* المشهد الأول مجموعة من الشباب قرروا أن يمحوا أمية بسطاء فى شارعهم وبدأوا بالبوابين وزوجاتهم وأطفالهم غير المتعلمين. وفى محاولة منهم لإقناع إحدى البوابات قالت: حرام عليك يا أستاذ.. تعليم إيه مش مكفيكوا اللى حصل من المتعلمين دول هما اللى عملوا الثورة وياحبايبى عيال زى الورد راحوا فيها يا حسرة قلب أمهاتهم عليهم.. لا أنا مبسوطة بالعيال كده، جهلة وفى حضنى. ولم يستطع الشباب إقناعها وبعد نصف ساعة من الكلام معها قرروا الانصراف للبحث عن هدف آخر. قبل أن نفكر فى تطوير التعليم يجب أن نفكر فى تغيير نظرة هؤلاء إلى التعليم، هؤلاء من لا يستطيعون الوصول إلى قاعات المؤتمرات ولا أماكن الندوات، هؤلاء يسكنون القرى والأماكن الفقيرة والشوارع. * المشهد الثانى أحد الباعة المتجولين ينادى الشهدا بجنيه.. الشهدا بجنيه ومن بعيد يقف شابان يقولان: لا حول ولا قوة إلا بالله ناس تموت وناس تبيعهم بجنيه. ويقدم رجل آخر على البائع ويقول إدينى اتنين من بتوع الشهداء البائع: اتنين جنيه يا باشا الشهدا مش بجنيه الشهدا دول بأطفال اتيتموا واتحرموا من أبوهم علشان أنت تتبسط مع ولادك وتفرح بيهم.. الشهدا بزوجات اترملوا وشالوا عبء الأسرة لبقية عمرهم.. الشهدا دول بأم وأب اتحرموا من ضحكة ابنهم فى بداية اليوم وكلمة حلوة أو طبطبة حنينة. الشهدا.. مش بكنوز الأرض وعشانهم مصر لازم تكون أفضل. لقطة أخيرة إلى كل من ينتظر نتائج سريعة.. لا تنتظر وافعل أنت بنفسك هذا الشىء وإن كان صغيرًا.. فالمحيط الكبير ليس إلا مجموعة هائلة من قطرات المياه. وإن لم نكن ممن سينعمون بجمال الثورة فلنعمل حتى ينعم أبناؤنا وأحفادنا كما فعل كثير من قبلنا كى ننعم نحن.