اشتعلت معركة انتخابات مجلس النواب على الأرض بالإقبال الكثيف على الترشُّح فى العديد من المحافظات ليبلغ عدد من تقدموا فى أول يوم فقط بأوراق الترشح 1392 على النظام الفردى على مستوى الجمهورية، وذلك بعد بدء عملية تلقى وفحص طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب من يوم الأربعاء الماضى، على أن يكون آخر يوم للتقديم غدًا 15 من الشهر الجارى وفقًا لما أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات. ولم تتوقف الأمور عند زيادة عدد المرشحين؛ بل كانت هناك اشتباكات بالأيدى بين أنصار بعضهم فى محافظة الغربية لخلافات على أسبقية تقديم أوراق الترشح إلى أعضاء اللجنة العامة المشرفة على سباق انتخابات مجلس النواب، بعد توافد المئات من المرشحين لتقديم أوراقهم وأصبحت الواقعة حديث السوشيال ميديا، وهو ما سيحول الماراثون الانتخابى إلى معركة أكثر شراسة على الأرض خلال فترة الدعاية الانتخابية. وما يزيد من حدة المعارك الانتخابية هو خريطة التغييرات الواسعة التى سيشهدها مجلس النواب المقبل بنسبة تقترب من 50 إلى 60 % عن المجلس السابق بعد استبعاد عدد من مشاهير البرلمان منهم رؤساء لجان لإفساح المجال أمام وجوه جديدة فى المجلس المقبل، حيث أكدت مصادر داخل تحالف الأحزاب المصرية أن هناك اتجاهًا لتجديد الدماء داخل البرلمان المقبل بالدفع بوجوه شبابية على القوائم والفردى. وأوضحت المصادر ل«صباح الخير» أن استبعاد عدد من رؤساء لجان مجلس النواب والكوادر البرلمانية ليس معناه عدم استمرارهم فى العمل السياسى، ولكن قد تتم الاستعانة بهم فى مناصب مهمة خلال الفترة المقبلة خاصة بعد أداء عدد منهم دوره بنزاهة وأمانة، لكن المصادر ذاتها شددت على أن معركة مجلس النواب سوف تشتعل مع ظهور وجوه جديدة تم الدفع بها للترشُّح فى حين ترغب العائلات الشهيرة والعريقة فى الدوائر المختلفة إلى حجز مقاعد لها فى البرلمان والحفاظ على تاريخها وبالتالى ستكون المعركة على الفردى مختلفة هذا الموسم.
غياب الكبار وقالت المصادر إن هناك مفاجآت من العيار الثقيل تشهدها الحياة البرلمانية وتتمثل فى غياب عدد من رؤساء بعض اللجان المهمة داخل مجلس النواب عن الانتخابات المقبلة منهم عبدالهادى القصبى، زعيم الأغلبية ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، وأحمد السجينى رئيس لجنة الإدارة المحلية، ومحمد السلاب رئيس لجنة الصناعة وعلاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات، ورياض عبدالستار وأحمد عثمان، ومحمد الحسينى وكيل الإدارة المحلية بمجلس النواب والنائب ياسر عمر، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، وهالة أبوالسعد وكيل لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والنائبة مايسة عطوة. وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات أنه مع فتح باب الترشح للانتخابات كانت هناك كثافات عالية أمام اللجان الخاصة بالترشح، وأنه تم تقديم جميع أنواع الدعم الفنى واللوجيستى لرؤساء ال28 لجنة المنوطة بتلقى وفحص أوراق الترشح فى محافظات مصر. وطبقا للجدول الزمنى الذى أعلنته الهيئة الوطنية للانتخابات فإن مرحلة الطعون أمام القضاء الإدارى بين 19 و21 أكتوبر، وإعلان القائمة النهائية للمرشحين فى 23 أكتوبر، وآخر موعد للتنازل عن الترشح هو 25 أكتوبر بينما ستبدأ الدعاية الانتخابية فى 23 أكتوبر للمرحلة الأولى، والصمت الدعائى يبدأ 6 نوفمبر، على أن تجرى الانتخابات فى الخارج يومى 7 و8 نوفمبر، وفى داخل مصر على مرحلتين: الأولى أيام 10 و11 نوفمبر، والمرحلة الثانية أيام 24 و25 نوفمبر. وعلى الأرض يستمر التنسيق وعقد اجتماعات وتحالفات قبل الساعات الأخيرة لغلق باب تلقى أوراق الترشح، حيث عقدت الأحزاب المنضمة إلى «القائمة الوطنية من أجل مصر» عدة اجتماعات وأقر المشاركون فى اجتماعاتهم إطلاق ميثاق شرف انتخابى ينظم العلاقة بين الأحزاب المشاركة داخل القائمة الوطنية، وكذلك العلاقة بينهم وبين باقى الأطراف المتنافسة فى الانتخابات، ويهدف الميثاق إلى ضمان وحدة الصف السياسى داخل القائمة، وضبط الخطاب الانتخابى وتفادى التصريحات أو الممارسات التى قد تضر بصورة القائمة أو تثير الانقسامات، وكذلك تشجيع التنافس الشريف خارج إطار القائمة، مع احترام قواعد العمل الديمقراطى فضلا عن مواصلة التنسيق والتعاون بعد الانتخابات بما يعزز التمثيل البرلمانى المنظم ويخدم المصلحة الوطنية. ومع استمرار تقدم المرشحين بأوراقهم يتم إعادة ترتيب المشهد فى الساعات الأخيرة لإفساح المجال أمام كوادر سياسية حقيقية فى البرلمان المقبل تشمل قيادات من المعارضة بما يعزز من قوة المجلس المقبل، وتقدم عبدالمنعم إمام رئيس حزب العدل بأوراق ترشحه لمجلس النواب عن دائرة القاهرة الجديدة والشروق وبدر، وقال إن حزبه تقدم ب 50 مرشحًا على المقاعد الفردية، موضحا أن القائمة المغلقة تحتوى على جانب إيجابى يتمثل فى تمكين غير القادرين على التواجد مثل الشباب وذوى الاحتياجات الخاصة والمصريين فى الخارج، معتبرًا أن تمثيل المعارضة فى القائمة هذه المرة أفضل بكثير من انتخابات مجلس النواب 2020 لأن تمثيل المعارضة كان وقتها ما بين 18 إلى 20 نائبًا فى القائمة، كما أكد أن البرلمان فى أساسه ليس للخدمات فقط وإنما الدور الرقابى والتشريعى. بينما دفع حزب التجمع بعدد من كوادره فى القائمة من بينهم هلال الدندراوى ومارسيل سمير وضحى عاصى، كما تم التنسيق بين بعض الأحزاب على عدد من المقاعد الفردية لمنح فرصة أكبر للمعارضة، حيث تقدم النائب ضياء الدين داود بأوراق ترشحه فى الانتخابات عن الدائرة الأولى بمحافظة دمياط على مقعد فردى مستقل. وزراء سابقون فى السياق ذاته، تشتعل المعركة مع دخول عدد من الوزراء السابقين على رأس «القائمة الوطنية من أجل مصر» وهم عاصم الجزار رئيس حزب الجبهة الوطنية ووزير الإسكان السابق والسيد القصير الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية ووزير الزراعة الأسبق، واللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية السابق والمستشار علاء فؤاد وزير الشئون النيابية والقانونية السابق والمهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية السابق، ومحمد سعفان، وزير القوى العاملة السابق، ويأتى ذلك وسط اعتراضات من بعض الأصوات داخل الشارع السياسى على الدفع بهؤلاء الوزراء السابقين فى انتخابات النواب باعتبار أنهم كانوا أعضاء فى الحكومة ومن غير اللائق سياسيًا تواجدهم فى البرلمان المقبل لمراقبة الحكومة. ويدفع حزب الجبهة الوطنية على المقاعد الفردية بأسماء لها ثقل فى الشارع بينهم اللواء كمال الدالى فى الجيزة واللواء على الدمرداش عن المطرية وأحمد الدويك عن مركز المنصورة ومحمود العوضى عن دمياط ومعتز محمود بمحافظة قنا. وقال د. عاصم الجزار رئيس حزب الجبهة الوطنية إن اختيارات المرشحين لمجلس النواب تتسم بالتنوع المهنى والفئوى والنوعى مع وضع معايير محددة لضمان تمثيل الحزب بالبرلمان بشكل مؤثر وكفء مضيفًا: لم نعد أحد بشيء منذ بدء التأسيس، ولن نستطيع إرضاء كل الطامحين، ونراهن على تماسك التنظيم الحزبى فى دعم مرشحينا، خاصة وأن تجربة انتخابات الشيوخ كانت جيدة وظهر فيها قيادات وشباب وسيدات الحزب بشكل مشرف. من جهته، أعلن حزب حماة الوطن خوض انتخابات مجلس النواب ب 50 مرشحًا بالقائمة و80 بالمقاعد الفردية، وقال الدكتور أحمد العطيفى، الأمين العام المساعد، وأمين تنظيم الجمهورية لحزب حماة الوطن، إن الحزب خلال اختيار مرشحيه لماراثون الانتخابات النيابية المقبلة وضع نصب عينيه إعلاء المصلحة الوطنية وتقديم المرشح الاكفأ والذى يهدف لتقديم تمثيل نيابى قوى يمثل كافة أطياف المجتمع. بينما يواصل حزب مستقبل وطن، صاحب الأغلبية البرلمانية، اجتماعاته من خلال غرف العمليات لدعم المرشحين فى الانتخابات ومساندتهم أثناء تقديم أوراق الترشح وعقدت الأمانة المركزية لحزب مستقبل وطن، اجتماعًا تنظيميًا، مع مرشحى الحزب على المقاعد الفردية فى انتخابات مجلس النواب لاستعراض رؤية واستراتيجية الانتخابات المقبلة بحضور النائب أحمد عبدالجواد، الأمين العام ونائب رئيس الحزب. ويشهد حزب الوفد حالة من الغضب بسبب دفعه بكوادر من خارج بيت الأمة فى انتخابات النواب بجانب الأزمة التى مر بها بعد انتخابات الشيوخ وحصوله على مقعدين فقط بالغرفة الثانية، فقد حرص على الدفع بعدد من الأسماء وزيادة حصته داخل تحالف القائمة الوطنية والمزج بين الخبرة السياسية والشباب والتمثيل النسائى بما يعكس التنوع الذى يحرص عليه فى إطار التوجه لتجديد الدماء وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية . وضمت قائمة المرشحين للحزب كلًا من من الدكتور ياسر الهضيبى، المتحدث الرسمى باسم الحزب، والدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب الحالى، إلى جانب ترشيح عضو الهيئة العليا أنور بهادر، ونهال عهدى، والقيادات النسائية ولاء الصبان، وأسماء سعد الجمال، ونشوى الشريف. وبعد طرح هذه الأسماء اشتعلت الأوضاع داخل الوفد مطالبة بإقالة رئيس الحزب عبدالسند يمامة بالاستقالة لتجاهل قيادات الحزب الحالية بجانب تراجع الدور التاريخى للحزب الليبرالى العريق.