اتفقنا أو اختلفنا فيما يقدمه لنا من أفلام إلا أننا لا ننكر أنه ممثل جيد ونجم صف أول ولكنه وقع فى حب اللمبى الشخصية التى قدمها منذ عشر سنوات ولم يستطع التمرد على هذه النوعية من الأعمال خوفا من الفشل باعترافه وخسارة جمهوره الذى كونه على مدار كل هذه الأعمال، محمد سعد يقدم لنا فيلما هذا العام وهو تك تك بوم الذى يهاجمه النقاد من قبل عرضه فى دور العرض وبعد عرضه قالوا إنه إهانة للثورة وأن هذا الفيلم وضع محمد سعد فى مأزق كبير لا يستطيع الخروج منه، الغريب فى الأمر أن محمد سعد كان دائما يختفى عن الصحافة والإعلام ولكنه قرر هذا العام أن يواجه كل الآراء والانتقادات وأجاب عن أسئلة صباح الخير كلها بصدر رحب ودون تعصب وشرح وجهة نظره فى فيلم تك تك بوم وعدم تغيير جلده على مدار عشر سنوات وعن عمله القادم الذى يعد الجمهور أنه سيكون مفاجأة لا يتوقعها أى شخص. * مصر قامت بثورة عظيمة يتكلم عنها العالم كيف تختزل ذلك فى فيلم «تك تك بوم» الذي يتحدث عن صراع بين البلطجية وشاب ساذج يتصدى لهم؟ - أولا أحب أن أوضح شيئا مهما أنا لم أقدم فيلما عن الثورة المصرية لأن ذلك يحتاج إلى سنوات دراسة وبحث وتحضير إلى جانب أن الحقائق الآن مازالت غائبة ولا أحد يعرفها لكى يقدم عملا عنها.. والفيلم تجربة شخصية لى من خلال 18 يوما قضيتها مع أهالى منطقتى أحرسها مع جيرانى وأهالى منطقة السيدة زينب، تك تك بوم فيلم لايت يتحدث بالتحديد عن تأثير ثورة يناير على الحارة الشعبية فقط خصوصا اللجان الشعبية التى كانت توجد بها وظاهرة البلطجة التى وجدناها فى ذلك الوقت وتصدى جميع الناس لها وقدمت ذلك من خلال شاب بسيط يدعى تيكا يسكن فى إحدى الحارات الشعبية ليس له أى علاقة بالسياسة ولا يعرف عنها أى شىء وفجأة يوم زفافه تقوم الثورة وتنقلب حياته فى نفس الوقت ويحاول أن يفهم الأحداث التى تدور حوله ولكن لا يستطيع وتوسم فيه أهالى الحارة أن يسندوا إليه مهمة تأمينهم من البلطجية ويقوم بعمل لجان شعبية بها لكى يحمى أهالى الحارة، وفكرة الفيلم كانت للمنتجة إسعاد يونس وكتبت أنا السيناريو الخاص بالفيلم. * لماذا كتبت السيناريو وأنت ليست لديك خبرة فى هذا المجال ولم تسنده إلى سيناريست أو مؤلف محترف؟ - لأننى بمنتهى البساطة رصدت وكتبت حالة عايشتها بنفسى من خلال وقوفى مع أهالى المنطقة التى أسكن فيها بالسيدة زينب ورصدت كيفية تعامل الناس مع اللجان الشعبية ووقوفنا مع بعضنا يدا واحدة للتصدى للبلطجية الذين وجدوا الانفلات الأمنى فرصة لهم يأخذون ما يريدون ويهجمون على المنازل ويروعون أهلها، كما أننى رصدت حالة الوحدة التى حدثت بين أهالى كل منطقة والتكاتف الذى كان بينهم وأن هذا لأول مرة يحدث فى مصر. * تناولك لأحداث الفيلم جاء بشكل سطحى جدا لماذا؟ - أولا أنا لمست على كل الموضوع بشكل خفيف كما ذكرت لك لأن الحقائق مازالت غائبة كما أن الناس لا تريد إلا شيئا يخرجها من الحالة التى عاشتها الأيام الماضية كما أنها عايشتها صوتا وصورة على شاشات التليفزيون، فى رأيى الجمهور يريد الآن شيئا يخفف عنه معاناته ويخرجه من الحالة التى عاشها على مدار 9 أشهر «أنا مش عايز أوجع قلب الناس»، وتك تك بوم فيلم لايت خفيف كوميدى لكى يضحك الجمهور. * وما المانع أن تقدم عملا كوميديا لكن يكون عميقا وفى نفس الوقت يحترم عقل المشاهد؟ - الناس حاليا غير مؤهلة فى هذه المرحلة، سأعطى لك مثالا عندما عندما عرض فيلم «صرخة نملة» فيلم جيد على جميع المستويات ولم ينجح لنفس السبب الذى ذكرته أن الناس غير مؤهلة وقلبها واجعها. * من ضمن القضايا التى كانت بالفيلم قضية هجوم البلطجية على مستشفى السرطان 57357 وفجأة كان تيكا يتصدى لهم ووجدنا خزنة كبيرة جدا من الأرض إلى سقف الحجرة يوجد بها آلاف من الجنيهات.. ألم تر وأنت تكتب السيناريو أن بها خيالا واسعا جدا؟ - يجيب ضاحكا.. شكل الأموال هى التى كانت مستفزة تقريبا وأنا أستغرب أنك ركزتى على مشهد بسيط جدا ولم تنتبه إلى مشهد مهم جدا بالفيلم وهو عندما كان تيكا يتحدث مع طفلة مريضة فى المستشفى وهو كان مؤثرا للغاية ومشهد آخر عندما كان يتحدث إلى الشرطة متمثلة فى رياض المنفلوطى وعنفها بشدة ودار بينهما حوار مهم جدا ومنه كانت عبارة «إحترمنى علشان أحترمك». * ولماذا كررت شخصية رياض المنفلوطى التى شاهدناها فى فيلمك «اللى بالى بالك»؟ - كنت أريد شخصية مدير سجن ويكون فى نفس الوقت لديه رصيد عند الجمهور فقررت أن أعيد شخصية رياض المنفلوطى من جديد ولكن وهو كبير فى العمر وهى الشخصية التى وجدتها تضحك الجمهور وتقول إيفيهات وفى نفس الوقت تكون شخصية جادة وصارمة. * وهل لا يوجد ممثل يؤدى هذا الدور إلا محمد سعد؟ - لا توجد شخصية لديها رصيد عند الجمهور وفى نفس الوقت مدير سجن إلا رياض المنفلوطى الشخصية التى يعرفها الجمهور وليس محمد سعد وإذا كان قدمها شخص آخر كانت ستقول الصحافة ما كان يقدم المنفلوطى أفضل له. * ومتى سيتمرد محمد سعد على شخصية اللمبى التى يجسدها منذ عشر سنوات؟ - حتى الآن لا أستطيع أن أتمرد فجأة على نفسى فأنا وقعت فى شخصية «الكاركتر» وبدأت فى فيلمى الأخير أبتعد إلى حد ما عن شخصية اللمبى واستطعت أن أخرج إلى حد ما من «قمقم» اللمبى والشخصيات التى جسدتها على مدار كل هذا العمر. * قاطعته.. لكن فى تك تك بوم لم نر أنك خرجت من هذا القمقم وشعرنا أن اللمبى هو البطل ولكن مع اختلافات طفيفة؟ - اختلافات كثيرة وليست طفيفة وأنا أحاول أن أخرج خارج هذا الإطار ولكن بالطبع لا يحدث ذلك بسهولة وأتفق معك أن تك تك بوم ستجدون فيه أدواراً مثل التى قدمتها من قبل مثل اللمبى واللى بالى بالك وحتى من الممكن أن تجدوا نظارات أطاطا فى عوكل. * ألم تشعر أن عشر سنوات كثيرة لكى تفكر أن تلعب أدوارا مختلفة؟ - أتفق معك ولكن كانت هناك مشكلة كبيرة تواجهنى هى أن أى مخرج أو منتج عندما يجدون ممثلا قدم «كاركتر» يتمسكون به أكثر ويريدونه أكثر من مرة لأنه مختلف ويضحك الجمهور والمشكلة هنا أننى لست «جنا» لكى أعرض كل عام كاركتر مختلفا فشعرت بأننى لابد أن أخرج من هذه الدائرة. * بصراحة شديدة هل كنت تشعر بالخوف من الفشل وخسارة الجماهيرية التى حققتها؟ - بالفعل هذا حقيقى ومن منا لا يخاف من الفشل، فأنا كونت هذه الجماهيرية على مدار عشر سنوات والجمهور عرفنى على أننى كوميديان دائما كنت أشعر بالقلق أن أقدم عملا مختلفا يحدث عند جمهورى صدمة شديدة أو من الممكن أنهم لا يتوقعون منى ذلك وأخسر كل ما حققته، فبداية عندما قدمت اللمبى وقد اكتشفت هذه الشخصية فى فيلم الناظر على يد المخرج شريف عرفة وعندما عرض الفيلم نجح نجاحا غير مسبوق وكانت إيراداته وقتها 27 مليون جنيه وهذا لم يحدث فى تاريخ السينما وبعدها قدمت فيلم اللى بالى بالك ونجح أيضا خصوصا أننى قدمت شخصيتين فى نفس الوقت وتوالت الأعمال. * ولكن فى السنوات الأخيرة كانت أفلامك لا تحقق نفس الإيرادات التى كنت تحققها من قبل مثل بوشكاش واللمبى 8 جيجا وغيرها.. ألم يجعلك هذا تعيد حساباتك؟ - بوشكاش كانت له ظروف قاسية طاردته فى الإنتاج وهذا أثر عليه بالسلب وأريد أن أوضح معلومة إنى أعيد حساباتى وأغير جلدى وهذا ليس بالأمر السهل وهناك من أقدم على هذه الخطوة وفشل مثل الممثل العالمى شارلى شابلن عندما طالبه الكثيرون بتغيير جلده ونمط أفلامه التى تعودنا عليها وغير شكله وفشل فشلا ذريعا وعندما عاد مرة أخرى لنوعية أفلامه التى تعود عليها الجمهور نجح.. وسأكون صريحا معك أكثر «الكاركتر» بيطمع الممثل وصعب الخروج منه. * ولكن طالبك الصحفيون والإعلاميون والنقاد مرارا بتقديم نوعية أخرى ولكنك لم تستمع إليهم ولم تعرهم أى اهتمام؟ - أنا أنصت إلى الجمهور فقط ولا أستمع إلا له وهناك مشكلة كبيرة كانت تواجهنى مع الصحفيين والإعلاميين أنهم يطالبونى أن أعمل حوارات صحفية وتليفزيونية فى أى وقت وأحيانا لا يكون لدى عمل أتحدث عنه، فأنا لا أحب أن أظهر للجمهور لكى أحكى لهم «إحنا طبخيين إيه النهارده»!! فالعلاقة بيننا تدهورت بسبب هذا السبب فقط لا غير. * هاجمك النقاد هذا العام أكثر من أى سنة بسبب فيلمك الأخير تك تك بوم وقالوا إنه إهانة للثورة وفيلم دون المستوى؟ - أنا أحترم جميع الأراء والأقلام ولكن المشكلة أننى لا أجد نقدا بناء ،فمعظم النقد يكون عن شخصى وكل ما يكتب على الفيلم أنه عن الثورة خاطئ وقد وزعت الشركة العربية المنتجة للفيلم بيانا صحفيا تنفى فيه ذلك ف «تك تك بوم» يتحدث عن تأثير الثورة على الحارة الشعبية فقط لا غير. * تشارك درة البطولة فى فيلم تك تك بوم ولكن لم نشعر بها ووجدنا أن دورها صغير جدا.. لماذا؟ - أحب أن أقول شيئا مهماً لو شخص قرأ الإسكربت سيجد أن دور درة أصغر من ذلك وهى قرأته ووافقت عليه وفى السينما عدد المشاهد كان أكثر بكثير وأحب أن أضيف أن درة لها اسمها ووضعها كممثلة ووجودها بالفيلم أضاف الكثير وكانت متقمصة الشخصية جيداً. * عندما كنت تستعد للنزول بفيلم إلى دور العرض كنت تكتسح وكان هناك نجوم لهم أسماؤهم لا يجازفون بنزول أعمالهم فى نفس الوقت.. ماذا تشعر الآن وهناك فيلم إيراداته تجاوزت فيلمك بكثير وتفوقت عليه على الرغم من أن أبطاله ليسوا ممثلين؟ - الرزق من عند الله وتعليقى لا حيلة فى الرزق. * محمد سعد أخيراً قرر أن يغير جلده.. ما الذى تنوى تقديمه الفترة القادمة؟ - بالفعل فهناك تجربة جديدة أستعد لها مع المخرج أحمد نادر جلال والمؤلف عمرو سمير عاطف وللأسف لم أستطع أن أقول أكثر من ذلك لحين اكتمال فريق العمل ووضع الخطوط العريضة للعمل وكل الذى أستطيع أن أصرح به أن العمل سيكون مفاجأة ولا أحد يتوقعه.