رزق الهبل مباراة مصر أمام جنوب أفريقيا أفرزت أسوأ ما فينا وكشفت النقاب عن عورات المنتخب الوطنى وخطاياه سواء من إدارة المنظومة نفسها التى أطلق عليها اتحاد المناصب قبل منه شىء آخر، فالكل يبحث عن نفسه أو ذاته فى المقدمة ومنتخب مصر الوطنى فليذهب إلى الجحيم بعد أن قدمت الدولة أقصى ما تملك من رعاية أو تنظيم والذى منه، أما لاعبو المنتخب وجهازهم الفنى الفاشل بقيادة المكسيكى «خافير أجيرى» الذى لهف فلوسنا وضحك علينا ثم غادر إلى بلاده غانما بحفنة لا بأس بها من العملة الصعبة، وزمان كانوا يقولون «رزق الهبل على المجانين» فهل رأيتم أبشع من ذلك منتخباً يحمل اسم مصر الغالية جدا يؤدى المباراة دون لون أو طعم أو حتى رائحة.. ياللهول بعد أن أصبحنا ملطشة لكل الفرق حتى التى فزنا عليها بالدعوات وبشق الأنفس كانت تقدم «كورة» أحسن من لاعبى منتخب مصر.. ما هذا التناقض المرير بعد أن اختفت تماما الروح القتالية التى كان يؤدى بها منتخبنا من قبل أيام الكابتن «محمود الجوهرى» رحمه الله والمعلم حسن شحاتة المتوج بثلاثية الأمم الأفريقية أعوام 2006/ 2008 / 2010. انتصارات مزيفة بصراحة خرج منتخبنا الوطنى عن إطاره الصحيح أو المعتاد من قبل وركب السبنسة وذهب إلى غير رجعة، فالانتصارات والنتائج التى تحققت من خلال الدور الأول للبطولة كانت مزيفة، أداء المنتخب كان باهتا ولا يرقى إلى المستوى المنشود وغير مقنع للجماهير المصرية التى تستحق أن نصفق لها فى النهاية.. لقد انتابتنا كلنا حالة من القلق والشكوك.. هل هذا بالفعل منتخب مصر الذى يشرفنا وهو يخرج من دور ال16 من أمم إفريقيا غير مأسوف عليه ولكونه كان يحمل الكثير من المقدمات التى تؤدى به إلى السقوط وفى ظل غياب تام لشخصية الفريق وانعدام الروح وكان اليقين الذى لا مفر منه بأن الفضائح آتية لا ريب فيه. الجواب من عنوانه ومنذ الوهلة الأولى انكشفنا وانفضحنا بعدها، بعد أن تعرى المستور، فالأداء كان خير برهان لذلك يعبر عن حالة المنتخب الوطنى ومستواه الحقيقى أمام منتخبات القارة السمراء حتى الأقل قوة منها والمظهر كان سيئا للغاية والأداء غير مقنع لرجل الشارع قبل السادة النقاد والمحللين ولدرجة أن منتخبات مثل «زيمبابوى» و«الكونغو» وحتى «أوغندا» لعبت أمامنا وتفوقت شكلا وأداء وكانت هى الأفضل رغم النتائج الخادعة. خروج ضربة البداية! ولولا فضل الله علينا وستره لخرجنا مع ضربة البداية ومن الدور الأول التمهيدى ولما وصلنا حتى إلى دور ال16 وفى فضيحة مدوية من التراجع والروح الانهزامية. والذى يجب التأكيد عليه بأن منتخبًا يحمل اسم مصر لا ينحصر فى لاعب أو اثنين حتى لو كان الحارس العملاق «محمد الشناوى» الذى زاد عن مرماه ببسالة يحسد عليها وبمفرده كشف عورات مدافعيه ليمنع أهدافًا مؤكدة فى المباريات الأربع التى خاضها المنتخب. ورغم كل شىء وخروجنا المشين من أمم إفريقيا فإن هذا لا يمكن أن يمحو صورتنا الرائعة أمام الأفارقة والعالم وقدرتنا على التحدى وتنظيم البطولة فى وقت قصير للغاية.. فالدول دائما ما تحصل على سنوات من أجل إعداد وتنفيذ هذا الحدث الأكبر على مستوى القارة السمراء.. ولكن هذه هى مصر بصورتها المشرقة من خلال شباب ورجال وأبطال هم بحق الذين يستحقون وسام البطولة والتقدير والاحترام ونجاحهم الباهر فى التنظيم الأكثر من رائع. هزمنا أنفسنا أولاً نعود بعد أن خيب المنتخب ورجاله غير المقدرين للمسئولية بأننا هزمنا أنفسنا حتى قبل أن نشارك فى البطولة وانصب اهتمامنا الأكبر بالصراعات والمكاسب الشخصية البحتة وما دون ذلك فليس له أهمية، وأستحلفكم بالله هل هناك أمور تدار بمثل هذه العشوائية ومن خلال منظومة كروية فاسدة واتحاد برهن عن فشله أكثر من مرة ومن قبل.. وهل يعقل أن نخرج من خلال هذا السيناريو الحزين ونترك جماهيرنا المصرية الغالية للآهات والدموع والشعور بالحزن والانكسار.. وبكل صراحة نحن لم نستوعب الدرس جيدًا من جراء ما حدث من قبل من هزائم وانكسارات وفضائح وليستمر مسلسل الفشل والإخفاق من جانب اتحاد كراسى الجبلاية المستقيل رغم أنفه أو عناد البعض فى ذلك.. ولقد كان علينا أن نبادر أولاً من خلال وقفة جادة لمحو مثل هذه المهازل التى طفحنا منها الكيل فالهزائم لاتزال مستمرة وبفعل فاعل. استقالة الإخفاق والفشل وحسنًا فعل المهندس/ هانى أبو ريدة رئيس اتحاد الكراسى عندما سارع بإصدار قراره بإقالة «أجيرى» والجهاز الفنى بالكامل دون انتظار لأخذ موافقة السادة أصحاب المناصب الأخري!! وطرد المدرب المكسيكى الذى لم يكن مقنعًا لأحد، غير موفق وكان يجب التخلص منه على الفور بعد أن برهن على عدم وجود شخصية مع لاعبى المنتخب واتحاد الجبلاية، بالإضافة إلى حالة التسيب التى كان عليها لاعبو المنتخب الوطنى.. وفى الوقت ذاته أصدر أبوريدة بيانًا دعا فيه أعضاء مجلسه بتقديم استقالاتهم على الفور بسبب ما حدث، وبالفعل سارع البعض منهم بالاستقالة والآخر ظل يفكر حتى اللحظات الأخيرة ثم رحلوا غير مأسوف عليهم بالمرة وكذلك بسبب فشل الاتحاد فى القيام بمهامه وبعد أن خيب آمال الجماهير المصرية العظيمة التى تحملت أكثر مما تحمله أحد غيرهم. يا رايح.. كتر من الفضايح! وعودة بنا إلى الوراء قليلا وقد نجد التفسير لما حدث من تدنى للمستوى وحتى الأخلاقيات أو عدم الانضباط الذى يجب أن يسود أيَّا من المنتخبات المحترمة.. ودعونا نعود للذاكرة قليلا فهل يعقل أن يتم اتخاذ قرار «أخلاقى» لانضباط لاعبى المنتخب كى يتم التراجع فيه ما بين ليلة وضحاها وفى أقل من 24 ساعة.. ولقد كان بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير وهزيمة مدوية من نوع آخر، واسألوا أيضًا عن فضائح روسيا 2018. ومن ضمن الفضائح الأخرى التى تم التستر عليها خلال أمم إفريقيا 2019 وهو أمر يخص أحد أعضاء الجبلاية واتهامه بالمتاجرة وبيع تذاكر مباريات البطولة وقد حدث ذلك فى مونديال روسيا، وعضو آخر كان يتم التحقيق معه من خلال النيابة العامة.. ولا تعليق بعد هذه الفضائح. مبررات ما قبل الرحيل ثم يخرج علينا الكابتن «مجدى عبدالغنى» عضو اتحاد الجبلاية عقب الفشل أو السقوط المدوى بأن ما حدث أمر وارد فى كرة القدم وفى الدنيا كلها الرياضة مكسب أو خسارة فنحن لم نصل إلى المستوى الفنى والبدنى المطلوب الذى كنا نتمناه مع أجيرى المدير الفنى وكان لا بد من وقفة معه وكذلك سائر أفراد الجهاز الفنى بالكامل وهو لا يعلم بأنه قد تمت إقالتهم جميعا عقب الفضيحة والخروج المبكر. عبدالغنى آخر من يعلم ولدرجة أن عبدالغنى استرسل فى تصريحاته بإحدى الفضائيات قائلا بأنه يتقدم باعتذاره للجماهير المصرية لأن هذا ليس بمنتخبنا الذى نعرفه وإحنا مطالبين باجتماع عاجل ومرتبطين بأجيرى بعقد وأمامنا تصفيات كأس العالم القادمة وبعد شهرين.. وهو لا يعلم بأن رئيس الجبلاية قد حسم الموقف وأنهى كل شىء واستقال وأقال معًا الجهاز الفنى بالكامل.. ويا إلهى ما هذا التخبط أو تلك العشوائية التى كانت تدار بها المنظومة الكروية الفاشلة.. فما بين الرئيس المستقيل ومجلسه إلا مزيد من الانشقاق والفجوات التى تتحدث عن نفسها ولدرجة أن عبدالغنى نفسه برر خروج المنتخب من أمم إفريقيا أولا وبالدرجة الأولى للاعبى المنتخب أنفسهم بل هم يتحملون الجانب الأعظم؟! وثانيا الجهاز الفنى بقيادة أجيرى ومعاونيه والجهاز الفنى بالكامل ثم ثالثا وأخيرًا اتحاد الكرة وبصفته صاحب المنظومة كلها والفرح والعريس والعروسة والمعازيم كمان.. ولا تعليق. أجيرى فخور بمنتخب الفشل أما بخصوص الجهبز «خافيير أجيرى» فقد أعلنها صراحة خلال مؤتمره الصحفى الأخير بأنه يشعر بالحزن الشديد ويفخر جدا بلاعبيه وهو المسئول رقم واحد عن خروج المنتخب مهزومًا.. ويا فرحتى بهذا الاعتراف الممزوج بالروح الانهزامية والذى يعكس صورته أو شخصيته الحقيقية أمام ملايين المصريين التى كانت تنتظر منه الكثير غير أنه كان فاشلا بالثلاثة وبالضربة القاضية كمان فلم يكن مقنعًا بالمرة فى كل مباراة مع المنتخب الوطنى وجعل الفريق يفقد كل مقوماته الشخصية ويترنح واختفت معه الروح القتالية التى كان يتحلى بها لاعبوا ورجال وأبطال مصر السابقين الذين حققوا الانتصارات وكذلك الإنجازات وبعيدا عن الديار المصرية لننحنى لهم احتراما وتقديرا.. ومن منكم نسى بطولة نجوم من ذهب العجائب فى أمم إفريقيا ببوركينا فاسو 98 مع الجوهرى رحمه الله عندما لم يعد بالبطولة بل قال لو حصلنا على المركز ال13 يبقى كويس.. وسافرنا وكنت معه هناك فرأيت النظام والحزم والانضباط والتركيز من جانب نجوم المنتخب فى ذلك الوقت أمثال حسام وإبراهيم حسن وحازم إمام وأحمد حسن ونادر السيد وغيرهم ثم جاءوا بالبطولة من عرين الأسد وأمام نفس الفريق جنوب إفريقيا فى المباراة النهائية.. وهذا هو الفارق. أرجو ألا يمر الأمر سريعًا حتى ننسى ولكن علينا أن نخطط بالعقل فيما هو قادم وقد يكون ما حدث بمثابة الدرس الذى لا ينسى كى نتدارك أخطاءنا الأزلية فى الكرة المصرية والتى بكل أسف تدار بالطرق العشوائية حتى تفوقت علينا فرق القارة الإفريقية.. وبهذا السقوط قد نفقد تصنيفنا فى القارة وكذلك ترتيبنا العالمى لذلك أتمنى أن يكون القادم هو الأفضل.