قبل الاستقرار علي الشكل النهائي للخريطة الرمضانية، لم يكن هناك فنان إلا ويتمني أن يسعده الحظ، ويتم اختيار العمل الذي شارك ببطولته ضمن الأعمال المحظوظة، والمبرر المعلن في هذا أن الأعمال التي تُعرض في شهر رمضان تحظي بأكبر نسبة مشاهدة، وبالتالي سيلقي العمل التجاوب الجماهيري، والإهتمام النقدي، الذي لا يتوافر عادة في بقية شهور العام! لكن الحال تغير، فجأة، عقب الإعلان عن الخريطة وخروج بعض الأعمال الدرامية منها؛ الكل ادعي أنه سعيد، وحاول ايهام من حوله بأنه أفلت،وعمله، من كارثة في ظل "الزحمة الرمضانية"، التي اختلط فيها الحابل بالنابل، وتعرضت بعض الأعمال الجيدة خلالها للتجاهل أو الظلم! علا غانم، فوجئت بأن مسلسل "ورق التوت"، الذي قامت ببطولته، خرج من السباق الرمضاني، لكنها رفضت أن تعتبر نفسها ضحية، وراحت تطئن نفسها أن ماحدث صب في مصلحتها.. و"رب ضارة نافعة". في رأيك لماذا استبعد مسلسل "ورق التوت" من العرض الرمضاني علي الرغم من أنكم انتهيتم من تصويره مبكراً؟ بصراحة.. لا أعرف الأسباب التي أدت إلي هذا الاستبعاد؛ فالمسلسل، في رأيي، واحد من الأعمال الدرامية المهمة والقوية، سواء من حيث الشكل أو من حيث القضية التي يطرحها، إضافة إلي مستوي الأبطال المشاركين في بطولته، لهذا فوجئت عندما علمت أنه استبعد، ولم يدرج علي الخريطة الرمضانية، لكن الأمر لم يحزنني، لأن هناك أعمالا كثيرة عُرضت بعد انتهاء شهر رمضان، وحققت نجاحاً كبيراً ربما ماكان ليستطيع تحقيقه في زحمة الأعمال الرمضانية، لأن فرصة مشاهدتها ستكون متاحة بشكل أكبر، ولكل هذه الأسباب رأيت أن عدم عرض "ورق التوت" في شهر رمضان من حسن حظي. حدثينا عن دورك في "ورق التوت"؟ أجسد شخصية غريبة عني تماماً، ولا أبالغ عندما أقول أنني لم أقربها من قبل؛ فهي لفتاة تخشي من العنوسة فتسعي بكل مأوتيت من قوة للزواج من أول شخص يدق بابها خوفاً من المصير الذي ينتظرها لو تحولت إلي "عانس"، وإلي جانب أزمتها هناك العديد من القصص التي استوحاها المؤلف من واقعنا المعاصر. بعيداً عما حدث معك هذا العام.. هل تحرصين، في العادة، علي عرض أعمالك في رمضان؟ منذ بداية مسيرتي الفنية، ومنذ أن كنت أشارك بأدوار صغيرة، وليست رئيسية أو محورية، كانت أعمالي تأخذ طريقها للعرض الرمضاني. ومن أجل هذا اعتبرت ماحدث هذا العام أمراً عارضاً؛ خصوصاً أنه من إخراج عادل الأعصر، وبطولة عدد غير قليل من الفنانين المتميزين مثل: أحمد خليل، نهال عنبر، ميرنا وليد، راندا البحيري، ياسمين جمال وايهاب فهمي، بمعني أن فريق عمل المسلسل قادر علي اجتذاب جمهور المشاهدين، وتحميسه للمشاهدة. ساد اعتقاد في لحظة ما أنك تكَونين "دويتو" مع الفنان هشام سليم. فهل ندمت لأنك لم تشاركيه بطولة مسلسل "حرب الجواسيس" الذي يحقق نجاحاً كبيراً الآن؟ أنا بالفعل أشعر بسعادة غامرة عندما أشارك هشام سليم بطولة عمل ما؛ فهناك مايشبه "الكيمياء" بيننا، لكنني كنت أعلم أن الكاتب الكبير بشير الديك كان يكتب "حرب الجواسيس"، وفي ذهنه منة شلبي كبطلة للعمل، ومن دون مجاملة نجحت "منة" بالفعل في تقديم دور رائع، وتقمصت الشخصية بصدق واضح، كما أن العمل بأكمله لاقي ردود فعل إيجابية من الناس، وهي فرصة لأهنئها وأهنيء "هشام" وكل أسرة "حرب الجواسيس" وأقول لهم: "مبروك". ما آخر أخبار "الأكاديمية"؟ "الأكاديمية" عنوان فيلمي الجديد الذي أجسد فيه دور دكتورة في الجامعة تقوم بالتدريس لمجموعة من الطلبة من مختلف الفئات الاجتماعية والاقتصادية، ولأنها قريبة منهم من حيث المرحلة العمرية، تنجح في الاقتراب منهم وتقريبهم إليها، وتسعي لاصلاحهم. وهي شخصية جديدة علي أيضاً، وأنا متحمسة لها، وسعيدة بها، لأنها تتيح لي الظهور ب"نيولوك"؛ حيث ارتدي نظارة طبية، وأرفع شعري,وأبدو جادة للغاية وزاد من سعادتي أيضاً أنه يشاركني البطولة ريهام عبد الغفور وميرنا المهندس وياسر فرج وادوارد وعدد من الوجوه الجديدة. ألم تشعري بالقلق لأن الفيلم مر بأكثر من مشكلة تسببت في توقف التصوير وانتهت بتغيير المخرج؟ لا أنكر أن الفيلم تعرض لمشاكل بالفعل، وكان طبيعياً أن أصاب باحباط، في فترة ما، نتيجة هذه الأزمات، لكنني لم أفقد حماستي للفيلم، وهذا ما جعلني استمر فيه، ومازلت سعيدة به، وبالزملاء الذي جمعني، وإياهم، فأغلب فريق العمل أصدقائي، وأشعر معهم وكأنني في نزهة؛ خصوصاً أن ثقتي كبيرة في المخرج اسماعيل فاروق، بعد النتيجة الطيبة التي حققها أثناء التصوير. متي في رأيك سينتهي تصوير "الأكاديمية"؟ لم يتبق لنا سوي ثلاثة أيام فقط، وبعدها سيصبح الفيلم جاهزاً للعرض في عيد الفطر القادم وأتمني أن ينال إعجاب الجمهور، لأننا بذلنا فيه مجهودا كبيرا للغاية، ولابد أن يكون محل تقدير من الجمهور والنقاد علي حد سواء. ما صحة ماتردد، مؤخراً، عن موافقتك علي مشروع فيلم سينمائي جديد؟ بالفعل لدي مشروع فيلم بعنوان "صرخات عاشقة" مع المنتج والمخرج هاني جرجس فوزي، الذي تعاونت معه من قبل في فيلم "بدون رقابة"، وتشاركني بطولته المطربتان اللبنانيتان ماريا ومروي، وهو فيلم جريء إلي حد بعيد، وأتصور أنه سيكون واحدا من الأفلام المهمة، والتي ستثير جدلاً في الموسم المقبل. علام بنيت هذا الرأي؟ لأن الفيلم يقوم علي فكرة مهمة عندما يطرح سؤالاً مهماً يقول: "هل يمكن للرجل أن يسامح زوجته إذا خانته بمجرد التفكير في رجل آخر؟ إلي جانب عدد من العلاقات المتوترة التي تنتج عن غياب الوفاق بين الرجل والمرأة في أكثر من بيت، وهو مايدفع المرأة للتوجه بتفكيرها في اتجاه آخر، أو رجل غير زوجها. هذه الجرأة التي تتحدثين عنها ربما تجرك إلي أزمة أخري، كالتي حدثت بعد عرض فيلم "بدون رقابة"؟ حديثي عن جرأة "صرخات عاشقة" لا يعني أنه هابط أو مُبتذل، لكنه يناقش مايجري داخل أغلب البيوت الزوجية لسيدات مقهورات فرضت عليهن الظروف حيوات لا دخل، ولا رغبة، لهن فيها، وبالتالي تحولت معاناة كل واحدة منهن إلي "صرخة" في وجه المجتمع، وفي وجه شريك حياتها الذي لم تختره بإرادتها. وإذا حدث وطالت الفيلم بعض الانتقادات فهذا أمر معتاد في كل الأفلام التي تُنتج مؤخراً، يتساوي في هذا الفيلم الإجتماعي وفيلم "الأكشن"، وحتي الفيلم الكوميدي لم ينج منها، وإذا خشينا الانتقادات فلن نقدم شيئاً علي الإطلاق.