهمك البعض بمخالفة الشريعة الاسلامية في مسلسل الحاجة زهرة؟ - لا وجود لأي مخالفة للشريعة الإسلامية كما يتردد، بل علي العكس أنه يحمل رسالة بضرورة التمسك بشريعتنا حتي لا يحدث في مجتمعنا مثل ما حدث لبطلة العمل. أحد المواقع الفنية الإلكترونية أكد أن الرقابة بعد مشاهدتها للمسلسل، تبينت أن هناك 22 مشهداَ لا يصح أن يتم عرضها في رمضان، فقامت الرقابة بحذفها؟ - لا صحة لهذا الخبر الذي نشر وإذا كان هناك ما يجب حذفه لما كنت كتبته من الأساس، لانه إذا كانت هناك رقابة علي المحطات الأرضية والتليفزيون المصري، فإن القنوات الفضائية الأخري لا تخضع للرقابة ذاتها، وكانت ستعرض المسلسل بدون حذف وكان المشاهد سيشعر بالفارق ويتأثر المسلسل من حذف مشاهده، ويكفيني أن المسلسل حصل علي المرتبة الأولي في نسبة المشاهدة وهذا أكبر دليل علي نجاحه. ما سر هجوم النقاد علي المسلسل واحتوائه علي الكثير من الرقص والعري اللذين لا يتناسبان مع شهر رمضان الكريم؟ - هذا الكلام غير صحيح، وكيف نطلق احكاما علي المسلسل قبل ان ينتهي المشاهدين من رؤيته، ومع ذلك فقد اعتدت الهجوم علي كتاباتي حتي قبل عرضها، كما حدث من قبل في الباطنية العام الماضي، وفي النهاية حقق المسلسل نجاحا كبيرا. مارأيك في الظاهرة الجديدة المنتشرة هذه الايام وهي زواج المرأة برجل متزوج حتي لا تحمل لقب عانس؟ - هذه مشكلة كبيرة.. فالعنوسة في مصر ارتفعت بنسبة كبيرة حتي إن لقب عانس يقال الان علي من تصل لسن 22عاما.. وهذا يرجع الي الظروف الاقتصادية والبطالة، وهذا موجود في باقي دول العالم وبالنسبة لرأيي الشخصي في الزواج بأكثر من امرأة سيقلل نسبة العنوسة.. وفي النهاية سوف تستطيع المرأة أن تواصل حياتها. ما أعمالك القادمة؟ - سنبدأ بعد المهرجان تصوير فيلم «المسطول والقنبلة» للمخرج محمد خان وبطولة ميرفت امين وفاروق الفيشاوي وروبي بالاضافة الي كوكبة اخري من النجوم، والفيلم مأخوذ عن قصة نجيب محفوظ، وايضا هناك مسلسل «ميراث الريح» بطولة محمود حميدة للمخرج مجدي ابوعميرة