مجموعة من الشباب الأمريكان يدرسون اللغة العربية بولاية تكساس الأمريكية وبأكبر جامعات تكساس أقاموا حفلاً غنائياً الأسبوع الماضي. تري ماذا غنوا وهم الذين قرروا دراسة العربية ومواكبة الأحداث كذلك فكانت ثورة مصر 25 يناير هي موضوعهم اختاروا أغنية جديدة من بين عشرات الأغاني التي تم تقديمها أثناء وبعد الثورة.. أغنية هي من أجمل ما قدم في الفترة الأخيرة وهي «في كل شارع في بلادي صوت الحرية بينادي» لمجموعة من شباب الثورة، يصاحب الفيديو كليب صور من الشارع أثناء الثورة ولافتات كتب عليها كلمات الأغنية. أثبت هذا الاختيار أن البقاء سيظل للأفضل وللأسف الشديد فإنه وعلي الرغم من خروج عدد كبير جداً من الأغاني إلا أنه لم ولن يبقي إلا القليل. فمثلما أزاحت الثورة عن صدورنا حكماً ظل رابضا فوق صدورنا ثلاثين عاماً، فإنه حتما وبالوقت سيغير كذلك من نوعية الفن الذي سنتلقاه. أعلم أن المهمة ليست بيسيرة، ولن تنقضي في مجرد أيام أو شهور لكنها ستأخذ وقتاً طويلاً حتي يستطيع الفن الجيد أن يمحو الفن الرديء، وقتاً ربما يمتد لأجيال. فقد أصبح المناخ العام مهيأ لفكرة «التطهير» وهي أن ننزع من أرواحنا وقلوبنا ما فعله الفن الرديء بنا، أن نعالج شباباً ضحك عليهم البعض، غنوا عليهم ولم يغنوا لهم، صنعوا أغاني كمالة عدد علي مدي سنوات طويلة، أغاني قدموها لمجرد التواجد فقدموا مشروعاً فنياً لايتحدث إلا عن الحب والعشق والغرام باستثناء بعض الأغاني الدينية والوطنية القليلة جداً.. وأقرب مثال علي ذلك عمرو دياب الذي أخذت تجربته دورتها وبدأت في الانهيار. أقول لن يبقي إلا القليل.. ولن يسود إلا الفن الجيد، فعلي الرغم من الأغاني الكثيرة إلا أنه لن يبقي سوي القليل مثل صوت الحرية بينادي ويابلادي يابلادي أنا بحبك يابلادي لعزيز الشافعي ورامي جمال. فما يحدث الآن ماهو إلا عملية «غربلة» نفرز فيها الجيد من الرديء وأحب أن أتوقف هنا عند أغنية أنغام الوطنية الجديدة التي قدمتها دون أن تعلم هل ستنجح الثورة أم لا، قدمتها بروح المغامرة بحسها الوطني ووعيها الاجتماعي، فحصلت علي لقب أغنية من أفضل ما قدم في الآونة الأخيرة.. فلن يمحو الفن الرديء سوي فن آخر جيد وجميل لن يمحو ما فعله بنا المطربون والمطربات علي مدي سنوات طويلة سوي فن يحمل مواصفات أخري، فقد كانت الهجمة شرسة لذلك فإن «التطهير» حتماً سيأتي ولكن سيستغرق بعض الوقت. - آخر حركة معركة شرسة ستدور رحاها في الشهور والسنوات القادمة مابين الفن الجميل والآخر القبيح ستقع في هذه الموقعة أصوات كثيرة لا مكان لها الآن.