ظهر إعلان داعش على الشبكة فى يناير الجارى مصحوبًا بدعاية للتنظيم.. كما شارك وﺻﻟﺔ ﺗوﻓر وﺻوﻻً ﻣﺑﺎﺷرًا إلي ﻣوﻗﻊ اﻟدﻋﺎية للتنظيم الجهادى إحدى شبكات الإنترنت المظلم.. لا يمكن الوصول إليها مباشرة ويمكن إخفاء عنوان IP الخاص بالمستخدم . بعيدًا عن المعارك التى تدور رحاها على الأرض، ينشط تنظيم داعش المتطرف بعيدًا عن المراقبة على شبكة «ZeroNet»- زيرو نت- تلك المنصة البديلة لشبكة الإنترنت التى غزت العالم مؤخرًا، حيث توفر «الحرية الكاملة» غير المشروطة للمستخدمين. زيرونت أو ZeroNet هى شبكة إنترنت لامركزية معتمدة على تقنية الند للند أو peer to peer. أنشأها Tamas Kocsis فى المجر عام 2015 كبديل حقيقى للإنترنت من خلال توزيع كامل مساحة الويب على جميع أنظمة المستخدمين المشاركين وإعطاء السلطة الحسابية للمضيف، وقد استخدمت لغة بايثون أو Python فى برمجتها، وهى شبكة مفتوحة المصدر بالكامل. و«Python»هى لغة برمجة، من لغات المستوى العالى، تتميز ببساطة كتابتها وقراءتها، وهى لغة تفسيرية، متعددة الأغراض وتستخدم بشكل واسع فى العديد من المجالات، كبناء البرامج المستقلة باستخدام الواجهات الرسومية المعروفة وفى عمل برامج الويب، بالإضافة إلى استخدامها كلغة برمجة نصية للتحكم فى أداء بعض من أشهر البرامج المعروفة أو فى بناء برامج ملحقة لها. ويمكن الولوج – الدخول – لموقع شبكة «ZeroNet»عند استخدام تطبيق زيرو نت، ولكن ما يميزها هى أن الاستضافة تكون مشتركة بين من يستخدمون ذلك الموقع أو الصفحة، حيث تعتمد فى عملها على مبدأ اتصال «الند للند» ومشاركة البيانات يكون عن طريق بروتوكول «بت تورنت»، والاتصال لا يكون مجهولاً بشكل افتراضى ولكن يمكن استخدام شبكة « TOR ». وشبكة « TOR »، تعنى تكون جميع اتصالاتك وتطبيقاتك متصلة بشكل آمن ومجهول، وتكمن قوة «زيرو نت» فى عدة نقاط، من أهمها أنها شكبة لا مركزية مما يعنى انعدام أو استحالة منع بعض المحتويات أو إزالة من قبل الحكومات وبذلك تزداد خطورة استخدامها من جانب التنظيمات المتطرفة، علاوة على إتاحة التعاون فى مشاركة الاستضافة بين مرتادى الموقع والصفحة، حيث إن البيانات ستكون متوافرة فى جميع الأوقات شريطة أن يتواجد مستضيف مُرسل واحد على الأقل كما هو فى مشاركة الملفات عبر تورنت. علاوة على سرعة نقل البيانات، فكلما زاد عدد المشاركين زادت قوة الشبكة على عكس الشبكات الأخرى التى تضعف كلما زاد عدد المتصلين بها، وإمكانية تصفح المحتوى حتى عند عدم توفر اتصال شبكى ولذلك كون البيانات متوافرة محليًا على حاسوب المستخدم، ولا توجد أى تكلفة استضافة للموقع على هذه الشبكة، هو 100 ٪ مجانى، كما أن شبكة زيرو نت تستخدم شبكة BitTorrent لمشاركة الملفات، لذلك فإن الشبكة تستخدم بشكل موسع فى مشاركة الملفات وتحميلها وتستطيع أن تحمل المحتويات باستخدام التورنت Torrent، وبسرعة كبيرة، كما أنها تستخدم أيضًا نظام تشفير عملة البيتكوين Bitcoins. فأنت لست بحاجة إلى كلمة مرور، لأنه يتم تأمينك بالفعل من خلال نفس مفتاح تأمين محفظة بيتكوين Wallet الخاصة بك. ويمكن الوصول إلى المواقع داخل الشبكة من خلال متصفح ويب عادى عند استخدام تطبيق زيرونت ZeroNet، الذى يعمل بمثابة مضيف محلى لهذه الصفحات. وبالإضافة إلى استخدام تشفير bitcoin، تستخدم ZeroNet برامج التعقب من شبكة BitTorrent للتفاوض على الاتصالات بين الأقران. ويمكن وصفها بأنها شبكة إنترنت بكل الخدمات التى تحتاجها، إذ تحتوى على خدمات التحميل ومشاركة المعلومات بمختلف أشكالها، وخدمات بريد إلكترونى ومراسلة، وخدمات دردشة وبحث. كما أنك تستطيع فى هذه الشبكة إنشاء مدونة خاصة بك، ومن السهل جدًا تثبيت هذه الشبكة، فقط قم بتحميل الحزمة واستخراجها وفتح ZeroNet، وسيؤدى هذا إلى فتح متصفحك Default Web Brower وفتح موقع ويب يعمل على خادم محلى. ويمكنك أن تتخيل تلك الشبكة – البديلة للإنترنت التقليدي- بأنها عالم الويب الذى يمتلك عملته Bitcoin والتشفير وتورنت للتحميل فى ذات الوقت، ومن ثم فهى منصة للجميع لإنشاء المدونات والأسواق عبر الإنترنت وكل شىء. ومؤخرًا استغل تنظيم داعش المتطرف تلك الشبكة فى الترويج لنفسه والدعاية له ضمن جهوده الحثيثة لتعويض الخسائر المتتالية التى مُنى بها مؤخرًا تأكيدًا على أنه لا يزال قادرًا على العودة. وعبر تطبيق Telegram المشفر المحبب للتنظيم شارك أعضاء التنظيم روابط على موقع ZeroNet تستضيف «وكالة أنباء داعش» التى يطلق عليها اسم «أعماق»، والصحيفة الأسبوعية «النبأ» الصادرة باللغة العربية. ويستفيد التنظيم المتطرف من كون شبكة ««ZeroNet» لامركزية للإعلان عن نفسه والترويج بكل الصور لما يصوره من نجاحات، حيث لا يوجد لتلك الشبكة مقر ثابت، فالمحتوى الخاص بهذه الشبكة لا يتواجد فى مستضيف أو سيرفر واحد فقط أو خاص بجهة معينة، ولكن جميع محتويات هذه الشبكة موزعة على جميع المستخدمين Seeders تمامًا مثل فكرة التورنت Torrent، ويعلم التنظيم جيدًا أن فرض رقابة على محتوى هذه الشبكة أو غلق أحد مواقعها يعد شبه مستحيل، حيث لا توجد هناك خوادم مركزية، ولا توجد أى مراقبة خارجية، وسيحصل المستخدمون على إمكانية الوصول الكامل إلى المعلومات من خلال ضمان حقهم فى الخصوصية. وظهر إعلان تنظيم داعش على ZeroNet، والذى كان منتشرًا على نطاق واسع بين مؤيدى داعش على تليجرام فى 14 يناير الجارى، ومصحوبًا برسم يظهر دعاية أنتجت فى 22 ديسمبر الماضى، وتمت مشاركة رابط واحد لموقع ZeroNet مؤيد لداعش من قبل الداعمين منذ 11 ديسمبر الماضى. وجّه الإعلان الأنصار لتنزيل تطبيق ZeroNet الرسمى، وهو تطبيق يعمل عبر أى متصفح لتوفير الوصول إلى المواقع على الشبكة، كما ﺷﺎركوا أيﺿﺎً وصلة ﺗوﻓر وﺻوﻻً ﻣﺑﺎﺷرًا إلى ﻣوﻗﻊ اﻟدﻋﺎية للتنظيم الجهادى. وتصنف شبكة زيرونت بأنها إحدى شبكات الإنترنت المظلم، وذلك لأنه لا يمكن الوصول إليها مباشرة مثل المواقع العادية، إذ ينبغى أن تقوم بتحميل مجموعة برنامج أولًا، وبعدها تتصفح المواقع على الشبكة، وباستخدام هذه الشبكة يمكن إخفاء عنوان IP الخاص بالمستخدم والتى تعتمد على نفس طريقة تشفير عملة البيتكوين وشبكة التورينت. وليس هذا فحسب بل إن الاتصال عبر شبكة ZeroNet لن يوفر هوية مجهولة لك بشكل افتراضى مثل أغلب شبكات الإنترنت المظلم، هذا سيتوفر لك فى حالة استخدام خدمة Tor المدمجة بالفعل فى شبكة زيرونت، ما يجعلك آمنًا وقادرًا على حماية هويتك وخصوصيتك، وهى شبكة لامركزية، ما يعنى انعدام أو استحالة منع بعض المحتويات أو إزالتها من قبل الحكومات- حتى الآن- وكانت الحكومة الصينية حظرت موقع ZeroNet ومتعقب bittorrent. إضافة إلى سرعة نقل البيانات، فكلما زاد عدد المشاركين زادت قوة الشبكة على عكس الشبكات الأخرى التى تضعف كلما زاد عدد المتصلين بها، وإمكانية تصفح المحتوى حتى عند عدم توافر اتصال بشبكة الإنترنت؛ لأن البيانات متوافرة محليًا على حاسوب المستخدم، ففى المرة الأولى التى تستخدم فيها الإنترنت، ستقوم بتحديث موقع الويب الخاص بك الذى تم الوصول إليه سابقًا فقط، ثم يتم تخزينها محليًا على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، والذى يمكن مشاهدته من دون الإنترنت أيضًا، وعلى عكس شبكة الإنترنت العادية التى تمتلئ بالمواقع والخوادم المهجورة، جرى بناء شبكة ZeroNet بحيث تبقى بياناتها للأبد، ما لم يقرر صاحب المفتاح الخاص إزالة الموقع الذى أنشأه. ولهذا السبب تحديدًا يستغل التنظيم المتطرف الشبكة أسوأ استغلال لتأكده من أن الشبكة ستقضى على أعمال جميع مزودى الخوادم الرئيسيين من الشركات الكبرى، وسيكون من المستحيل عمليًا على وكالات إنفاذ القانون إنزال أو فرض السيطرة على المحتوى. وتشكل فكرة ZeroNet بديلًا تكنولوجيًا لحماية حرية الإنترنت والخصوصية والنزاهة، إذا أحسن استخدامها لكن أهم ما فى الأمر أنها لا تستهدف الجمهور. لذلك، لن يكون هناك أى إعلان ثابت من خلال الشبكات الاجتماعية المختلفة. ويبقى القول أن المنصات مثل شبكة زيرونت ستتيح الوصول إلى الإنترنت المظلم، حيث يتم تداول المخدرات، والاتفاق على عمليات التصفية الجسدية، وغيرهما من العمليات الإجرامية بالرغم من تأكيد البعض بأنها تتيح الحرية الكاملة للمستخدمين حيث تغيب الرقابة الحكومية عنها تمامًا لكن ذلك يبقى سلاح ذا حدين.•