لأولياء الأمور قلقانين والطلبة مش فاهمين إزيك يا مستر أحمد أنا أم سلمى اللى حضرتك كنت بتعطيها درس خصوصى العام الماضى، وأنا عايزة السنة دى تعطى درس خصوصى لسلمى وأختها خلود بس بشرط أن الدرس يكون لهم وحدهم بعيداً عن المجاميع وبالمقابل المادى اللى أنت عايزه، وأنا عندى المكان لو أنت عايز تعطى مجموعات أخرى وبدون مقابل. هذه مكالمة تليفونية جاءت لى عن طريق الخطأ. ولكنها أظهرت لى مدى القلق الذى يعيش فيه البيت المصرى هذه الأيام، خاصة بعد أن تراجع دور المدرسة، وأصبح مدرسو الدروس الخصوصية هم الطريق الآمن للمناهج الدراسية أمام أولياء الأمور، مهما كلفهم ذلك من مال. أم سلمى تقول إن بناتها كن يحصلن على الدروس الخصوصية فى السنوات الماضية لكنها فى بعض المواد الآن مضطرة إلى اللجوء للدروس الخصوصية فى كل المواد للحفاظ على صحة أولادها ومعاونتهم فى الحصول على دروسهم المقررة كاملة، وأضافت أم سلمى أنها لاتفضل السناتر ذات المجموعات العالية وشرطها الوحيد أن يأتى المدرس إلى المنزل، وأنها سوف تحاول أن تحقق جميع رغبات المدرسين، وستقدم لهم كل الإغراءات التى من شأنها أن تجذب المدرسين، خاصة أنها من منطقة شعبية تفتقد مقومات الوقاية والنظافة، وفى النهاية قالت أم سلمى: نفسى أسمع قرارا بتأجيل الدراسة هذا العام خوفاً من الإصابة بعدوى أنفلونزا الخنازير، أو يجعلون حضور الطلاب إلى المدرسة اختيارياً ويلوون ذراع أولياء الأمور بكشوف الحضور والغياب. الاعتماد على الدروس وتقول سعاد محمد أم لتلميذين بالمرحلة الابتدائية سوف تطبق عليهم العمل بنظام الثلاثة أيام فقط: أنا أولادى محمد ومنة بالصف الثانى الابتدائى والصف الخامس الابتدائى هيروحوا السنة دى المدرسة (3) أيام فقط غير كل سنة وده نظام جديد علينا ولسه عارفينه وملحقناش نتصرف هنعمل إيه فى ال (3) أيام الثانية والمناهج الدراسية لأولادى هتكون إزاى فى المدرسة هل يتم ضغطها أم تقليلها.. واضطررنا من دلوقتى نلحق قبل الزحمة نحجز عند المدرسين علشان ياخدوا دروس خصوصية فى كل المواد لأن المدرسة كده ممكن تعطيهم نصف المنهج واكتشفنا عند الحجز للدروس الخصوصية أن الأسعار ولعت نار وبقيت الضعف وكل ده لأن المدرس قرر أنه يقلل عدد التلاميذ فى الحصة إلى النصف خوفاً من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير بين مجموعاته، وفى أيام الأجازة سوف أترك أبنائى مع ابنتى الكبرى. أما شادية سليم أم مى التلميذة بالصف الرابع الابتدائى فتشكو حالها أيضاً قائلة: هاضطر آخد أجازة من شغلى وأقعد مع مى أو أصحيها يومياً بدرى وتيجى معايا الشغل ودى مشكلة فى حد ذاتها لأنى كده هعرضها للزحام والاختلاط واحتمال تتعرض للإصابة بالمرض ومش عارفة أعمل إيه أنا لسه محتارة جداً فى هذا الأمر، وأيضاً اضطررت إنى أحجز لها فى جميع المواد عند مدرسي الدروس الخصوصية وليس مجموعات التقوية خوفاً من زيادة العدد بمجموعات التقوية عن الدرس الخصوصى وأيضاً سوف نتابع القنوات التعليمية للاستفادة بأقصى درجة ممكنة هذا العام والدخول للامتحان وابنتى على أتم استعداد. يا ماما.. يا دادة ومن جهتها تعانى أيضاً سامية عزت والدة هناء وشيرين وندى.. هناء فى سنة رابعة وندى بالصف الثالث وشيرين برياض الأطفال وتقول لنا سامية: أنا مش عارفة هأعمل إيه بالضبط وخاصة أن لدى ثلاث بنات فى مراحل عمرية صغيرة جداً ولايمكن الاعتماد عليهم فى التواجد بمفردهم بالمنزل لظروف عملى اليومية أنا ووالدهم وخاصة إذا اختلفت أيامهم وهذا الأمر سوف يكلفنى مصروف شهرى لدادة وكمان زيادة الدروس الخصوصية لهناء وندى لجميع المواد اللى بيدرسوها فى المدرسة لأنهم مش هيحصلوا المنهج كله من مدرستهم وحتى لو فيه دادة سأظل مشغولة عليهم وتفكيرى فى حالهم لن يتوقف. ونفس الأمر تعانيه نهى والدة ندى وسلمى فندى بالصف الثالث الابتدائى وسلمى بالصف الرابع الابتدائى وأخذت قرارها بإبقاء أبنائها فى المنزل وطوال أيام الأسبوع بسبب قلقها من انتشار المرض بالمدرسة رغم عدم زيادة طلاب الفصل عن (52) طالبا وطالبة وتضيف قائلة: أنا بأعطى لأولادى عربى وإنجليزى وباقى المواد هجيب مدرسين لهم لحد البيت لأنى أتخوف أيضاً من ذهابهم لأى مجموعة درس خصوصى أو أى مركز للدروس الخصوصية رغم الحماية اللى متواجدة بالمراكز.. بس كمان مشكلة إنهم يقعدوا يومياً فى البيت سوف يتسبب فى إهمالى لعملى نوعاً ما والاعتماد على والدتى للاعتناء بهم فى منزلها أو الذهاب بهم لمنزل حماتى للاهتمام بهم أيضاً، وخاصة أننى لا أضمن أى مربية أطفال فى ظل انتشار المرض ولن اطمئن على بناتى معها. مش عارفين وأنا كمان عندى 4 أولاد هاضطر أوفر لهم مدرس خاص لكل مادة يعنى خراب بيت مستعجل هكذا بدأت منى محمد تشكو معاناتها من قرارات مديرى المدارس هذا العام بسبب انتشار مرض أنفلونزا الخنازير وتضيف: المدرسة لن تستطيع ضغط المنهج الدراسى لأولادنا بكل سهولة دون تقصير بل سوف تخرج هذا العام بسبب هذه القرارات المتعددة أجيالا غير صالحة لاستقبال العام القادم ومش عارفة لسة هأعمل إيه مع أولادى فى أيام الأجازة وخاصة إنى أعمل بصفة يومية من (8) صباحاً إلى الثانية ظهراً ولو عند إدارات المدارس حل نتمنى نعرفه لأننا كلنا أولياء الأمور قلقين بشدة وزادت حيرتنا حول التصرف فى هذا الأمر. تبسيط المناهج بينما طلبت أم نادية موظفة من وزارة التربية والتعليم، تبسيط المناهج هذا العام، وإضافة بعض درجات الرأفة للطلاب، وعدم إلزامهم بالحضور المستمر خاصة فى شهرى أكتوبر ونوفمبر، وأن يجتهد أولياء الأمور فى المذاكرة لأبنائهم فى المنازل حتى يخف الزحام فى المدارس، وحتى لايذهب الأبناء إلى السناتر، التى من المتوقع وجود الزحام بها هى الأخرى، وتضيف قائلة أنها قد اتفقت مع زوجها على تقسيم المواد الدراسية فيما بينهما وأن كل منهما سوف يهتم بعدد معين من المواد، ولن يلجأوا إلى السناتر إلا فى اللغات الأجنبية فقط، وأكدت أنها تستطيع أن تلائم بين ظروف عملها، وأعباء المنزل والمذاكرة لأولادها، خاصة فى ظل تعاون زوجها معها، وطلبت من جميع أولياء الأمور محاولة القيام بذلك. رحلة موت لأول مرة أشعر أن أبنائى ليسوا ذاهبين إلى المدرسة للتعليم، وإنما هم فى رحلة شاقة قد تقودهم إلى الموت، هكذا بدأت أم منة ربة منزل حديثها وأضافت أنا مرعوبة قبل كذلك كان الخوف على مستقبل الأولاد، لكنه الآن الخوف على الأبناء أنفسهم، فبعد أن تم تقسيم الدراسة إلى فترات، ولمدة ثلاثة أيام إلى جانب ما نسمع عنه من وسائل النظافة وإعداد غرف للعزل الطبى، وملصقات التوعية، إلا أن القلق ينتابنى على صحة أولادى لأن احتمال انتقال العدوى مازال وارداً، لأن الزحام سوف يكون موجوداً مهما تم تقسيم الدراسة والفصول. أوقات فراغ ويضيف يسرى محمد: الذهاب إلى المدارس أمر غير ضرورى فالدراسة لاتعتمد 001٪ على المدرسة، وإنما تعتمد على الطالب أكثر وأكد أن القلق ينتابه بسبب هذا النظام الجديد الذى بالتأكيد لن تكون ساعات الدراسة فيه كافية، ومن ثم فالخوف أن يقوم المدرسون بإجبار الطلاب والضغط عليهم للحصول على درس خصوصى لديهم، وأضاف أيضاً أنه لديه بعض أوقات فراغ، وأنه سيحاول أن يستغل هذا الوقت مع أبنائه، وهذا واجب عليه للحفاظ على صحة أبنائه إلى جانب الحفاظ على أبنائه من حالات التشتت بين الدروس التى يتلقاها فى المدرسة أو السناتر أو الدروس التى يتلقاها عن طريق التليفزيون. لا للتأجيل وكان من بين المؤيدين نسيم مرسى أب لطفلين الأول بالصف السادس الابتدائى والثانى بالصف الثانى الابتدائى، وبدأ حديثه قائلاً أنا عايز عيالى يتعلموا وخلاص، ومش عايز الدراسة تتأجل كما أنه يرى أن مسئولى الصحة والتعليم قادرون على اتخاذ القرار الصائب فى هذا الأمر، وعليهم أن يبحثوا عن حلول بديلة غير تأجيل الدراسة أو إغلاق المدارس، وعلى وزارة التربية والتعليم تخفيف أعداد الطلاب فى الفصول وزيادة فترات الراحة الفسح بين الحصص لأكثر من مرة حتى يتمكن الطلاب من الذهاب إلى الحمامات والقيام بأعمال النظافة الشخصية وتوفير المطهرات، والغرف اللازمة لذلك. التليفزيون مش مفيد وأضافت ناهد محب قائلة: إن التأجيل مينفعش، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ونحن لن نستفيد من التأجيل غير ضياع سنة من عمر أولادنا، وعن السناتر والدروس الخصوصية أضافت غصب عننا سوف نعطى لأبنائنا دروسا خصوصية فى كل المواد لو لزم الأمر، وأضافت أيضاً أن المسئولين يقولون سوف يتم تقديم برامج تعليمية فى التليفزيون لكنى أرى أنها ليست مفيدة، لأن التلقى من المعلم هو المطلوب. المدرسة ولا الشارع ويتفق معها فى الرأى محمد يونس ويضيف قائلاً إن تأجيل الدراسة قد يكون هو السبب وراء انتشار العدوى، ولذلك فلا داعى لتأجيلها لأن الطلاب يذهبون إلى المدارس بدلاً من الذهاب إلى اللعب ونزول الشارع، وفى الحالتين فاحتمالات الإصابة بالعدوى موجودة، إذاً فالأولى أن يذهب الطلاب للمدارس مع مراعاة كل الاحتياطات الصحية اللازمة حتى نتجنب الإصابة بالفيروس، وفى نفس الوقت ندفع بأبنائنا إلى الأمام فى التعليم بدلاً من التخلف سنة.؟