يعرف المختصون «التوحد» أو الأوتيزم بأنه نوع من الاضطرابات التطورية النمائية التى تعرف طبيًا ب(اضطرابات فى الطيف الذاتوى) (Autism Spectrum Disorders - ASD) وتظهر عادة قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، وينتج هذا الاضطراب عن خلل فى الجهاز العصبى، وهذا الخلل عادة ما يؤثر على وظائف الدماغ ونمو الطفل وسلوكه. ويعانى مرضى التوحد من صعوبات فى التواصل والعلاقات الاجتماعية المتبادلة، ومشاكل فى اللغة والسلوك، ولا توجد أسباب واضحة إلى الآن توضح سبب حدوث اضطراب التوحد، كما يقول محمود سلطان إخصائى التغذية بمراكز التأهيل الشامل للإعاقات، التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى. وتشير بعض الدراسات إلى أنه قد ينشأ بسبب خلل فى أجزاء معينة بالدماغ تتعلق بترجمة الأشياء الحسية والعمليات اللغوية، كما يعتقد بعض الباحثين أن هناك مزيجًا معينًا من الجينات قد يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد، كما أن هناك عوامل ترفع من خطر إنجاب طفل مصاب فى التوحد، مثل إصابة الأمهات بالسمنة، والسكرى،واستخدام الأدوية المضادة لنوبات الصرع خلال فترة الحمل. علاج التوحد غذائيًا أوضح محمود سلطان، أنه إلى الآن نفتقر إلى وجود علاج واضح وفعال بشكل مطلق لمرض التوحد، كما تختلف نتائجه من حالة لأخرى إلا أن العلاج المكثف والمبكر قد أثبت دوره فى إحداث تغيرات واضحة فى حياة مريض التوحد وسلوكه.. ويساعد النظام الغذائى الخالى من الحمضين الأمينيين الكازين والجلوتين، مرضى التوحد على تحسن حالتهم، لاحتمالية أن يكون هؤلاء الأشخاص يعانون من تسرّب الأمعاء، فيتم تسريب الكازين والجلوتين غير المهضوم إلى مجرى الدم، وتتداخل هذه البروتينات مع الأداء ووظيفة الجهاز العصبى بشكلٍ طبيعى، ممّا يؤثّر على السلوك والوظائف العقلية لدى المصابين فى التوحد.. لذلك قد تؤدى إزالة الأطعمة التى تحتوى على الجلوتين والكازيين من النظام الغذائى إلى تحسين سلوكيات المصابين بالتوحد، ويتواجد الكازين فى الألبان ومنتجاتها مثل الحليب والألبان والجبن والزبادى الزبدة والكريمة والآيس كريم والكريمة وغيرها، بينما يتواجد الجلوتين فى القمح وحبوب الشعير، أى فى الخبز والمكرونة، وفى منتجات اللحوم الباردة والهوت دوج والصلصات المعلبة التى تضاف للسلطات ،لذا يتحتم قراءة اللوحة الغذائية على غلاف المنتجات قبل إطعام أطفال التوحد..ويؤكد إخصائى التغذية بمراكز التأهيل الشامل ( للإعاقات )، على ضرورة تناول أطفال التوحد المكملات الغذائية، فأغلبهم يعانى من اختلالٍ فى التمثيل الغذائى ويحتاجون إلى كميات من الفيتامينات أو المعادن مثل: فيتامين أ، وفيتامين ب6، وفيتامين ج، والزنك، والماغنسيوم،» لا يجب تعنيف الطفل لتركه صنف غذائى معين أو تصنيف الأغذية أمامه إلى ضار وغير ضار ويفضل ترغيبه فى الأطعمة بالقصص والحكايات والتشويق للأطعمة المفيدة له . ردود أفعال غير عادية وأشارت إسراء صبحى،إخصائية التغذية بمؤسسة أولادنا لفنون ذوى القدرات الخاصة، إلى أن التوحد يؤثر على النمو الطبيعى للمخ فى التفاعل الاجتماعى ومهارات الاتصال اللغوى للأطفال والبالغين وكذلك فى أنشطة اللعب والمرح. ويتميز هذا النوع بزيادة حركة اليدين أو ردود أفعال غير عادية.. والحالات الطبية المرتبطة بظروف الصحة الجسدية التى تصاحب مرض التوحد بشكل متكرر هى مشاكل الجهاز الهضمى،مشكلة التغذية، الصرع، اضطراب النوم، القلق، الاكتئاب، (الوسواس القهرى)، الفصام.. عمومًا يتم علاج هذه الحالات طبيًا لتعديل سلوكيات الفرد ويمكن العلاج بالموسيقى والقصص الاجتماعية وهو ما يسمى ب(العلاج بالفن )، وبالنسبة للتغذية تؤثر مشاكل التغذية والأكل على حوالى 7 من كل 10 أطفال يعانون من مرض التوحد. يعانى العديد من المصابين بالتوحد حساسية فى الغذاء، ومن مشكلات سلوكية تجعل تناول الوجبات تحديًا بشكل خاص (نوبات الغضب، انتقائية شديدة للأكل) . الصيام مفيد لمصابى التوحد ذكرت إسراء أن هناك دراسات عن فائدة صيام مصابى التوحد فى رمضان، حيث يشمل فوائد نفسيه وعضوية على الطفل، والتزام الأسرة بالتواجد على مائدة واحدة وإثارة المناقشات الدينية يساعد فى التغلب على كثير من المشكلات السلوكية للأطفال، كما أن الصيام يقوى الإحساس بالقدرة على الإنجاز وتحمل الصعاب لهذا يعد العلاج السلوكى،الوسيلة الفعالة لمثل هؤلاء فقط يتطلب الصبر من المخالطين والآباء حيث لا يوجد عقار متخصص لعلاج مرض التوحد وإنما مجموعة أدوية تساعد فى علاج الأعراض المصاحبة مثل الاكتئاب والعدوانية. نصيحة كثير من الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد لا يحبون تجربة أشياء جديدة، ساعد الطفل على خلط الطعام الجديد مع طعام مألوف ومفضل لهذا الذوق، إعطاء الأطفال أكبر عدد ممكن من الخيارات حتى يتمكن من التحكم فى وجباته. يعانى بعض الأطفال الذين يعانون من التوحد من صعوبات حسية فى تناول الطعام الذى يفتقر للنكهة ، لذلك اصنع الوجوه على البيتزا مع الخضار، أو قم بتجربة تغيير المكونات أو لونها عند مزجها معًا، كل هذه الأنشطة ستساعد الطفل على أن يكون أكثر راحة حول الأطعمة الجديدة والمختلفة، وخلق فرص لتجربة الأذواق الجديدة والحفاظ على نقاشات الطعام إيجابية، اجعل وقت الطعام فرصة للمرونة، والتعليم.
