مازالت ردود الأفعال تتوالي حيال القرار النهائي للجنة الدراما، برئاسة د.فوزي فهمي، باختيار بعض الأعمال الدرامية للعرض علي القنوات الفضائية والأرضية المصرية، واستبعاد البعض الآخر ، حيث تباينت بين الغضب والانزعاج والاستياء والاستنكار، وفي حين التزم البعض " الدبلوماسية " نهجا ووسيلة للتنفيس عن احتجاجه لم يتمالك فصيل آخر نفسه وراح يلوح بكلمات تحمل من التشكيك في حيادية اللجنة بأكثر مما تشيد بنزاهتها وموضوعيتها!! يلفت النظر هنا أن تهافت القنوات الفضائية العربية والخاصة علي عرض المسلسلات المستبعدة من التليفزيون المصري لم يرض غرور أبطالها وصانعيها، وبقي قرار الاستبعاد بمثابة طعنة في ظهورهم، وكأنهم يصرخون بملء الصوت: "نار ماسبيرو..ولا جنة قنوات النفط "!! ففي أول رد فعل، عقب تأكدها من قرار استبعاد مسلسلها " أحلام لا تنام " قالت الهام شاهين إنها لا تملك من أمرها شيئا..وأضافت بحزن: "حسبي الله ونعم الوكيل" ، فقد أصبحت مسألة العرض علي القنوات الأرضية في التليفزيون المصري تمثل أزمة عصية علي الفهم، وهي أزمة أعيشها منذ عامين، فأتعرض لذات السؤال: " هل سيدرج عملك علي الخريطة أم لا ؟ " ولا أدري كيف أجيب عليه ، إذ طاردني السؤال عندما قمت ببطولة مسلسل " مسألة مبدأ " لكنه عرض علي القنوات الأرضية وحقق تجاوبا جماهيريا كبيرا، و" الناس كانت فرحانة بيه "، لكن الحال انقلب في العام الماضي ففوجئت باستبعاد مسلسل " بنت أفندينا " من العرض الرمضاني، ومع هذا حقق نجاحا كبيرا عندما عرض بعد ذلك.ولا أدري لماذا يبخلون علي الجمهور بمشاهدة الأعمال الجيدة، وان كنت لا أنكر أن هناك أعمالا جيدة أخذت طريقها إلي العرض هذا العام في نفس الوقت الذي نجحت فيه أعمال دون المستوي في فرض نفسها علي الجمهور دون مبرر يذكر. من هنا أشعر بالحزن تواصل الهام شاهين كلامها ليس من أجل استبعاد مسلسلي بل تأسيا علي زملاء مجتهدين أخطأت أعمالهم طريقها إلي الخريطة الرمضانية وتم استبعادها دون سبب ، فأنا أثق في جمهوري الذي كان ينتظر إلي ساعة متأخرة من الليل ليتابع أحداث مسلسل " مسألة مبدأ " الذي كان يعرض في توقيت قاتل، وأثق أن هذا الجمهور سيحرص علي متابعة " أحلام لا تنام " مهما لاحقوه، ومنعوه من العرض الأرضي، لأن الفضاء المفتوح لن يمنع أحدا من متابعة أحداثه ووقتها سيكتشف الناس حجم الجهد المبذول فيه، وأترك الحكم لهم علي قرار اللجنة. الهام شاهين عقبت علي سؤال حول تخاذلها عن استثمار علاقاتها بالمسئولين أو أعضاء اللجنة في " تمرير " المسلسل، وإدراجه علي الخريطة الرمضانية فقالت : لا يمكنني أن ألجأ إلي مثل هذا الأسلوب ، فأنا لست من النوع الذي يقف علي باب مسئول أو يوظف علاقاته الطيبة بالآخرين لانتزاع موافقة علي اختيار عمل قمت ببطولته أو للفوز بتوقيت عرض جيد، فأنا أكره " الواسطة "، ولا أفكر في استخدامها لأظلم أحدا أو عملا، وأثق فقط في قضاء الله، وأراهن علي الجمهور الذي يبحث عن الفنان، والدليل علي هذا نجاح أعمال لم يتوقع لها أحد النجاح من قبل إما بسبب فقر الدعاية أو سوء توقيت العرض، فمن الصعب أن يضحك أحد علي الجمهور، وكل من سيوظف علاقاته للفوز بالعرض في رمضان سينكشف أمره سريعا. من ناحية أخري لم يأت تعليق النجم محمد صبحي مفاجئا لنا بقوله ساخرا : كفانا الله شر العرض في رمضان ، فاللجنة كانت تريد عشرين حلقة علي الأقل من مسلسل " عايش في الغيبوبة "، وقدمنا لها عددا منها فيما عكفت من فوري علي إنهاء مونتاج وميكساج بقية الحلقات، لكنني فوجئت بأن اللجنة شاهدت أعمالا لم تنته من هذه المراحل بعد، ورفضت أن أقدم حلقات غير مكتملة، ومبدئي في هذا إنني شديد الحرص علي عملي في المقام الأول، ولا أسعي للتواجد علي الخريطة بأي شكل وطريقة.لهذا رفضت الإذعان لطلب اللجنة بإرسال الحلقات دون استكمال المونتاج والميكساج، وقررت الانتهاء من المسلسل في هدوء، خصوصا انه لم يتبق في المونتاج سوي عشر حلقات فقط، ومن المنتظر عرضه عقب انتهاء عيد الفطر المبارك مباشرة، ويقيني في هذا أن العمل الجيد يفرض نفسه في أي وقت، وليس في شهر رمضان وحده، فالقراءة العاقلة للأمر تؤكد أن اكتظاظ الشهر بهذا الكم من المسلسلات يعود عليها بالسلب،وعرض عمل فيه أصبح شيئا سخيفا ومؤذيا للغير في ظل إدراك البعض انه شهر للعبادة. أما الممثل الكوميدي أشرف عبد الباقي فتشبث بسخريته اللاذعة وهو يعلق علي استبعاد مسلسل" شخلول وشركاه " من العرض الرمضاني فقال: أسجل احترامي لقرار اللجنة لكنني أود أن أتوجه إلي أعضائها، ورئيسها، بسؤال واحد : كيف ولماذا لا يوجد مسلسل كوميدي واحد في الخريطة الرمضانية منذ سنوات بعيدة ؟ فهل الضحك ممنوع أو حرام في رمضان ؟ أم تري أصبح النكد الدرامي واجبا وطنيا يحرص عليه التليفزيون المصري في كل عام أملا في أن يكفر المشاهد عن سيئاته؟ لا أعرف حقيقة الأسباب التي تدفع إلي اتخاذ مثل هذه القرارات العجيبة، وأتمني أن يجيبني مسئول واحد عن سؤالي ، بالطبع لا أريد أن أفوت المناسبة من دون الثناء علي أنهم تذكروا، أخيرا وبعد عذاب، المسلسل الديني والتاريخي، واختاروا له توقيتا مناسبا، علي غير العادة، لكن في ظل غياب المسلسل الكوميدي، وعمل مهم لنجم كبير مثل محمد صبحي يصبح الأمر غير مفهوم، ويحاكي ما يحدث من المدرب حين يفاجيء الجميع باستبدال لاعب وهو في قمة عطائه أو يبقي علي آخر موهوب علي دكة البدلاء فيما الكسالي وأنصاف الموهبة في الملعب. لقد غبت عن جمهوري في رمضان بعدما بذلنا جهدا كبيرا في إعداد مسلسل" شخلول وشركاه " للعرض، وبسببه امتنعت عن تقديم برنامجي " مقلب دوت كوم "، وكانت النتيجة أن استبعدوا العمل من التليفزيون المصري، وكلي ثقة في انه سيحظي بالاهتمام اللائق عند عرضه في الفضائيات العربية غير المصرية، علي الرغم من إنني كنت علي استعداد للموافقة علي عرضه في أية قناة مصرية حتي لو كانت " الرياضية "!! أرفض أية محاولة لاستغلال أية علاقة شخصية أو غير شخصية في العمل، والكل يعلم عني هذا ، فكل ما أتقنه هو عملي وليس أي شيء آخر، ومن ثم فأنا لا تعنيني مسألة توقيت عرض العمل، حتي لو انزعجت لاستبعاده أو لتجاهله، ولدي يقين أن تدخلي لن يغير من الأمر شيئا، ولن أجري اتصالا بمسئول، أيا كان، لأغير قرار لجنة المشاهدة تجاه مسلسل قمت ببطولته لأنني بهذا أكون كمن سرقت حق غيري، مع قناعتي التامة بأن الناس في حاجة إلي الابتسامة وليس النكد بدوره علق المخرج عادل قطب علي استبعاد مسلسل " كشكول لكل مواطن " بطولة صابرين من الخريطة بقوله: لا أنكر إنني حزين بسبب استبعاد المسلسل من العرض في التليفزيون المصري في رمضان، لكنني لم أفاجأ بالقرار لأنني توقعته منذ أن بدأت تصوير المسلسل، لكنني فوجئت بالتساؤلات المستمرة عن موعد ومكان عرضه قبل حلول شهر رمضان بأيام، وعندما تم إقصاؤه إلي قنوات أخري غير الأرضية المصرية تجدد الاستفسار المصحوب بالإعجاب الذي يعكس متابعة دءوبا لأحداث المسلسل.ومن ناحيتي لم أجد في قرار لجنة المشاهدة أي نوع من التعسف لأنني ببساطة لا أعرف الأسس التي تختار علي أساسها الأعمال المعروضة أمامها مثلما لا أدري القواعد التي تؤهل العمل للعرض الأرضي من عدمه، لكنني لا أخفي دهشتي لاستبعاد جميع الأعمال التي قام ببطولتها ممثلات محجبات، إذ مثل الأمر ظاهرة تستدعي وقفة للسؤال عما إذا كان هذا مقصودا أم لا.وفي كل الأحوال أتصور أن " صابرين " نجمة محبوبة ولها جمهورها الذي سيبحث عنها في أية قناة، وبعضهم سيسعي لمشاهدتها في أول عمل بعد ارتدائها الحجاب ، فإذا كان هناك موقف رسمي من الحجاب فلا أظنه سببا يدعو لحرمان الجمهور من مسلسل كهذا، ويوم يرفع الحظر ويعرض " كشكول لكل مواطن " يعلم الذين منعوه كم كانوا مخطئين في حق العمل والجمهور المنتج محمد عشوب يمثل حالة فريدة في هذا التحقيق ، فهو ليس مشاركا أو صاحب عمل مستبعدا من العرض في رمضان، ومع هذا أصر علي أن يندد بما حدث لبعض المسلسلات قائلا: عرفت من مصادري الخاصة أن المنتج محمد فوزي فضل أن يعرض مسلسل " نور الصباح " في رمضان بدلا من مسلسل " من أطلق الرصاص علي هند علام "، علي الرغم من أن العملين لم يكتملا في صورتهما النهائية، وكانت المفاجأة أن تمت الموافقة علي عرض " نور الصباح " لمجرد أن بطلته هي النجمة ليلي علوي صاحبة شبكة العلاقات الكبيرة والمتشعبة.لهذا استغربت القول بأن مسلسل " من أطلق الرصاص علي هند علام " بطولة النجمة نادية الجندي قد استبعد، وأنا أعلم يقينا انه لم يكتمل، ولم يتقدم للجنة المشاهدة، وأري أنها محاولة خبيثة للإيقاع بين النجمتين نادية الجندي وليلي علوي.