من داخل كواليس المسرح الحديث الكل يستعد للظهور على المسرح لعرض مسرحية «فى إيه يامصر»، وكانت جولتى داخل حجرات أبطال هذا العمل والذى يعد أول عمل مسرحى يشهد إقبالا كثيفاً منذ ثمانية أشهر أقصد منذ سقوط النظام. وعن كواليس هذا العمل وكواليس نجومه وأخبارهم داخل خشبة المسرح وخارجه.. دار حوارى معهم. - بداية يقول بطل العرض الفنان / طارق الدسوقى: أعتدت على أن يكون لى عمل رمضاني فى كل عام وهذه المسرحية تعد العمل الثالث لى مع المخرج ياسر صادق فلقد قدمت فى العام الماضى مسرحية (شيخ العرب)، وهى عن سيرة السيد أحمد البدوى.. وقبلها قدمت مسرحية (السراج المنير) عن السيرة النبوية. ولكن مسرحية «فى إيه يامصر؟» لها وضع خاص عندى فهى العمل المسرحى الأول الذى يقدم بعد قيام ثورة 25 يناير وسقوط النظام منذ ثمانية أشهر، ويقدم فى شهر رمضان، وفى ظل الظروف الصعبة التى شهدناها من مظاهرات فى ميدان التحرير قبل بداية الشهر الكريم كنا جميعا كفريق عمل نعمل بروفاتنا بمنتهى الإصرار والإيمان والثقة بأن العمل الجيد هو الذى سيفرض نفسه. * قاطعته سائلة: لكنها مغامرة منكم جميعا.. فشهر رمضان له طقوسه الخاصة من انشغال الناس بالصيام وصلاة التراويح والتهجد ومتابعة الدراما التليفزيونية. - أجابنى: ليست مغامرة لأن المسرح له رواده ومشاهدوه الحريصون على مشاهدته ولقد شهد العرض إقبالا جماهيريا وسوف وسوف يقوم التليفزيون بتصويره. ويضيف الفنان طارق الدسوقى قائلا: هذا العرض تتوافر فيه عناصر العرض المسرحى الجيد التى تجذب المشاهد فنحن نحاول أن نحقق المعادلة الصعبة، وهى تقديم الفكر والمتعة السمعية والبصرية فهو عمل استعراضى غنائى وكوميدى وتراجيدى وإنشاد دينى وهو أيضا عمل سياسى، لا يعبر عن أحداث ثورة 25 يناير ومابعدها ولكنه يدور حول فكرة الطائفية، وهى فكرة موجودة من قبل الثورة. أما الفنانة رندا البحيرى فتقول عن دورها فى المسرحية: أنا مريم بنت مسلمة مصرية نشأت فى بيت أخيها في الرضاعة سامى الشاب المسيحى والذى يقوم بدوره محمد رمضان.. وجاء اختيارى عندما تقابلت مصادفة مع الفنان والمخرج ياسر صادق فى انتخابات نقابة المهن التمثيلية وتحدثنا عن سابقة أعمالنا.. الحقيقة أننى تمنيت العمل مع ياسر صادق كمخرج قبل أن يكون ممثلا فهو يتميز فى مسرحه بالإخراج السينمائى، وهذا ما يميزه عن الآخرين.. وفوجئت به يرشحنى لبطولة المسرحية ووافقت بدون تفكير.. * سألتها: ألا ترى معى أنه قرار جرىء من هيئة البيت الفنى للمسرح فى عرض المسرحية فى هذا التوقيت. - أجابتنى: هو بالفعل قرار جرىء فهذه المسرحية هى أول مسرحية تعرض بعد سقوط النظام وتضم هذا الكم الرائع من الاستعراضات والإنشاد والقصة الجادة والكوميدية، لقد استغرقنا حوالى ثلاثة شهور كنا يوميا نقوم بالبروفات ماعدا يوم الجمعة جيث نأخذه إجازة تجنباً لمظاهرات ميدان التحرير ومخاطرها، ولك أن تشاهدى إقبال الجمهور على العمل رغم طقوس شهر رمضان المعروفة التى تلزم الناس على التواجد فى المساجد أو متابعة الدراما التليفزيونية. * سألتها: راندا هذا العمل فى رصيدك المسرحى الأول.. - قاطعتنى: لا!! هذا هو العمل الثانى لى على خشبة المسرح والبطولة الثانية لى.. فمن قبل قدمت مسرحية (شباب البحر) سنة 2003 بطولتى أنا وأحمد فلوكس. اتجهت إلى حجرة الفنان الصاعد محمد رمضان الذى أشتهر عنه أنه شبيه النجم الراحل أحمد زكى.. * سألته فأجابنى: هذا هو العمل الثانى لى على مستوى الاحتراف فلقد كان العمل الأول من خلال مسرحية «قاعدين ليه» بطولة سعيد صالح سنة 2005. ثم جاء العمل التالى وهو مسرحية (شارع القصر العينى) لكن الرقابة منعتها قبل ثورة يناير لأنها كانت تمهد بأن هناك ثورة سوف يقوم بها الشعب، وكان دورى فيها عبارة عن ولد اتولد جوه الاعتصام وكبر وهو جوه الاعتصام. وبعدها جاءتنى الفنانة الزميلة راندا البحيرى واختارتنى للمسرحية ورشحتنى للمخرج ياسر صادق والذى رآنى مناسبا للدور. * قلت له: قال عنك النجم العالمى عمر الشريف: محمد رمضان أحسن ممثل فى مصر ولقد اخترته ليكون ولى العهد بتاع عمر الشريف!! - ابتسم قائلا: هذا ماقاله النجم الكبير عمر الشريف من خلال حوار تليفزيونى معه وعقب نجاح مسلسله (حنين وحنان) والذى كنت أشارك فيه بدور صغير.. فقال لمن حولى: محمد ده مش بيمثل دا مش واعى إن فى كاميرا بتصوره لأنه بيعيش فى أداء دوره. * سألته: وايه حكاية إنك شبيه النجم أحمد زكى فى أدائه وملامحه. - أجاب: أعتقد أن السبب هو أننى قمت بدور الفنان أحمد زكى في مسلسل السندريلا سنة 2006 أمام النجمة منى زكى، وهذا ماجعل النقاد يلاحظون الشبه بينى وبينه. ومنتهى الشرف لى أن أكون شبيها لهذا الفنان الكبير. * سألته: دور كوميدى فى هذه المسرحية ولك دور كوميدى آخر فى مسلسلك الرمضانى «إحنا الطلبة». - أجابنى: فى مسلسل إحنا الطلبة أقوم بدور شاب صعيدى أبوه اتقتل من منافسه فى مجلس الشعب وسوسن بدر أمى تصر على أن آخد بثأره ولكنى بأهرب لمصر عشان مقتلشى حد.. وتجمعنى الظروف مع فريق شباب العمل لعدم وجود فلوس ونضطر نسرق عشان نعيش. والحمد لله ردود الأفعال ممتازة تجاه هذا المسلسل ولاقى نسبة مشاهدة عالية. * سألته: من صاحب الفضل على نجوميتك.. المسرح أم السينما أم التليفزيون، وفى أى شىء منهما تجد نفسك. - أجابنى: المسرح بدايتى وصاحب الفضل على، والسينما فهى التاريخ الباقى.. أما الدراما التليفزيونية فهى لها فضل الانتشار.. كل منها له فضل، وكل منها أجد نفسى فيه. * سألته: عرفنى بنفسك بعيدا عن الفن. - أجاب: أنا عمرى 23 سنة وأدرس حاليا فى السنة الأولى فى معهد الفنون المسرحية والذى قبلنى بعد أن حققت نجاحا فى الفن. أنا متزوج وعندى طفلة اسمها (حنين) عمرها الآن سنتان.. تاريخى الفنى عمره ست سنوات والحمد لله حصدت العديد من الجوائز الدولية والمحلية كأحسن ممثل صاعد وأحسن دور وذلك من خلال فيلم إحكى ياشهر زاد ومسلسل إيد أمينة وغيرهما. أما المخرج ياسر صادق فيقول: هذا العرض لا يتحدث عن الثورة لأن الثورة لاتزال قائمة.. وإنما يتحدث عن القضاء على الفتنة الطائفية التى لو أهملناها ستقضى على الأخضر واليابس. فمصر قائمة سواء نجحت الثورة أو فشلت أما ماسيقضى على مصر فهو الفتنة الطائفية، وهذه عقيدتى كمصرى وكمسلم فأنا لا أؤمن بالتمييز بين البشر، ولك أن تعلم أن إخواتنا من النصارى يشتركون معنا فى العروض المسرحية التى تتحدث عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وعندى عقيدة بأن رسول الله جاء ليعين ويساعد كل البشر من كل الأديان هذا هو حقيقة ديننا الإسلامى فأنا فى هذه المسرحية أستحضر روح الإسلام والرسالة المحمدية وأقدم عرضا يطرح مفهوم العقيدتين الإسلامية والمسيحية بشكل محايد.. ولقد اكتشفت أن الإسلام والمسيحية لا يدعوان للتطرف، ولكن كل مايحدث هو نتاج الجهل ولهذا فأنا أدعو إلى العلم الذى يفصل بين الأشياء والمفاهيم الخاطئة فى هذا العمل تقوم رندا بدور بنت مسلمة وأخوها في الرضاعة محمد رمضان شاب مسيحى والطريف فى الأمر أن الفنان محمد رمضان له بالفعل أخ مسيحى فى الرضاعة. مسرحية (فى إيه يامصر) كانت فكرتى وطرحتها على المؤلف سراج الدين عبد القادر الذى تركنى أتكلم وأحلم وأفكر كيف نقدمها حتى فاجأنى بكتابته لنص المسرحية. فهذا هو التعاون الثانى بينى وبينه إذ كان اللقاء الأول بيننا من خلال تعاوننا فى مسرحية (السراج المنير) من إخراجى وتأليفه. وسوف نطوف بهذا العمل فى محافظات مصر خاصة محافظات الصعيد والإسكندرية لمخاطبة وعى الناس هناك عن فكرة الطائفية غير الموجودة لدى المصريين فهى ليست من صناعة المصريين، وإنما هى من صنع الشيطان.