ما بين السياسة والطب كان حوارى مع الدكتور الكبير عادل إمام أستاذ القلب وعميد معهد القلب السابق والذى أبدى قلقا كبيرا مما يحدث فى مصر حاليا منتقدا من يبحث عن الزعامة ويفكر فى السيطرة على الحكم فى ظل تردى الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية للبلد. امتد حديثنا ليشمل واحدا من أخطر الملفات وهو سمعة الطبيب المصرى الذى يتقاضى 140 جنيها ويكون مسئولا عن أرواح المرضى وقد قال عادل إمام إن الطبيب المصرى لا يستطيع أن يخلص فى عمله وهو مهموم بالبحث عن أماكن للعمل بها لزيادة دخله.وكشف د.عادل إمام عن أن معهد القلب يستهلك يوميا صمامات وقساطر بما يقرب من مليون جنيه مما يجعل المعهد يتسول بحثا عن الأموال والتبرعات وإلى نص الحوار. * هل أنت متفائل بما يحدث حاليا على الساحة السياسية فى مصر؟ - كنت متفائلاً جدا وفرحان فى أول الثورة وقلت إنه ستكون هناك ديمقراطية حقيقية وسنصبح كالدول الغربية ولكن ما أراه حاليا أن الهدف ليس مصلحة مصر أو تحقيق حياة ديمقراطية سليمة ولا الارتقاء بمصر الهدف كله السيطرة على الحكم للوصول للحكم بصرف النظر عما يهم مصر لا أحد يفكر فى الاقتصاد أو الصحة أو التعليم أو مناهضة الفقر الكل يفكر فى الوصول لمجلس الشعب وكرسى الرئاسة. * كيف تتوقع أن تكون الانتخابات القادمة وما شكل البرلمان القادم فى ظل تصارع القوى السياسية؟ - سيكون هناك عدد كبير من محترفى الانتخابات من فلول النظام السابق، كارل ماركس قال أن الدين أفيونة الشعوب فأى أحد يقول شيئا دينياً الكل يجرى وراءه وأتمنى أن ينتبه الشعب لذلك لأن الشعارات الدينية لن ترفع مصر ولن تحسن من صحة الشعب ولن تسد جوعه. * هل تخشى من سيطرة التيار الدينى على المجتمع؟ - كلنا متدينون والذى يطلق لحيته ليس أفضل منى وهم يتحدثون وكأننا فى بلد كافرة أيام الأوثان. * كيف قرأت كلام الداعية صفوت حجازى عن الشباب الملحد الذى مات دفاعا عن الثورة والثوار وأفدى الله به الشباب المسلم؟ - هو رجل مجنون فاليسارى ليس ملحداً ولا يوجد أحد ملحد فى مصر وهم يضحكون على الناس باسم الدين وهذا نوع من المتاجرة بالدين. * كيف ترى ائتلافات الشباب وتشرذمهم؟ - فى الأول كنت فرحاً بهم ولكن الآن كل واحد منهم يريد أن يكون زعيماً ولا يتفقون على رأى. * هل مصر تحتاج لزعيم؟ - مصر ليست محتاجة لزعيم.. مصر محتاجة لشخص إدارى جيد يحبها ويفكر بمنطق لنهضتها.. لديه أهداف وخطة محددة.. مصر محتاجة لنظام برلمانى وأن يكون منصب رئيس الجمهورية منصباً شرفيا. * ولكننا فى الفترة الأخيرة وجدنا الشباب يحمل صور الزعيم عبد الناصر داخل الميدان.. فهل هذا يرجع لعامل نفسى فى أن المصريين دائما ما يبحثون عن الزعيم؟ - هذا يرجع لأننا فراعنة وهو يعبر عن ضآلة التفكير فنحن شعب يحب تأليه الحاكم وهو شىء من طبائعنا فكارثة أن نظل نبحث عن حاكم كى نضعه فى منزلة الإله ونغنى له هو شىء محبط. * من الممكن أن يكون البحث عن الزعامة يدخل فى إطار من يقود المسيرة من له كاريزما وليس بهدف جعله إلهاً؟ - إذا كنا نبحث عن الكاريزما فعلينا أن نرشح ممثلاً ممن يحبه الشعب المصرى ولكن من يمسك البلد لابد أن يكون رجلاً إدارياً. * ما مواصفات الرئيس القادم لمصر؟ - أتمنى أن يكون الرئيس شاباً ليس من العجائز وأن يكون رجلاً وطنيا وسمعته طيبة وأن يكون أنيقا مثقفا وأنا أهتم أكثر برئيس الوزراء لأنه من سينفذ السياسة ومجلس الشعب هو الذى يختار رئيس الوزراء حتى لا نرجع للشللية من جديد. * هل لديك ثقة فى مجلس الشعب القادم؟ - الشعب إذا اختار شخصاً سيئا إذن هو شعب يستاهل وتذكرى أننا لانزال نحتفظ بنسبة 50% عمال وفلاحين أى أن الصورة غير مبشرة الأهم ألا يفرض على الشعب شخص يرفضونه. * أى من المرشحين الحاليين للرئاسة تجده الأصلح لمصر؟ - من أراه كفئا إداريا وثقافيا وعلميا هو الدكتور محمد البرادعى وأنا لم أتقابل معه ولكنى قرأت عنه كثيراً وهو الأفضل لأنه منذ أن عاد من النمسا وقد دأب على مهاجمة الرئيس السابق ونظامه وقاد عملية التغيير وتحدث عن أحوال البلد وأنا أعتقد أن البرادعى سيهتم بالتعليم والصحة فمصر فى حاجة للنهوض بالتعليم ولا أقصد التعليم العالى بل ما تحتاجه البلد.. فكثير من البلدان نهضت بالتعليم والديمقراطية ومصر تحتاج للتعليم الفنى فالطب مثلا لا يتقدم بالأطباء ولكنه يتقدم بالفنيين خريجى المعاهد الفنية ويجب أن نهتم بمعاهد التكنولوجيا وألا يكون الموضوع مبنيا على أساس الغش فقط كالموجود حاليا لأن معاهدنا الفنية فى مصر لا يوجد فيها تعليم والطلبة ينجحون بالغش. * كيف نستطيع تطوير المستشفيات الحكومية؟ - نحتاج لإخلاص فى العمل وتقليل عدد الأطباء الذين يتعينون فى مستشفيات بدون داع معهد القلب فيه 600 طبيب وهو يستطيع أن يعمل بأقل من هذا العدد سدس قوة العمل وتكدس الأطباء فى العاصمة ولا توجد وحدات كفاية فى الريف والقرى وعدم كفاية الأسرة والإمكانات ولابد من زيادة الميزانية بالإضافة لضعف راتب الأطباء لكن عندما يجد الطبيب نفسه يحصل على 140 جنيها وهو راتب هزيل لا يساعده كى يعيش أو حتى يفكر ويصبح كل همه أن يبحث عن أماكن عمل أخرى ولا يستطيع أن يخلص فى عمله. * هناك شكوى دائمة من مرضى المستشفيات الحكومية من سوء المعاملة وبأنها معاملة غير آدمية فما تعليقك؟ - يأتى كل يوم لمعهد القلب 1500 مريض للكشف ويصعب حتى توافر أماكن لوقوفهم ونلجأ إلى استخدام الطرقات فهو عدد كبير يحتاج لاستاد والزحام يجعل المرضى مستعجلين ولكن المعاملة تكون جيدة. * كيف نستطيع الوصول لتأمين صحى شامل؟ - أنا أتمنى ذلك فالتأمين الصحى فى مصر يقدم خدمات جليلة ومهمة فهو يقدم خدمات لمرضى القلب والمخ والشرايين وتغيير الصمامات والمفاصل. * ولكنها شريحة معينة؟ - أى واحد يستطيع أن يشترك فى التأمين فهو يعتمد فقط على خصم نسبة من الرواتب.. والتأمين حاليا يغطى شرائح عديدة من المجتمع. * ما مصير قانون التأمين الصحى هل سيتم تعديله أم الإبقاء عليه؟ - لا أعلم وأيا كان لابد أن تكون الآلية مضبوطة وأنا أعلم أن وزراء الصحة كلهم متفقون على أهمية وجود قانون تأمين صحى وأن يكون التحويل عن طريق ممارس عام يحوله إلى الإخصائى والتأمين الصحى لابد أن يرشد خاصة الأدوية توجد ناس كثيرة من المنتفعين من التأمين يبدلون الأدوية ب ماكياج ومنتجات أخرى، لذلك فإن الوعى حتى الآن لم يزد فى البلد. * متى تنتهى فوضى قرارات العلاج على نفقة الدولة؟ - قرارات العلاج على نفقة الدولة شىء ممتاز وتوجد لجنة ثلاثية تكشف على المريض وتعطيه القرار حتى لو كان قراراً للعلاج خارج مصر وسوء استخدام هذه القرارات فى السابق هو ما كان عليه النقاش حيث تم استغلال هذه القرارات فى عمليات التجميل وستنتهى الفوضى عندما نجد آليه مناسبة لاستخدامها. * حضرتك ضمن لجنة تطوير معهد القلب فما أهم الأولويات التى تتخذها اللجنة للتطوير؟ - فى معهد القلب نستهلك يوميا صمامات وأدوات وقساطر بمليون جنيه ولا توجد ميزانية لذلك لذلك فنحن نتسول من العالم عن طريق الزكاة والتبرعات ولكنها لا تزال قليلة ولكن كما يقولون نواية تسند الزير وأنا أفكر فى إنشاء معهد قومى آخر للقلب فى مكان على مساحة 20 فداناً خارج القاهرة فى المناطق الجديدة وأطباء معهد القلب نستطيع أن نوزعهم على مراكز فى المحافظات. * سمعة الطبيب المصرى سيئة.. فكيف نرتقى بها؟ - صفة عامة فى المصريين الإهمال وعدم اتقان العمل ومن لم يتقن عمله يكون طبيبا فاشلاً الطبيب المصرى ممتاز إذا توافرت له الإمكانات والتعليم والبعثات فى الخارج سينجز عمله . * ما نسبة مرضى القلب فى مصر؟ - كانت منذ فترة مشكلة الحمى الروماتزمية وأمراض الصمامات وكان 5% من الشعب المصرى لديه أمراض صمامات ولكنها تغيرت لأن الحمى الروماتزمية أصبح لها علاج ولكن أمراض شرايين القلب الجلطات والذبحة الصدرية زادت نتيجة التوتر فى الحياة والطعام غير الصحى والمساكن غير الصحية وتصل نسبة أمراض الشرايين إلى 10% وأمراض ضغط الدم تصل إلى 25% فى الشعب المصرى فوق 25 عاما والمصريون لا يلعبون رياضة لذلك زادت أمراض الشرايين * الحب والسعادة تطيلان من عمر القلب؟ - طبعا الحب والسعادة يقللان من الإفرازات المضرة وتجعل الإنسان بدون توتر أو قلق. * ما الجديد فى مجال طب القلب؟ - المشكلة حتى الآن فى عضلة القلب فإذا سد شريان يؤثر على عضلة القلب وتفقد قدرتها على الانقباض الصحيح وتتلف ويصبح انقباضها ضعيفا وحاليا الجديد يتم حقن العضلة بالخلايا الجذعية لتقويتها والنتائج مبشرة فالخلايا الجذعية تتحول إلى نسيج عضلى.