سمير زاهر عندما قرر اتحاد الكرة لصاحبه سمير زاهر ورفاقه «عبد الغنى أبوريدة والهوارى ويونس» استئناف بطولة الدورى فى بداية إبريل الماضى عقب نجاح ثورة 25 يناير طلب عدد من الأندية إلغاء الهبوط بدعوى أن الفترة الطويلة التى لم تلعب فيها المباريات، 81 يومًا خلال أحداث الثورة أثرت على الأندية بالسلب، كما أن الظروف الاستثنائية التى تمر بها مصر ألقت بتأثيراتها على مستوى الكرة فى الأندية، مما يتطلب إلغاء الهبوط، وأعلن سمير زاهر ورفاقه أنهم يدرسون الطلب وكانوا فى طريقهم للموافقة عليه لولا خروج مانويل جوزيه المدير الفنى للأهلى بتصريحات لقناة الأهلى أكد فيها رفضه لإلغاء الهبوط حيث قال بالنص «إلغاء الهبوط فكرة غير صائبة وستجعل الدورى المصرى «دورى عزومات» وسيفتح الباب للمجاملات، وأضاف قائلا: «إذا كان الأمر هكذا يمكن أيضا أن تقام المباريات بدون حكام». وطالب جوزيه المسئولين فى اتحاد الكرة بمراجعة هذا الأمر حتى يستمر الدورى على مستواه المعروف عنه.. مؤكدا أن إلغاء الهبوط سيكون من أسوأ القرارات فى تاريخ اللعبة فى حال اتخاذه من جانب اتحاد الكرة ، لأنه ليس من الضرورى أن نبدأ البطولة ونلغى الهبوط لأننا سنكون فى نفس الوضع السيئ.. وأضاف: «الفرق التى تحتل المراكز الأخيرة لابد أن تهبط، وإلا لماذا تلعب فرق الدرجة الثانية من أجل التأهل للدورى الممتاز؟، هذه القرارات لم نرها فى أى مكان فى العالم ، لابد أن نتخذ قرارات جيدة ونجدد أفكارنا بالإيجاب وليس بالسلب.. وكالعادة تنافست برامج الموالاة الرياضية بقيادة مدحت شلبى ورفاقه «معرفون» فى تأييد رأى جوزيه والاشادة به وقال بعضهم «إن إلغاء الهبوط يساوى إلغاء البطل» مما يحول المباريات لمجموعة التقسيمات الودية بين الفرق.. وقال البعض بصراحة إن إلغاء الهبوط يحرم الأهلى من الميزة النسبية له فى الدور الثانى أمام الزمالك الذى يخوض أغلب مباريات الدور الثانى خارج ملعبه مع فرق تصارع للهروب من شبح الهبوط كل عام مثل الاتحاد والجونة والمصرى، وإلغاء الهبوط يعنى أن هذه الفرق ستلعب بدون حافز مع الزمالك مما يسهل مبارياته معها.. مما يؤدى فى النهاية إلى بقاء فارق النقاط الست التى تفوق بها الزمالك على الأهلى فى الدور الأول واحتل بها قمة الدورى بل ربما زيادة هذا الفارق.. واستجاب سمير زاهر لطلب دولة الأهلى فى الحال وقرر استئناف مسابقة الدورى بنفس شروط بدايتها أى عدم إلغاء الهبوط لهذا الموسم. وتمت المباريات بالصورة التى شاهدناها جميعا وصدقت توقعات النقاد الحمر بخسارة الزمالك لثمانى نقاط خارج ملعبه من الفرق الثلاثة التى كانت مهددة بالهبوط فى الدور الثانى بعدما خسر من الجونة فى الغردقة والمصرى فى بورسعيد وتعادل مع الاتحاد فى الإسكندرية، وكانت نتائج المباريات الثلاث من الأسباب المباشرة- مع أسباب أخرى بالطبع- لخسارة الزمالك للبطولة وفوز الأهلى باللقب. المهم إنه بعد أن حقق قرار عدم إلغاء الهبوط هدفه قرر سمير زاهر ورفاقه العودة إلى قرارهم الأول بالإلغاء، ولم يعارض أحد من نقاد برامج الموالاة الرياضية فى دولة الأهلى القرار الذى أخل بقواعد المسابقة الأساسية التى تتطلب فوز الفريق الأكثر حصدا للنقاط بالبطولة وهبوط الفرق الأقل فى النتائج للدرجة الثانية.. فما دام فاز الأهلى باللقب لا يهم شىء آخر، ولم يقل «شلبى والرفاق» أن الأهلى فاز بدورى عزومات، أو لأن إلغاء الهبوط هو أسوأ قرار اتخذه اتحاد الكرة كما وصفه مانويل جوزيه من قبل .. ناقد رياضى واحد فقط من دولة الأهلى أحترم رأيه وقلمه ولم يغير موقفه مثلما فعل الآخرون وهو الأستاذ حسن المستكاوى الذى عارض القرار بشدة فى أكثر من مقال ب«الشروق»، وكان من أجمل ما كتب «القضية ليست هبوط فريق أو فرق.. لكن صدور قرار بإلغاء الهبوط بجانب عواقبه الفنية السلبية التى لا تعنى اتحاد الكرة، هناك عواقب أخلاقية، فهو ترسيخ للانتهازية الرياضية، ومساواة بين الفاشل وبين الناجح، وفتح باب جهنم الملعون أمام الاستثناء والخاطر والخواطر ومرور الكبار وحجز وحجب الصغار.. وإذا كانت الحجة هى الثورة، فإن الظروف غير الطبيعية تستوجب إلغاء الامتحانات، وشطب السنة من عمر جميع التلاميذ، والبدء من جديد فى العام المقبل أو منح كل الطلبة شهادات نجاح.. وإذا كانت الحجة هى الثورة، فكل من هو ملزم بأداء واجب أو دين أو قسط، يعفى منه. انتهى كلام الأستاذ «حسن المستكاوى» لتبقى الحقيقة فى دورى هذا الموسم وهى أن اتحاد الكرة استجاب لطلب جوزيه بعدم إلغاء الهبوط فى شهر إبريل ليخسر الزمالك الدورى.. ثم قرر سمير زاهر فى يوليو إلغاء الهبوط بعدما خسر الزمالك الدورى.. مع أن الأحداث لم تتغير، فالظروف الاستثنائية التى تمر بها مصر بسبب ثورة شعبها على الظلم والفساد ويتحججون بها الآن، كانت موجودة فى شهر إبريل عند استئناف المسابقة، ومع ذلك لم يقرروا الإلغاء وقتها.. بس محدش يقوللى دى نظرية المؤامرة.. اللى عنده سبب تانى يقوللى، ولا زاهر وعبد الغنى وشلبى لم يكتشفوا الظروف الاستثنائية لثورة 25 يناير إلا فى شهر يوليو!!!! وكل سنة وأنت طيب ورمضان كريم؟