لا يستطيع أحد أن ينكر حاجتنا إلى تلك الصورة التى أحياها الرئيس السيسى فى وجداننا، خلال الفترة الماضية، صورة القائد والمدير الحقيقى «اللى قلبه على الشغل»، ورب الأسرة الذى يريد أن يفرح بأولاده ويفخر بهم، ليس فقط بشهاداتهم أو ما حصلوه من تعليم، بل والأهم بصحتهم ولياقتهم البدنية. الكثير من المصريين توقفوا طويلا عند جملته الصادرة من القلب تلك «أنا عايز ولادى يشار إليهم بالبنان، الناس تتطلع ليهم كأنهم مرسومين، نص الوزن عايز يتشال، الناس لازم تمشى» خلال إحدى جلسات منتدى شباب العالم. ولم تكن جملته تلك جملة عابرة، يقصد بها فقط أن يلفت إلى مشكلة زيادة الوزن، التى قابلها البعض بالتنكيت، فقط تبعها بعد نحو شهر وقبل أيام قليلة بالتوقف عن نتائج المسح الصحى على طلاب المدارس، والذى أوضح إصابة نسبة كبيرة منهم بالأنيميا والسمنة ولخص الوضع فى جملة «اللى معاهم فلوس بياكلوا أكل مش صحى وبيتخن، واللى مش معاهم بياكلوا أكل مش صحى وبيعمل تقزم»، وطالب كل أب وأم بالاهتمام بالطعام المقدم لأبنائهم: «أنا بقولك إن فيه أنيميا وأنا لما أتكلم فى موضوع يبقى ظاهرة». الاهتمام بصحة العيال- كل من يعول-لم يتوقف فقط عند مبادرة السيسى- غير المسبوقة- للكشف عن إصابة المصريين بفيروس سى وعلاجهم منه، مع عظمها، لكن عن المعنى الحقيقى والعلمى للتمتع بالصحة. الأمر عند السيسى لا يتوقف عند الكلام، بل يتعداه ممارسة، فهو يركب الدراجة باعتبارها رياضة، ويشجع الناس على ركوبها فى مارثون أو فى جولات ميدانية قبيل مؤتمر مهم. وها هو يتوقف باهتمام عند «الغسالة» خلال استعراض قائد المنطقة المركزية العسكرية،لمشروع أهالينا الذى تم فيه تجهيز الوحدات بمستلزمات المعيشة ومطبخ كامل بالأجهزة الكهربائية، ليستوقفه الرئيس: «إيه الغسالة دى» فيرد قائد المنطقة المركزية «دى غسالة عادية.. نغيرها يا فندم»..فيعلق الرئيس: «الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن مش عايزة تصرف». هذا التعليق الذى وصل إلى وجدان كثير من ربات البيوت، وأربابها أيضا، لأنهم شعروا أنه يدرك أن راحة ربة الأسرة التى تستخدم الغسالة تعود على الأسرة كلها، وأن أغلب الأسر الآن انتقلت من استخدام هذا النوع إلى الأنواع التى توفر الجهد والوقت، من أجل أن توفر لربة الأسرة وقتها فيما هو أهم، رسالة فى التنمية: أن توفر للناس ما يحتاجونه، لا ما تتخيل أنهم يحتاجونه، هو الأبقى. وبنفس هذا الاهتمام يستوقف السيسى وزير النقل خلال استعراضه لمجموعة من الكبارى والإنشاءات فى الطريق الدائرى الإقليمى عبر الفيديو كونفرانس: «الحتة اليمين من منزل الكوبرى ليه كده، مش مستقيم هل ده طبيعى» فيرد رئيس الوزراء «بسبب نزلة كوبرى سيدى كرير والطريق بيتحول عدة حارات»، فبدا الرئيس غير مقتنع بالإجابة، فعاد بالسؤال لرئيس الوزراء، ثم إلى اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، قائلا: «ياكامل هو ده طبيعى» ليرد اللواء كامل: «سيتم تعديله ياريس». هو أيضا نفس اهتمام المتابع الجاد اللى قلبه على الشغل، حين علق على الإضاءة فى طريق المطار، قائلا لمحافظ القاهرة: «كنت قلت لك إن طريق المطار وده مدخل مصر، جزء من أعمدة الإنارة عايز صيانة» فرد المحافظ: توجيهات سيادتك اتنفذت، فرد الرئيس: «اتنفذت إيه، أنا شفته وأنا راجع». ثم فى لقاء آخر سأل محافظ القاهرة أيضا: «صندوق العشوائيات عدنك فيه كام فلوس؟، دخل المحافظة كام؟، وكم عدد الكبارى التى أنشئت خلال ال 4 سنوات الأخيرة؟.. تعرف ولا متعرفش، أنا لا أقصد من هذه الأسئلة أى شىء وأرجو أن هذا الكلام لا يحرجك ولكن لا بد أن تعرف كل شىء عن محافظتك علشان تتكلم مع المواطنين». وأكمل: «تصدق وتؤمن بالله أنا عارف دخل مصر كام بالحتة، ده شغلك إزاى مكنتش تعرف كل جنيه فى محافظتك علشان تعظمه وتكتره علشان تحل مشاكلك، ولا بد المسئول يكون عنده سياق لوظيفته». أعاد السيسى صورة الرئيس الجاد، الصورة التى افتقدناها فى متابعة العمل الميدانى والتدقيق فى الأرقام والتنفيذ ورصد احتياجات الناس الحقيقية بتفاصيلها اليومية الصغيرة، فلم تعد أخبار الرئيس فى الإعلام كما اعتدناها لسنوات، استقبالات وافتتاحات واجتماعات رسمية بالبدلة الكاملة، لكن يمكن أن تكون المتابعة عبر الدراجة وبالتيشيرت والنظارة الشمسية وبغيرها، وفى اللقاءات الإعلامية نراه فى فيلم تسجيلى بالقميص و«الجيليه»، زى أغلب ملابس الشعب المصرى.. فالرئيس قلبه على الشغل وصحة العيال. •