ليس فى الدنيا شىء إلا بمقابل.. فإذا أردتِ أن تحصلى على مصلحة ما لابد وأن تدفعى الثمن أولاً.. وفى ظل الظروف الاقتصادية التى نعيشها هذه الأيام أصبحت بعض البنات هدفا سهل التأثير عليه، خاصة مع ارتفاع نسبة البطالة والعنوسة وانعدام الرقابة الأسرية فى كثير من الأحيان!! بعض الجماعات استغلت نقاط ضعف البنات رافعة شعار.. اتنقبى.. تتجوزى وتتوظفى وتبقى زعيمة!! هذه حكاية بنات لبسن النقاب ليس عن قناعة باقترانه بالفضيلة والمثالية، ولكن عن اقتناع بأن الغاية تبرر الوسيلة وكله أكل عيش. عريس من جهة محظورة نادين - 93 سنة - مدرسة تحكى حكايتها مع النقاب فتقول.. منذ أن فسخت خطبتى من 9 سنوات لم يتقدم أحد لخطبتى.. خطيبى السابق قال عنى كلام وحش مما أفقدنى ثقة الناس وجعلنى أعيش فى دوامة من القلق والحزن حاولت الخروج منها بالتقرب إلى الله والمداومة على الصلاة فى الجامع القريب من المنزل. وفى أحد الأيام تعرفت على - أخت - فاضلة كانت تصلى معنا ثم تجتمع بنا فى المسجد تحدثنا عن سيرة الرسول وأهل بيته - بدون صفة رسمية - أعجبت بها وكنت أداوم على حضور الدرس بصفة أسبوعية فاقتربت منى أكثر وعرضت على أن أساعدها فى تحضير المادة العلمية للدروس ففعلت، وبعد شهرين طلبت منى أن تزورنى فى البيت لتتعرف على أسرتى وعندما جاءت أحضرت معها بعض الهدايا ثم طلبت منى الانضمام للجماعة التى تنتمى إليها ليكون ثوابى مضاعفا، وعندما اعترضت بحجة أنها جماعة محظورة وأنا مش عاوزة حياتى تتعقد أكدت لى أن هذا مفهوم خاطئ واضطهاد البعض للجماعة جزء من الجهاد فضلاً عن أن الجماعة مستورة وعندها ميزانية بتصرفها على مصالح الإخوة.. وعندما وجدتنى مترددة قالت لى.. هقولك حاجة مكنتش عايزة أقولها.. فيه أخ محترم معجب بك ويريد الزواج منك، ولكن بشرط أن تلتزمى أكثر وتلبسى النقاب وتنضمى للجماعة ووقتها لن تحصلى على عريس فقط بل على أسرة كبيرة تحبك فى الله.. تصمت برهة ثم تكمل.. رغم عدم قناعتى بكلامها ولا بالأخ، ولكن نظرة المجتمع وضغوطاته جعلتنى أقدم على التجربة، ولن أستطيع أن أقول لك المزيد، ولكنها خطوة لو عاد الزمن ثانية لن أخطوها!! خبطتين فى الراس عبير - 03 سنة - بكالوريوس تجارة تحكى حكايتها مع النقاب فتقول: مات زوجى وهو فى الخامسة والثلاثين تاركاً لى ثلاثة أطفال أكبرهم فى الحضانة ومعاش 062 جنيها وقتها أسودت الدنيا فى عينى لأننى كنت لا أعمل والمعاش لن يكفى ثمن العيش الحاف فقررت البحث عن عمل. لم أترك بابا حكوميا أو قطاعا خاصا إلا وطرقته، ولكن كل محاولاتى باءت بالفشل!! وفى أحد الأيام شكوت لجارتى سوء حالى فقالت لى لماذا لا تذهبين إلى الحاج (...) ده راجل طيب وأكيد هيشوف لك وظيفة محترمة. وبالفعل ذهبنا إلى زوجته التى أحسنت استقبالنا وقالت لى: اعتبرى نفسك اشتغلتى ياعبير.. ولكن فيه حاجة صغيرة مطلوبة منك.. الحاج راجل مؤمن وعارف ربنا وبيحب اللى يشتغلوا معاه يكونوا ملتزمين ويلبسوا نقاب. قلت لها ماشى، ولكن الشغل فين فقالت لى.. إلبسى النقاب الأول وبعدين تعالى تستلمى شغلك على طول... وفعلاً لبست النقاب وذهبت إليها فطلبت منى التوجه إلى فرع من فروع شركات الحاج حيث عملت فى الحسابات بمرتب 006 جنيه غير الحوافز. بعدها تأكدت أن النقاب والانضمام للجماعة هما أول وأهم شروط الحصول على عمل فى شركات الحاج، فكل البنات والسيدات اللاتى يعملن فى مختلف الفروع يخضعن لنفس الشروط. أما المزايا فهى كثيرة منها توزيع الهدايا من أكل وملابس أثناء الأعياد والمناسبات، فضلا عن أن الجماعة عرضت عليا الزواج من أخ فاضل ولكننى رفضت.. كفاية خبطتين فى الراس!! برستيج.. دعاء - 33 سنة - تعمل بإحدى المؤسسات ومع ذلك حاولت إحدى الجماعات التأثير عليها لولا تدخل الأسرة تقول: لأن زوجى رجل غيور جداً فأنا أرتدى ملابس واسعة فضفاضة وحجاب عادى مما لفت نظر بعض النساء من الجماعة المحظورة اللاتى كنت أقابلهن فى المسجد فى رمضان، فكن يتلطفن معى فى الحديث وأصررن على أخذ أرقام تليفوناتى وفى العيد اتصلن بى وجئن لزيارتى ومعهن هدايا غالية الثمن لى ولأولادى ورغم أننى كنت فى البداية اتحفظ معهن فى الحديث على اعتبار أنهن من الجماعة المحظورة، ولكن رقتهن وعذوبة كلامهن وتأكيدهن لى أنهن - مش عاوزين منى حاجة - سوى المحبة خالصة لوجه الله جعلنى أغير رأيى فيهن. وبعد عدة شهور زارتنى واحدة منهن ونقلت لى رغبة زعيم الجماعة فى المحافظة (...) وهو عضو فى مجلس الشعب فى رؤيتى وعندما سألتها لماذا؟ قالت لى.. احنا عايزين نضمك لينا وهتاخدى امتيازات ومكاسب ماتحلمش بيها واحدة فى سنك!! وعندما قلت لها أننى مش محتاجة وأننى من عائلة ثرية وعندى وظيفة محترمة، قالت لى، ولكنك محتاجة برستيج منصب قيادى على مستوى المحافظة يجعلك زعيمة على مجموعة من الأخوات اللاتى يقدر عددهن بالعشرات كلهم تحت أمرك.. وفى المستقبل فيه امتيازات ثانية لسه ماجاش وقت الحديث عنها مقابل حاجة صغيرة جداً هو أنك تتنقبى وتنضمى للجماعة ثم تركتنى لأفكر.. فذهبت لوالدى وحكيت له ما حدث فصرخ فى وجهى غاضباً وأكد لى أنها جماعة ضد القانون ومصلحة البلد ومفيش من وراها خير، ولم يتركنى إلا عندما أمسكت بالمصحف وأقسمت له أننى لن أتعامل معهم ثانية. الزعيمة فاطمة - 14 سنة - بكالوريوس علوم بالإضافة إلى بكالوريوس معهد الدراسات الإسلامية تقول فى مرارة: عمرى ما أخذت حاجة بحبها.. كنت متفوقة فى الجامعة ورئيس اتحاد الطلبة وطلعت من الأوائل، ولكنهم رفضوا تعيينى فى الجامعة وعينوا ابنه أحد الأساتذة، بعدها عملت فى معمل تحاليل خاص بمرتب مايأكلش عيش.. وأثناء ذلك فكرت فى الالتحاق بمعهد الدراسات الإسلامية على أن التحق بالعمل فى وزارة الأوقاف وقد كان.. فقد حظيت بالوظيفة بعد دراسة وكفاح ستة أعوام، ولكننى فوجئت بالتمييز بينى وبين بعض الزملاء - المسنودين - فى الحوافز وكمية العمل والترقيات، ولكننى مع ذلك كنت أعمل بكل جد وأمانة حيث كان عملى داعية إسلامية بأحد المساجد حيث أعطى دروسا لرواد المسجد ثلاث مرات فى الأسبوع. ومن بين المترددات كانت هناك واحدة حريصة على حضور الجلسات بصفة دائمة تستمع ولا تناقش تعرفت عليها وعرفت أنها تنتمى لإحدى الجماعات وعرضت على أن أعمل معهم زعيمة جماعة بشرط الالتزام بلبس النقاب حيث أقوم بإعطاء بعض الدروس الدينية لبعض النساء اللاتى لا يستطعن الذهاب للمسجد لأسباب صحية أو غياب الزوج.. بمقابل مادى محترم فوافقت على الفور وكنا نجتمع فى منزل إحداهن مرتين فى الأسبوع لأشرح لهن بعض الأمور فى الفقه والسنة غير أن محتوى الدرس لم أكن اختاره بل كان أحد الشيوخ فى الجماعة يرسله لى أولا بأول - دون أن يقابلنى - هذا فى البداية بعدها تقابلت معه وقال لى أنا عاجبنى اجتهادك وأنت ممكن تخدمينا من مكانك فى المسجد وذلك بتمرير بعض الأفكار الناقدة لبعض الأمور فى المجتمع من أجل تعديل نظرة الناس لها وفهم الإسلام على حقيقته!! يحدث هذا طبعاً بدون المرور على وزارة الأوقاف أو العاملين بها.؟