كل الشكر لأمنا مصر.. صنعتِ جيلا جديدا أبهرنا جميعاً.. حماة لأرضهم.. لم يتجاوز عمرهم الثامنة عشرة .. نفخر بهم.. ننام ليسهروا علي أمننا.. رجال نفتخر بهم.. فلذات أكبادنا. أنا عن نفسي أقدم لهم كل الاعتذار.. كنت أتهمهم باللامبالاة.. شباب الإنترنت. المفصولون عن عالمنا.. كنا متوهمين أنهم في عالم آخر.. لا مسئولية.. أو التزام.. أو انتماء.. تجمعهم الألعاب الإلكترونية.. والتواصل عبر الفيس بوك وخلافه.. وسماع الموسيقي الصاخبة.. ولا يفرقهم إلا وجودهم مع أسرهم.. لا نعرف كيف يفكرون! كنت أخشي علي ابني من الغد.. وطالما حملت نفسي وصديقاتي مسئولية الفجوة التي ظهرت بيننا وبينهم.. وكيف سيواجهون المستقبل! رجالي وحُماتي كل الشكر.. المواقف أظهرت معدنكم الثمين.. وحبكم لمصر. رغم خوفي كأم.. كنت سعيدة.. وابني يقف أمام بنك مصر في ميدان المساحة طوال الليل.. لم يخش أي خطر.. هو وأمثاله.. وأصغر منهم.. يسهرون من أجل عيون مصر.. يمنعون عبور السيارات.. والمارة إلا بعد تفتيشهم.. والتأكد من شخصيتهم.. لا يحملون إلا بعض العصي.. والإيمان بأن مصر مسئوليتهم. عشنا أياما أسوأ من أيام الحروب.. ولحظات لن أنساها طوال حياتي الباقية. خوفي علي كل أبنائي.. والحرص علي بلدي المستهدفة.. مصر التي لم يعرف العالم قيمتها إلا عندما تأثر الاقتصاد العالمي بسببها. والآن وبعدما ظهر كل العالم علي حقيقته ووقف الجميع ينصح.. ويشمت.. ويزايد علي أبنائنا.. ظهر المعدن النفيس.. والزائف. لم تفارقني أغنية الحبيبة شادية.. (يا بلادي يا أغلي البلاد يا بلادي.. فداكي أنا والولاد يا بلادي.. يا حبيبتي يا مصر يا مصر.. ما شفش الرجال.. السمر الشداد.. وتحدي الزمن). وكأنها كتبت لهذه اللحظة. وأفضل ما حدث رغم الدمار..هي لمتِّنا.. عرفنا بعض.. لم تصب كنيسة.. أو جامع.. لم تحدث حالة تحرش واحدة.. وازداد احترامنا لخير جنود الأرض.. جيشنا الحبيب. عدنا لأيام زمان..(الغدِّيوة) كل واحد من أولادنا مسلما كان أو مسيحيا يأخذ ما تيسر له من طعام أو شراب.. ويتشاركون معا.. (عيش وملح).. هذه هي مصر أم الدنيا. شكرا يا أغلي وأجمل بلاد الأرض.. يا رب احميها من كيد كل الأعداء.. وبارك لنا في أولادنا.. وابعد عنا شر البشر.. وجمعنا علي الحب.. والخير.. وبإذن الله ستنتهي الغُّمة علي خير.. ورحم الله أولادنا.. وصبر أهلهم.