كثيرا ما نجد مصممين للأزياء يتشدقون بأنهم حريصون على الطابع الشرقى فى حين ما يقدمونه مجرد موتيفة أو تفصيلة من التراث يتم وضعها على تصميم كلاسيكى، لكن سارة مصطفى حالة متفردة من الإبداع الحقيقى الذى يعتبر دخولها مجال تصميم الأزياء خطوة فارقة لتطوير الملابس ذات الطابع الشرقى لتصبح معاصرة تناسب المرأة فى القرن الواحد والعشرين ويمكن أن تكون تصميماتها الشرقية ضمن ما ترتديه المرأة كل يوم، فمن هى سارة مصطفى؟ وما الجديد الذى تقدمه؟ سارة مهندسة معمارية سافرت إلى الإمارات لترافق زوجها فى العمل وكان أمامها خياران الأول أن تصبح سيدة بيت، والثانى أن تستغل وقت الفراغ لتبدع فى مجال فنى يرضيها وتتمكن فيه من الاستفادة بكونها مهندسة معمارية تستطيع أن تبنى تصميمًا على أفكار وتيمات معينة. (سرايا) هو الاسم الذى اتخذته سارة لتقدم من خلاله تصميماتها فهو مشتق من اسمها، وفى الوقت نفسه مدلوله فى الذهن أنه البيت القديم الذى به تحف، وهذا هو النهج الذى اتخذته سارة مصطفى فى تصميماتها المعاصرة فهى ركزت على أن تقوم تصميماتها على إحياء روح الشرق فى تصميمات بسيطة الخطوط يمكن أن ترتديها الفتاة فى الجامعة أو المكتب أو حتى السهرات وبشكل يومى وليس فى المناسبات. روح الشرق معتمدة على كل ما هو شرقى سواء من مصر أو الوطن العربى أو حتى أوروبا الشرقية فنجد فى تصميماتها توظيفا لقماش (البابوشكا) من أوكرانيا وروسيا وهو مشهور برسوماته الممتلئة بالورود المزركشة، أيضًا نجد وحدات التطريز بالخرز الأفغانى الذى تأتى به كوحدات أنتيك من الثياب القديمة لتحيى بها تصميما معاصرا يصلح لمناسبات عديدة، حتى قماش الغترة الخليجى وظفته فى تصميمات رائعة، هذا بخلاف قماش الخيامية المصرى سواء كان مطبوعا أو مرسوما بالقماش وفقًا للطريقة التقليدية القديمة، أيضًا هناك التطريز بالتلى الصعيدى. حتى الخامات التى تستخدمها فهى من الشرق سواء خامات مصرية مثل قماش التيل المصرى أو قماش (الأجة) كذلك القطن الهندى والحرير الهندى، حتى الموتيفات الإيرانية، سارة لديها فكر تريد تقديمه عالميًا وهو تقديم روح الشرق بمفرداته وفنونه وتيماته فى محاولة جادة للتأكيد على الوجود العربى والشرقى فى مجال تصميم الأزياء. فمصممة الأزياء سارة مصطفى لديها العزم لكى تلفت الأنظار عالميًا للأزياء ذات الطابع الشرقى، وهى تؤكد أنها تعمل لكى تصل بتصميماتها خلال الثلاث سنوات القادمة إلى المشاركة فى أسابيع الموضة العالمية، وهذا ما نتمناه.