ارجع نقاد الفن نجاح مسلسلات رمضانية مثلا زهرة وازواجها الخمسة والعار إلي اعتماد تلك الأعمال علي الوصفات الشعبية علي طريقة البهارات باستخدام النميمة وحكايات النساء التي تتناسب مع جلسات الدردشة الرمضانية وذلك علي الرغم من ضعف مستواها الفني, ووقوعها في اخطاء فنية. وقال النقاد ان هناك أعمالا فنية أخري عرضت في شهر رمضان مثل الجماعة وأهل كايرو والحارة امتازت بالأداء الفني العالي, وفي ذات الوقت حصدت جماهيرية عالية. وأرجعوا نجاح المسلسلات الثلاثة الأخيرة إلي اجتماع السيناريو الجيد, والإخراج المتميز بالإضافة إلي المستوي الفني العالي والذي ظهر في التصوير واشاروا إلي ان عدم اسناد هذه الأعمال إلي نجوم الصف الأول او السوبر ستار ادي لنجاحها. ووجه النقاد انتقادات لاذعة لمسلسلات الصعايدة مثل مملكة الجبل وموعد مع الوحوش اذ تناولت صعيد مصر علي طريقة الكاوبوي الأمريكي لما تحويه من مشاهد قتل وتهريب وتجارة سلاح بشكل مبالغ وصلت إلي درجة ايواء اسرائيليين, موضحين ضرورة ان يدرك اصحاب هذه الأعمال انهم يتحملون مسئولية ما قدموه امام المجتمع. وقالت الناقدة الفنية أمال عثمان إن الأعمال الدرامية المصرية هذا العام هي الأولي علي الساحة العربية لانها ابتعدت عن النمطية واعتمدت علي التنوع في المواضيع التي تناولتها بعكس الدراما التاريخية السورية والمعروفة بتميزها فقد شهدت سقطة كبيرة بسبب مسلسل كليوبترا بطولة الفنانة السورية سلاف فواخرجي. وانتقدت أمال الكم الهائل من المسلسلات لانه اهدار لطاقات بشرية وانتاجية علي حد تعبيرها بجانب انه ظلم اعمالا اخري جيدة مثل قصة حب بطولة الفنان جمال سليمان, لانه يقدم رسائل مهمة ضد التعصب الديني دون صخب. في المقابل, قال الناقد الفني مجدي الطيب ان الزخم الدرامي مطلوب حيث اوجد تنوعا للجماهير ذات الفئات المختلفة, لكن في الوقت نفسه اوضح ان عدم تقديم مسلسلات مثل السائرون نياما وكليوبترا وسقوط الخلافة بالشكل الجيد ظلمها, مرجعا غياب المسلسل الديني لعدم اهتمام تليفزيون الدولة هذا العام به. وطالب التليفزيون المصري بأن يعد لجان خاصة بتقييم الأعمال الدرامية قبل شهر رمضان بشكل كاف حتي يتسني له اختيار الأعمال ذات المستوي الفني الجيد طبقا لمعايير فنية محددة باعتباره تليفزيون دولة وليس محطة خاصة تسعي فقط للربح, مؤكدا ان اختياره لأعمال جيدة سوف يجذب المعلنين لانه سيقدم إنتاجه بشكل مختلفة. بينما قال الناقد الفني عصام زكريا ان نظام الاعلانات القائم حاليا سيقف عائقا امام تقدم الدراما المصرية لأنه مازال يعتمد علي الكم وليس الكيف, فأصبح العمل يخاطب المستهدف من الاعلان وليس جميع الجماهير, وأكد زكريا تقدم مستوي اعمال هذا العام وبالأخص علي مستوي الصورة لأن المصورين بدأوا يتفهمون كيفية توظيف امكانات الكاميرات الحالية التي تختلف عن كاميرات الفيديو. وشدد علي ضرورة ان يتغيير الاتجاه نحو انتاج مسلسلات لشهر رمضان فقط حتي لا يركز المعلنون عليها, وطالب شركات الدعاية والاعلان ان تقدم الدعاية اللازمة لعمل بطولة اي نجم من الصف الأول في غير شهر رمضان وان المنتج بهذه الصورة سوف يحقق هدفه فضلا عن انها ستكون محاولة لتوزيع الاعمال خلال العام وتجنب الزخم الذي يفسد العمل في النهاية. يقول الكاتب يسري الجندي والذي قدم هذا العام مسلسل سقوط الخلافة ان الاعلانات اصبحت مسيطرة بشكل كبير لدرجة تشويه الأعمال الدرامية, وتداخلها اثناء العرض, بالإضافة إلي الكم الهائل من المسلسلات الذي فاق الحد لدرجة انه اصبح ليس في الصالح بل ضد النجوم والمؤلفين والمخرجين والقائمين بشكل عام علي الأعمال الدرامية كما أنه يعرض المشاهد للظلم بسبب كثرتها فكان في البداية مع كثرة الأعمال نقول إن هناك نوعا وثراء وحرية اختيار للمشاهد ولكن مع تزايد الأعمال لمجرد العدد وانه موسم درامي اصيب بالتخمة والزحمة علي الشاشة والمشاهد اصبح ليس لديه القدرة علي المتابعة الجيدة واختيار الأفضل. ويقول الكاتب الجندي هل يعقل ان يعرض التليفزيون المصري35 مسلسلا لا يوجد سوي عشرة اعمال فقط تستحق المشاهدة! وأضاف لماذا لا يقوم التليفزيون بتقسيم هذه الأعمال عل قنواته المختلفة بحيث تعرض كل قناة مسلسلين أو ثلاثة علي اقصي تقدير وبالتالي يتابع المشاهد بهدوء مايناسبه ويقدم التليفزيون له مادة اعلامية تحترم وتناسب المشاهد بدلا من هذا الكم الذي يهدر المال العام لمجرد انه يرضي المشاهد وفي الحقيقة هو يؤذي المشاهد وفكرة الأعمال وصل إلي حد السفة واهدار المال العام. ويؤكد المؤلف محمد الغيطي والذي يقدم هذا العام مسلسل ينتهي العشق ان الدعاية ظلمت اعمالا كثيرة وكثرة الأعمال ادت إلي فقدان التركيز ليس فقط للمشاهد ولكن ايضا علي الخريطة البرامجية للقنوات التليفزيونية وكانت هناك اعمال تستحق المتابعة ولكن إذاعتها في توقيت غير مناسب مع قلة الدعاية لها ظلمها! ويري المخرج إسماعيل عبدالحافظ والذي قدم هذا العام مسلسل أكتوبر الآخر أن زخم الأعمال اثر تأثير سلبيا علي الأعمال والمفروض ان يضع في الاعتبار الاختيار للدراما الجيدة وليس لأسم النجم بدليل وجود أعمال كثيرة ومتميزة للبطولة الجماعية مثل مسلسل الجماعة وغيرها وهنا ك أعمال كثيرة ضاعت هباء او ظلمت لذا اطالب بوجود قناة فضائية تعمل علي تقديم اعمال جيدة فقط تخاطب المثقفين والصفوة!