أحب الفن منذ طفولته التي قضاها في قرية "بهجورة"، كان يرسم أقاربه باستمرار كما أنه عاش طفولة حزينة لفقدانه والدته، ولكنه ابتسم للحياة وتصالح معها حينما التحق بكلية الفنون الجميلة، هو الفنان جورج البهجوري، الذي عرض تجربته الأخيرة في قاعة "المشربية" تحت عنوان "رسم علي رسم "، والتي قام خلالها بإعادة صياغة لوحات أشهر فناني العالم ليصبغها برؤيته الخاصة من جديد. لم يكن هذا المعرض تجربة الفنان الأولي لإعادة صياغة لوحات أشهر الفنانين، بل هو امتداد لتجربته التي عرضها منذ فترة، والتي رسم خلالها لوحة للفنانين بيكار، محمود سعيد، سيف وانلي وراغب عياد وغيرهم، وذلك في تحاور فيما بينه وبين هؤلاء الفنانين، في معرضه الحالي أعاد صياغة لوحة لرينوار، مانية، فان جوخ، بيكاسو، سيزان، وغيرهم، ومن الفنانين المصريين لوحة لعبد الهادي الجزار وراتب صديق. في لوحة رامبرنت رسم بهجوري نفسه بأسلوب تجريدي تعبيري بدلا من رسمه بورتريه رامبرنت الأكاديمي في لوحته الأصلية، كما وصف لوحة "الموناليزا" بأنها تجلس في وضع معين ثابت، وكذلك أصابعها وذراعيها اللذين كانا في حالة ثبوت، ولذلك عبر عنها بشكل مختلف به نوع من الحركة ف"الحياة تحب الحركة لأننا نعيش" بحسب قول الفنان، فرسم ذراعيها متحركتين كي يكونا أكثر حيوية. وفي أغلب أعمال المعرض التي تحمل الجسد الإنساني أو البورتريه لا يرسم بهجوري لوحات هؤلاء الفنانين بأسلوب أكاديمي أو واقعي أو تأثيري كما رسمها أصحابها الأصليون، بل قام بتطعيمها بأسلوب تعبيري تجريدي لم يهتم خلاله بإظهار التفاصيل الدقيقة للوجوه، مما أضاف علي تلك اللوحات رؤية جديدة. يقول الفنان عن معرضه: طوال فترة بقائي في باريس التي وصلت إلي ثلاثين عاما أي أكثر من ربع قرن وأنا في حالة متابعة للمتاحف، أشاهد روائع النغم واللوحات، أجمل ما رسم في تاريخ الفن، حتي في عصرنا الحالي، كأعمال بيكاسو، ميرو، سلفادور دالي الذين عاصرناهم، فاكتشفت أن كل فنان قام بتصوير شخصية لم تكن موجودة حاليا أو من قبل، ومن كثرة جنوني بالرسم سواء علي المقهي أو في المطاعم أو في بيوت الأصدقاء، أيقنت أنني استطيع أن أصل لأعلام الفنانين، ووصلت بالفعل لسرهم، وعرفت كيف يرسمون خطوطهم الأولي حتي ينتهوا من لوحاتهم. يضيف بهجوري: طول الوقت كنت أضع صورة العمل من كتاب أمامي، وأهملها، ثم أمر من أمامها مرات عديدة حتي أتعلق بها ويحين وقت رسمها. وأنا أتمني أن تري كل بلدان الغرب هذه التجربة؛ كي تشاهد رؤيتي في أعمال المتاحف العالمية، والجدير بالذكر أن الفنان العالمي بابلو بيكاسو أقاموا له معرضا في باريس منذ عام، حيث عرضوا له اللوحة الأصلية وأصل الإسكتش الذي رسم منه موضوعه، فهو كان يرسم في اسكتشاته اللوحات العالمية القديمة ويمضي عليها باسمه، ففكرتي لم تكن جديدة، نفذها بيكاسو من قبل لأساتذته الذين تعلم علي يديهم الرسم في أسبانيا وأهمهم فيلاسكيز والجريكو وذلك بجرأة وتحد وهذا ما يوجد عندي. الجديد عندي أنني سأقدم فكرة هذا المعرض في بينالي فينسيا القادم لأمثل مصر، وذلك إذا وافقني مسئولو الفن في مصر؛ حيث إنني أنوي تقديم هذه الأعمال بشكل متطور وبخبرة أكبر.