»ناضورجية» للهروب من »الضبطية» الطلاب : ليس لدينا وقت للمدارس ! جبروت الدروس الخصوصية تخطي جميع المستويات، فمع بداية كل سنة دراسية يبتكرون كل ما هو جديد لاستنزاف أموال الأسر المصرية، ووصلت محطة »الافتكاسات» قبل بداية العام الدراسي الحالي إلي تأليف الكتب الدراسية، متخطية حد »الملزمة أو المذكرة» والكتاب يتم بيعه ل »الزبون» بسعر يتراوح ما بين 100 و150 حنيها، واستغلت السنترات أنها بدأت الموسم نهاية يوليو الماضي، أي قبل الدراسة بشهرين تقر يبا، وفرضت شروطها علي زبائنها من الطلاب ورفعت شعار »الكتاب أولا»، وأولياء الأمور مستسلمون بلا إرادة لمطالب المراكز، في سنة تحديد المصير »الثانوية العامة». »إحنا التلامذة» تسللت لعالم السنترات الخصوصية لطلاب الثانوية العامة، ورصدت الجديد لديها، قبل انطلاق العام الدراسي 23 سبتمبر الحالي، وتحذر من الظاهرة القادمة بفصول مدرسية خاوية علي عروشها، وسنترات مكتظة عن آخرها، كعادة كل عام. عيون المراكز بدأنا الجولة علي عدد من مراكز الدروس الخصوصية في الجيزة، فمنها من تخفي خلف ستار مراكز التدريب والكورسات، وتقع في الشوارع الجانبية، وقامت بتأجير » ناضورجية » وظيفتهم الابلاغ عن أي حملة تابعة لوزارة التعليم أو المحليات، خاصة من حاملي الضبطية القضائية، يتجهون سريعا لاخراج الجميع من المركز خاصة معلم الدرس الخاص فاغلاق المركز مؤقتا ونقله بعد ذلك الي مكان اخر افضل من إحالة كافة المعلمين العاملين للتحقيق في الشئون القانونية بوزارة التربية والتعليم وتحويلهم للنيابة. ففي شارع ضياء بمنطقة الهرم يوجد واحد من أشهر مراكز للدروس الخصوصية متخف من واجهة الشارع الرئيسية داخل ممر طويل لأحد العمارات السكنية يضع لافتة صغيرة باسمه، وتحمل لقب مركز تدريب، وعند دخولك تجد عالم اخر فالمركز مجهز بجميع أنواع الترفيه من كافيه الي تكييفات واداريين لكل مدرس، ولم ينس وضع لائحة شروط للحجز وهي 200 جنيه، لا تسترد كذلك دفع قيمة الدرس مقدما واقل مدرس يبدأ الحضور معه من 300 جنيه حتي 400 جنيه في الشهر. آخر صيحة وبجوار مسجد السلام بشارع الهرم يقبع هذا المركز للدروس الخصوصية، فله مدخل صغير يجلس به أكثر من شخص لاستقبال »الزبائن» ويعرض عليهم الأسعار. الغريب أننا وجدنا الطلاب يحملون كتبا وليس »مذكرات أو »ملزمة»، وكشفوا لنا عن أحدث تقاليع سنترات الدروس الخصوصية، أن المدرسين طبعوا كتبا علي طريقتهم في الشرح، ليعملوا في الحصة من خلالها، بسعر 100 جنيه للمادة، لأن الدراسة لم تبدأ، بينما السنترات بدأت منذ شهرين في الدروس. وقال سمير عبدالله إن الدروس الخصوصية تبدأ من السابعة صباحا، وعند بداية الدراسة ستكون هناك مجموعات تبدأ في السادسة صباحا واخري بعد انتهاء المدرسة وأن المدرسين اصبح كل منهم لديه كتاب يبيعه السنتر لنا ب 100 جنيه والحصة في المواد العلمية تبدأ من 80 جنيها. وفي شارع ناصر الثورة بمنطقة الهرم، تنتشر العديد من مراكز الدروس الخصوصية ويقف علي أبوابها » ناضورجية » يتابعون الشارع لحظة بلحظة وعند ميعاد خروج مجموعات الطلاب من المركز يتجهون بصوبهم لتنظيم حركة خروجهم سريعا ويمنعونهم من الوقوف أمام المركز، لعدم لفت الانتباه. 4 آلاف للمادة وتختلف سعر الحصة من مدرس لآخر حسب شهرته، لتصل الي 400 جنيه في الشهر، بواقع 4 آلاف جنيه طوال العام الدراسي، للمادة الواحدة واخرين يحاسبون بالحصة الواحدة وتبدأ من 40 جنيها حتي 80 جنيها للحصة وآخرين يطلبون دفع قيمة الشهر كاملا بخلاف حجز السنتر 200 جنيه لا تسترد في حال عدم تخلف الطالب. يقول محمد محمود طالب بالثانوية العامة اننا مضغوطين في 10 أشهر، تحدد مستقبلنا، ومذاكرة السنوات الماضية تختلف عن مذاكرة ثالثة ثانوي الحالية. وأضاف ان الفارق بين المدرسة والدرس الخصوصي ان معلم الدرس يقوم بتحفيظنا نمطاً معيناً لشكل الامتحان وطريقة الاجابة عليه خاصة مع تطبيق نظام البوكليت الجديد. وأوضح أحمد سيد »طالب» ان ورقة الامتحان تحدد مستقبلنا، وليس لدينا وقت للذهاب الي المدرسة، لاننا نذهب للسنتر منذ السابعة صباحا ولا يمكننا اللحاق بميعاد المدرسة، كما فعل كل من سبقونا. 5 نجوم ويقول محمد عصام »طالب» ان الدروس الخصوصية تمثل البديل للمدرسة، بسبب احتياجه للمزيد من الشرح في المادة الدراسية، وتعودنا أن مدرس الفصل لا يشرح، بينما في السنتر، يجعلنا ندخل الامتحان ونحن علي دراية بكافة أسئلته بسبب التحفيظ المستمر علي الأسئلة وأجوبتها، وأن السناتر بدأت العام الدراسي منذ بداية الشهر الماضي ونكاد نقترب من نصف المنهج في غالبية المواد. واضاف : » كل يوم مدرس السنتر يعقد امتحانا مصغرا، عما قمنا بدراسته في الحصص السابقة، في صورة واجب يومي، إضافة إلي اختبار شهري يمنح الطالب عليه درجة حقيقية ومن يتدني مستواه يطلب منه احضار ولي امره لاخباره بأدائه». وتقول نادية سعد احدي أولياء الامور ان ابنتها في ثالثة ثانوي لغات تجريبي، وأن الدروس الخصوصية بدأت يوم 13 أغسطس، وقامت بالحجز في السنتر ودفعت 250 جنيها لحجز مكان. واوضحت انه منذ أول حصة قام مدرس اللغة الالمانية بعرض كتاب خاص به واشتريته ب، 150 جنيها ونفس الحال لكل المواد، كتاب او مجموعة ملازم لمادته يبيعها للطلاب والجميع يستغلنا غير عابئين بما يقع علي كاهل الأسرة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.