ليست مفاجأة بالنسبة للكثيرين أن تمتد حالة استثمار الإعلام الدينى أو استثمار الدين بشكل أو بآخر .. آخر التقاليع هى قناة للمنتقبات فقط .. نعم إنها قناة يحرم العمل فى أى قطاع فيها على الرجال أو على النساء غير المنتقبات حتى لو ارتدين حجاباً شرعياً كاملاً... وكما يؤكد المدير العام لها إن القناة مهنية إعلامية تخصص خدماتها للمرأة وحدها حيث إن القنوات النسائية المتخصصة لا تقدم للمرأة إلا الأمور السطحية كالموضة والصحة والرشاقة.. بالإضافة إلى أن قناة ماريا نسبة إلى ماريا القبطية زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم تعطى الفرصة للمنتقبات المضطهدات فى كل المهن أن يعملن ويصبحن نجوما أيضاً.. ولذلك أول شروط العمل لدينا هو الالتزام بالنقاب الشرعى. وعن الفكرة يقول أنه بعد انطلاق قناة الأمة وجدنا عددا كبيرا من الفتيات المنتقبات يلجأن إلينا نظرا لرفض الجميع لهن ولذلك فكرنا فى عمل قناة خاصة بهن كى لا نهمشهن مثل باقى المجتمع وأيضا لأننا لا نريد أن تقف الفتاة وسط مجموعة من الرجال، لذلك فضلنا لهن عدم الاختلاط حفاظا عليهن .. أما د. سعاد صالح عميد كلية الدراسات الإسلامية فترى أن مثل هؤلاء بأفكارهم وأموالهم وأفعالهم هم طيور وخفافيش الظلام المتاجرون بالدين أو بالجهل الدينى عند قطاعات من مجتمعاتنا للأسف كما أن إرتداء هؤلاء الفتيات النقاب مخالف تماما لصريح النص القطعى فى سورة النور قال الله سبحانه وتعالى قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولو كان وجه المرأة يجب ستره وتغطيته بالنقاب فلماذا أمر الله الرجال بغض أبصارهم، هل هذا عبث، والله سبحانه وتعالى تنزه عن العبث ولذلك جاءت الآية الثانية بينت ما يجوز للمرأة كشفه وهو الوجه والكفين حيث قال سبحانه وتعالى ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولم يقل على وجوههن والخمار هو غطاء الرأس ولو كان الوجه يجب ستره عن طريق النقاب لقال الله (وليضربن بخمرهن على وجوههن). كما أكدت على أن التمسك بهذا النقاب وفرضه عن طريق ظهور هؤلاء المنتقبات اللاتى لا نعرف شخصيتهن ولا ثقافتهن وإخفاء وجوههن يكون بمثابة تشريع جديد ويكون هذا كفرا صريحا والعياذ بالله حيث يقول الله جل وعلا أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله ويقول أيضا ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. وترى د. سعاد أن هذه القناة بدعة مرفوضة لنصوص القرآن ولسنة الرسول الذى سمح للنساء بالمشاركة مع الرجال فى المناسبات الاجتماعية وفى الأسواق والغزوات، أما هؤلاء الناس القائمون على هذه القناة فيمثلون دعاة الظلام فى عصر نسعى فيه إلى التنوير وإلى إظهار الصورة المشرفة للإسلام الذى يهاجم من هذه السلوكيات المرفوضة الصادرة من بعض المسلمين، فالإسلام ليس دين عزلة ولكنه دين حياة وحياء وحضارة والرسول صلى الله عليه وسلم كان يسعى دائما إلى إشراك النساء مع الرجال.؟