فوجئت بشاب يروى أن احتفاله بالعيد مع أصدقائه يتضمن شرب الخمر الذى يتوقف عنه خلال رمضان. أفزعنى الاعتراف الذى أدلى به بلا مبالاة وبدون أية محاولة للانشغال حول أن معنى التوقف عن المحرمات طوال رمضان هو تعبير عن البدء فى إصلاح النفس لمواصلة ذلك بعد الشهر الكريم، وأن هذه البداية فى رمضان تتضمن التوجه للمولى سبحانه بالدعاء بأن يتوب عليه ويعينه على نفسه وعلى استسلامه لوسوسة الشيطان لا أنكر أن التوقف عن المحرمات خلال الشهر الكريم فيه تعظيم للشهر وإشارة إلى أن من يحرص على احترام الأيام المباركة لايزال بداخله شعلة إيمان إنما كيف يتم إطفاء الشعلة ببساطة بعد أيام. تذكرت تكرار حوادث التحرش الجنسى فى الشوارع مع عيد الفطر على مدى أكثر من عام، سواء ذلك التحرش الشهير فى منطقة وسط البلد عند الخروج من فيلم للراقصة دينا وسعد الصغير، أو التحرش مع أول أيام عيد الفطر العام الماضى فى شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين، وكأن الناس يستقبلون الشياطين استقبالا حافلا مع انتهاء رمضان الذى يتم خلاله تكبيل الشياطين. كأن الشياطين قد صارت مطمئنة إلى أن تكبيلها لمدة شهر سيعقبه استقبال حافل لها من الناس ضعاف النفوس الذين يعاودون مع العيد تجديد الولاء للشياطين، كأن الشياطين قد أصبحت على علم بسلطانها على الذين لم يفهموا المعنى الحقيقى للصيام وللالتزام، وكأنها تقول للملتزمين ستعودون أقلية. لا يستطيع أحد أن يتجاهل الفاحشة حين تشيع، فمع الشيوع للفاحشة يصبح الالتزام بطاعة الله مجاهدة أكبر ضد وسوسة شياطين الإنس والجن، فالأذن التى تسمع بالرشاوى الكبيرة، والعين التى ترى مظاهر الفساد، والنفوس التى تتعرض لوساوس المفسدين وخلط الحق بالباطل والأيدى التى تزل وتتلوث بالحصول على رشوة صغيرة عامرة بها غالبية الأماكن فى مصر من الوارد جدا أن تكتمل عليها المغريات مع صعوبة توفير نفقات الزواج، فتستجيب لوساوس شياطين الإنس والجن وتشترك فى تحرش جنسى أو خمر أو مخدرات والعياذ بالله. إننا فى زمن صارت الفواحش فيه يتم تسميتها بغير أسمائها، زمن تم فيه إفراغ أمور عديدة من مضمونها فوصل الحال أحياناً إلى أن صار الانحراف طريقاً للمكانة بين الناس، العيد على الأبواب، اللهم اخز الشياطين.