سنة أولى ديمقراطية مصر تختار برلمان ثورتها

يوم 28-11-2011 يوم محفور فى تاريخ مصر فلم تمنع الأمطار الغزيرة التى غطت سماء مصر مساء الأحد الناخبين من الذهاب لصناديق الاقتراع صباح الاثنين.. وبالرغم من أن اللجان الانتخابية تفتح أبوابها منذ الساعة الثامنة لكن الجماهير توافدت وبكثرة منذ الساعة السابعة والنصف.. شاهدت بنفسى إقبالا غير مسبوق على المراكز الانتخابية مما أدى إلى سوء تنظيم فى البداية، لكنه ما لبث أن انضبط.
أعمار سنية مختلفة ذهبت بحماس شديد لتختار برلمان ثورتها فمن الشباب إلى الرجال والنساء.. الكل راح ينتخب من يراه الأفضل ليكون ممثلا له فى برلمان الثورة.
إنها حقا المرة الأولى التى يذهب فيها الشعب لينتخب، ولا يعرف النتيجة مسبقا.. فهو وحده صانع النتيجة.
التقيت فدوى توفيق مع والدتها السيدة رجاء عبدالرحيم، وهما فى اتجاه المركز الانتخابى المخصص لهما، بالمعهد الدينى الأزهرى بجسر السويس تقول فدوى 23 سنة: منذ الأمس وأنا أشعر بفرح وفخر شديد لأننى سوف أذهب لأنتخب وأختار من يمثلنى وقد مكثت فترة طويلة أختار بين المرشحين فأنا على يقين تام بأن صوتى أمانة، وسأحاسب عليه.
أما والدتها فتقول: الحقيقة أنى كنت مترددة قليلا قبل اصطحاب ابنتى للانتخاب وهذا بسبب سوء الحالة الأمنية التى وصلنا إليها.. لكن الحمد لله الأمن مستتب والجميع يختار بحرية شديدة والأجمل أن المرشحين أنفسهم لا يقفون على أبواب اللجان مما يعطى لنا الحرية المطلقة فى اختيار من نريد.
أما هشام عبدالواحد 46 سنة فيقول: للأسف لم تسمح لى الظروف بأن أشارك فى ثورة يناير، لكنى أشعر الآن بأننى مشارك فى اختيار برلمان ثورتها.
ولأول مرة أذهب لأدلى بصوتى وأنا لا أعرف كيف ستكون النتيجة، ففى الماضى كانت الانتخابات تزور، وكنا نعرف نتيجتها مسبقا من الحزب الوطنى.. لكن اليوم فنحن وحدنا صناع القرار وصناع النتيجة.
شعرت بحماس داخلى غريب وأنا أختار من أراه مناسبا فى نظرى لكنى أدعو الله أن يستمر الحال كما هو عليه ولا يحدث شىء يعكره.
د. سمير لاشين - طبيب أطفال - يرى أن هناك مشكلات فى اللجان فعلى سبيل المثال: هنا لجان وصل إليها القضاة متأخرين مما آخر فتح اللجان، وهناك مشكلات حدثت فى التنظيم بسبب الإقبال الشديد لكن كلها مشكلات يسهل السيطرة عليها.
والحقيقة أنه من الطبيعى حدوث هذه المشكلات فلأول مرة يكون هناك قاض مسئول عن كل لجنة، وهذه المشكلات لا تنتقص أبدا من قدر الانتخابات الحالية وأهميتها فى تاريخ مصر.. فهى أول انتخابات يحدد تاريخها الشعب، وسيحدد نتائجها بإذن الله.
فالشعب المصرى دائما ما كانت تفرض عليه انتخابات بكامل مرشحيها، وكان يعرف مسبقا من سيفوز بها.
لكن بعد أن ثار الشعب وخلع حاكمه السابق استفتى على ضرورة عمل انتخابات برلمانية تعبر عنه، وتبنى بلاده وتقودها إلى الأمام بعد أن تأخرت 30 عاما.. وأنا سعيد بشدة لرؤية الناس تتهافت على صناديق الاقتراع وكلها فخر وأمل فى مستقبل أفضل، فإحساس أنك تشارك فى تحديد مصيرك إحساس رائع لم نعشه منذ فترة طويلة.
* إجازة جومانا طلعت تعمل بإحدى المحلات التجارية أخذت إجازة من عملها حتى تستطيع الذهاب إلى الدائرة الانتخابية الموجود بها اسمها فى مدينة نصر.. تقول جومانا: قمت بأخذ إجازة من عملى حتى أستطيع الذهاب إلى دائرتى الانتخابية.
وأكثر ما لفت انتباهى فى الدائرة هو وجود جنود القوات المسلحة وهم يؤمنون الدوائر، ويشترك معهم رجال الشرطة.
وأعجبتنى أيضا اللجان الشعبية التى شكلها أهالى المنطقة مساهمة منهم فى عمليات التأمين. والحقيقة أن هذه أول انتخابات أذهب للتصويت فيها، ولا أعرف من سيفوز بها مسبقا ففى الانتخابات السابقة ذهبت للتصويت فى دائرتى بالرغم من أننى كنت أعرف أن الفائز هو الوزير السابق سامح فهمى لكنى ذهبت لأرى ما يحدث.
بعكس هذه المرة ذهبت ولا أعرف من سيفوز، ولا يهمنى من يفوز لكن التجربة الديمقراطية هى الأهم.
المشير يقوم بجولات مفاجئة للاطمئنان على سير العملية الانتخابية
قام المشير حسين طنطاوى بجولة مفاجئة فى دوائر مدينة نصر ومصر الجديدة للاطمئنان على سير العملية الانتخابية.
فيما أكد اللواء ممدوح شاهين - عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة - أن قانون مباشرة الحقوق السياسية نظم عملية نقل صناديق الاقتراع لمنع التلاعب فى أصوات الناخبين.. وأكد شاهين أن القانون حدد إجراءات واضحة لمنع التزوير أو التلاعب فى أصوات الناخبين موضحا أن قرار مد فترة التصويت لمنع التزوير أو التلاعب، وهى أن يتم ختم الصناديق فى نهاية اليوم الانتخابى بالشمع الأحمر وقبلها يتم غلق المظاريف فى وجود مندوبى المرشحين الذين يوقعون على محضر غلق الصندوق هم والأمناء.
ولفت شاهين إلى أنه يحق لمندوبى المرشحين المبيت أمام الحجرة التى يوجد فيها الصندوق الانتخابى، وقبل فتح باب التصويت يقوم القاضى المشرف على اللجنة بمراجعة عدد الأصوات والبطاقات ومطابقتها بالمحضر الذى وقع عليه المندوبون والأمناء فى اليوم السابق.
ومن ناحية أخرى أكد اللواء أ.ح إسماعيل عتمان - مدير إدارة الشئون المعنوية - أن تدفق الناخبين على اللجان الانتخابية يدل على وعى الشعب المصرى بضرورة مشاركته فى تحديد مصيره.