ما زال قرار إغلاق سناتر الدروس الخصوصية قائما منذ صدوره فى مارس الماضى بعد انتشار جائحة كورونا، لكن هناك مجموعة من الحيل التى لجأ إليها المدرسون وأصحاب السناتر للاستمرار فى العمل رغم قرار الإغلاق، مع اقتراب العودة للمدارس. الطلاب خاصة طلاب الثانوية العامة فى التواصل مع المدرسين ليجدوهم يطلبون منهم العودة إلى السنتر لحجز موعد الدرس، يقول محمد أحمد الطالب فى الصف الثالث الثانوى أنه فوجئ بأن السنتر يعمل بشكل طبيعى، ومساعدو المدرسين متواجدون لتنسيق مواعيد المجموعات. بدأ محمد دروسه منذ نهاية أغسطس فى السنتر لكن الوضع تغير كثيرا عن السنوات الماضية، فبالنسبة للمواعيد أصبحت منذ السادسة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا كحد أقصى تجنبا لمواجهة أى مشاكل مع الشرطة أو الأهالى، يقول محمد إنه يستيقظ صباحا مع والده وينزل معه فى نفس موعد ذهابه للعمل وخلال ربع ساعة من المشى يكون قد وصل إلى السنتر فى منطقة الوراق. عدد الطلاب فى المجموعة يتراوح بين 15 و 25 طالبا فى قاعة صغيرة نسبيا، أما عن سعر الحصة فارتفع كثيرًا مقارنة بالأعوام الماضية فالمواد العلمية تبدأ الحصة من 120 وحتى 150 جنيها، أما اللغات فسعر الحصة 100 جنيه فقط، بالإضافة إلى سعر الملازم التى يتم توزيعها كل مرة. لا يشعر محمد وزملاؤه بالقلق ويرى أنه لا داعى لكل الخوف الذى يعيشه المدرسون وأصحاب السناتر خاصة وأن الوراق منطقة شعبية والسنتر فى الشوارع الجانبية التى لا يلتفت لها أحد. قاعة صغيرة فوق السطح ماهيتاب وليد هى واحدة من عشرات الطالبات التى تضطر للذهاب للسنتر فى السابعة صباحا حتى تلحق بدرس الفيزياء يوما، ودرس اللغة الإيطالية يوما آخر، ورغم هذا الموعد المبكر تضطر للمشى مسافة أطول من المعتاد حتى تدخل من الباب الخلفى للسنتر الذى تم إنشاؤه مؤخرا. تقول طالبة الثانوية العامة إن السنتر الذى تحضر فيه الدروس فى شارع المطراوى بمنطقة المطرية وبابه الرئيسى على الشارع، لكن بعد عودة الدراسة قام صاحب السنتر بإنشاء باب خلفى من أحد الشوارع الجانبية التى يطل عليها المركز لدخول وخروج الطلاب والمدرسين دون لفت الأنظار، ورغم كل هذه الإجراءات قام بإغلاق القاعة الكبيرة التى كانوا يحضرون فيها الدروس سابقا وقام ببناء قاعة صغيرة فوق سطح المنزل لتكون هى مكان الدروس الجديد. تقول ماهيتاب إن المدرسين والمساعدين فى كل مرة يشددون عليهم الدخول والخروج بهدوء وبشكل تدريجى حتى لا يتم لفت الانتباه، والطلاب الذين يحملون الكتب فى أيديهم يطلبون منهم إحضار شنط حتى لا يعلم أهالى المنطقة أنه تم إعادة فتح السنتر ويقومون بالإبلاغ عنهم. تحضر ماهيتاب كل الدروس فى السنتر فيما عدا مادة اللغة العربية التى تذهب فيها لدرس خصوصى مع والد صديقتها فى منزلهم، مقابل مبلغ بسيط مقارنة بأسعار الدروس سواء فى المنزل أو السنتر. دور المناسبات ستار جديد عبير فاروق اضطرت إلى أن تجعل ابنتها تحضر كل الدروس فى السنتر، بعدما وجدت أنها لن تستطيع دفع المبالغ التى طلبها المدرسون فى المجموعات المنزلية الخاصة، فقامت بالحجز وبدأت فعليا فى الدروس منذ بداية سبتمبر رغم أنها ما زالت فى الصف الثانى الثانوى. السنتر الذى تأخد فيه ابنة عبير الدروس عبارة عن قاعة ملحقة بدار مناسبات بمسجد شهير فى منطقة الزيتون، فالدخول والخروج بشكل يومى لا يمثل أى مشكلة سواء للطلاب أو المدرسين ولكن يشترط عدم الدخول بعد الساعة الثامنة لأنه موعد إغلاق دار المناسبات. تقول عبير إنها تشعر بالخوف على أسرتها بسبب نزول ابنتها المتكرر للدروس، لكن ليس لديها بديل فلن تستطيع المغامرة بمستقبل ابنتها رغم كونها فى سنة نقل لا يؤثر فيها المجموع، لكنها تبنى للعام المقبل الذى سيكون الفارق فى مستقبل ابنتها. من وجهة نظر عبير الأسوأ من الكورونا وحضور الدروس بشكل متخفى وفى مواعيد محددة، هو استغلال المدرسين لأهالى الطلاب فأسعار الدروس ازدادت بشكل مبالغ فيه وأصبحت عبئا كبيرا على الأسرة، ولا يوجد أى بديل لها خاصة بعد قرار الذهاب للمدرسة يومين فقط.