(بهجورى فى الثورة)، و(مشاهد) معرضان فنيان مهمان الأول للفنان الكبير جورج البهجورى وتستضيفه قاعة المسار، والمعرض الثانى للفنان جورج فكرى إبراهيم وتستضيفه قاعة الزمالك للفن، والفنانان يعزفان على لحن قريب من الناس والحياة والمجتمع ويؤكدان على حب المصريين للحياة واستمراريتها من خلال التقاطهما لمشاهد من قلب المجتمع المصرى وسواء كانت تلك المشاهد من قلب ميدان التحرير عند البهجورى فإنها تتسع عند جورج فكرى لتطوف فى القاهرة وبقية المحافظات. ولنبدأ بمعرض جورج البهجورى الذى احتفل بثورة يناير على طريقته فقدم مجموعة من اللوحات الفنية التى ترصد بعض الأحداث والمشاهد التى وقعت فى ميدان التحرير مثل موقعة الجمل التى انتصر فيها البهجورى لثوار التحرير ورسم الحصان مقلوبا ليعبر عن رفضه لضرب الثوار، ويصور ثورة النساء فى الميدان وفرحتهن مع النسر والعلم، ونجد لوحة أخرى مهمة بعنوان (الزعامة) يصور فيها رؤساء مصر السابقين، وفى مقدمتهم جمال عبدالناصر، وتجده يرسم نفسه أى البهجورى مع إسكتشاته فى الميدان، ويرسم مقهى التحرير حيث الناس تجلس فى ترقب وانتظار وأمل، وغيرها من اللوحات التى تنتصر للناس والحياة فى بلدنا ويقول جورج البهجورى (لم أتصور أن تحدث دوى صرخة واحدة وهتاف واحد) (الشعب يريد) ثورة مليون ثائر وأنا واحد من هؤلاء أعود من الميدان إلى مرسمى وذراعى الذى يتموج وسط مليون ذراع بأصرخ معهم من جديد، وفى مرسمى جمعت رسوم دفتر إسكتشاتى وقد تحول إلى فرشاة وتحولت أصابعى الخمسة إلى ألوان ساخنة من الأصفر والبرتقالى والأحمر فتحولت إلى لوحات هذا المعرض، وبعد نجاح الثورة اتجهت من التحرير إلى ميدان الأوبرا بوسط البلد لأتأمل من جديد حصان إبراهيم باشا وهو يشير بإصبعه نحو البحر المتوسط وقلت: هذا هو (المسار) الحقيقى لثورة 25 يناير. * (مشاهد مهمة) أما معرض الفنان جورج فكرى إبراهيم فيغوص فى أحوال وعادات المجتمع المصرى من خلال لوحات تعبيرية حداثية استخدم فيها ألوان الباستيل والوسائط المختلفة وناقش خلالها موضوعات اجتماعية تحمل حضورا مصريا متميزا فى الحارات والشوارع والمقاهى والأسواق ودور السينما والمسرح وكذلك مشاهد من ميادين مصر والريف والنهر والحقل، وما يجمع أبطال اللوحات من النساء والرجال والشباب والأفعال مناسبة أو مكان ما، ويرصد فيها جورج فكرى تفاصيل حياتية للمصريين كالالتفاف حول فيلم رومانسى أو الفرح بالثورة أو شراء الملابس من الأسواق الشعبية ونجده أيضا يرصد بعض العادات التى تميز حياة المصريين كلعب الأطفال وخبيز العيش والكعك وتنظيف الطيور وجنى المحصول وركوب المراجيح، وهناك بياعو الخبز وماسحو الأحذية وبائعو الذرة المشوى، وكلها لوحات تنتصر للحياة، وتعكس حالة الألفة بين المصريين الذين يتجمعون حول الأمل والخير والترابط الاجتماعى والحميمية التى ظهرت على وجوه أبطال أعماله والتى حملت صدقا فى الملامح ورضا بالمقسوم ورغبة أكيدة فى الاستمتاع بالحياة وهكذا نجح الفنانان البهجورى وفكرى فى تأكيد معنى وقيمة المصريين وقدرتهم على مصالحة الحياة رغم أى ظروف عارضة.