فى كلام سابق تم توصيف إردوغان/ مرسى بوجهين لعملة واحدة وأن الجماعة الإرهابية راجعت نفسها وليصبح شعارها «إردوغان إمامنا والعدالة والتنمية دستورنا»..واليوم وكل دول العالم تنتظم للتصدى لوباء كورونا وتكرس الجهد الرئيسى للعمل داخليًا وخارجيًا، لمحاولة تقليل حجم الخسائر البشرية والمادية... وإضلاع كثير منها من خلال تجمعاتها الإقليمية والأمم المتحدة للتعاون لإعمال حق الحياة... ومصر معهما ورغمًا عن ظروفها تعمل لذلك وتتعاون ودول العالم لمجابهة هذا الخطر باعتبار أن تأمين حق الإنسان فى العيش الآمن الكريم أساس لكل حقوقه وركيزتها، فتتعاون مع شعوب ودول العالم وتتناول الخبرات والدراسات لمحاولة السيطرة على هذا الوباء بل وترسل المساعدات الطبية اللازمة لمواجهة انتشاره للدول الأكثر تضررًا واحتياجا...إلخ. وترتكز الرؤى المصرية على أن استقرار وأمن العالم وترسيخ السلام ضرورة حتمية لدفع التعاون الدولى لمحاصرة كورونا والتعاون لمواجهة تداعياتها.. وهو الأمر المشهود لمصر ويثمنه العالم أجمع. فى المقابل نرى أن الخفافيش الليلية وهى تتلحف بساتر كورونا وانشغال العالم تعمل على سلب وانتهاك الحقوق باعتباره المناخ والبيئة المواتية للانتهاكات الإسرائيلية والتركية لحقوق المواطنين العرب فى العيش الآمن، ففى الضفة الغربية وفى ليبيا وفى سوريا..فنواجه بعملية سرقة منظمة فى ظلام كورونا لأراضى عالمنا العربى باستخدام كل الأساليب بما فيها الاحتلال السافر..ويقدر ثنائى العملة الرديئة أن هذا هو بالضبط التوقيت لفرض هذه السرقات كأمر واقع وتشكيل الخريطة الجديدة فى المنطقة، وتكون البدايات متزامنة ومتوازية، فتنقسم ليبيا بالاحتلال التركى وامتداده إلى الشمال السورى بالتوازى مع ترتيب ترسيم خريطة إسرائيل فى إطار الشرق الأوسط الكبير. .والأخطر فى الأمر أن ذلك يتم برضى أو بغير اعتراض الولاياتالمتحدة صاحبة قرار بالنسبة للطرفين الإسرائيلى والتركى وملبيًا لتطلعات اليمين المتطرف فى كلا البلدين فهو تلاقىٍ بل تزاوج للأصولية اليهودية ومثيلتها الإسلامية وكلاهما يدعمان وجهى العملة بما يتيح لهما دعمًا متزايدًا هما فى أمس الحاجة له فى ضوء وضعيتهما السياسية الداخلية. فلنتوقع مزيدًا من تطرف خفافيش كورونا والتى تقدر مناسبًا أن الزمن زمانها وأن هذا الظرف هو الهبة التى يجب الإمساك بها وتحقيق مخططاتهما دون مقابل فيزداد اضطراب منطقتنا ويزيد انشغالنا الداخلى.. ولكن يظل استمرار التعاون مع العالم كله بالتوازى وضرورة تنشيط العمل العربى الجماعى والتعاون البينى، فالعبرة ليست بمجرد تخطى أزمة كورونا ولكن بضرورة شراسة المواجهة لما تتخذه تركيا وإسرائيل من إجراءات عملية على الأرض العربية تحقق أهدافهما..فنظرة للتجارة العربية وتركيا.. فهل يرضى رجال الأعمال العرب حجب استيراد الطوفان السلعى التركى وإغراق السوق العربى بسلع استهلاكية... إلخ وهل سننتظر كثيرًا لتصويب الأمر الفلسطينى الداخلى حيث يتم الانقسام عمليًا وعلى أرض تضيع..وهل سنظل فى موقف المتفرج العاجز لإيجاد حلول للوضعية السورية مختبئين تحت عباءة عدم التدخل فى الشأن الداخلى فتضيع أيضٍا سوريا. .وهل ننتظر كثيرًًا لتأمين وجود بحرى عربى مؤثر فى شرق المتوسط حماية لأشقائنا فى غزةوسوريا ولبنان وليبيا. ففى كل ما سبق لا ننتهك قانونًا دوليًا أو سيادة آخرين، نحن فقط ننظم عملنا الجماعى وإدارتنا دفاعًا عن إخوة لنا محاصرين ونجدتهم ومساعدتهم فرض..فهل نبادر وننتفض ونواجه فى إطار منظومتنا للسلم والأمن وتعاوننا البناء مع العالم فيما يواجهه من تحديات إعلاءً لحق الإنسان فى العيش الكريم.