عزيمة وإصرار الأم على أن ترى ابنها الذى ولد بمتلازمة داون، جعلتها قادرة على تحدى المستحيلات، وصنع بطل متعدد المواهب والقدرات...كانت ترشحه غالبية آراء الإخصائيين فى البداية، أن يكون من المعزولين اجتماعيًا يعيشون على هامش المجتمع وليس لديهم أى طموح. البطل محمد حسين متعدد القدرات والمواهب الرياضية استطاع بفضل والدته أن يحصد العديد من الميداليات والبطولات فى الداخل والخارج وتقول والدة محمد: «عرفت أن ابنى من الأطفال أصحاب متلازمة داون بعد 6 شهور من ولادته، بعد أن أكدت لى نتيجة التحاليل ذلك، ولم يكن لدينا أى معرفة مسبقة عن حالات داون وكيفية التعامل معهم، وبعد استشارة الأطباء أجمعوا على أن هذه الحالة مختلفة، وكانت نصيحتهم أن «محمد» سوف يتقدم بالاهتمام وبالبيئة التى يوضع فيها وكلما كانت البيئة مليئة بالثقافة ستساعده على التطوير من نفسه، لهذا بدأنا التخاطب من عمر 3 سنوات». أضافت: تعمقت الأسرة فى قراءة المعلومات عن المتلازمة حتى ندرك طبيعة الإعاقة وكيفية التعامل معها حتى نصنع بطلاً يتحاكى العالم عن بطولاته والتحق محمد فى عمر 5 سنوات بمدرسة لغات مع أشقائه، وبدأ يتحسن فى النطق والكلام، ولكن واجهته صعوبات وتم نقله إلى مدرسة تدرس باللغة العربية من الصف الأول الابتدائى حتى الثانوية العامة، وحصل على مجموع 77 % والتحق بمعهد سياحة وفنادق..فى العام الثانى من دراسة محمد بالمعهد ظهرت ميوله إلى الفن والاستعراضات، وشجعته والدته وألحقته بمركز للفنون، وانتظم فى التدريبات يومًا واحدًا أسبوعيًا، وتقدم كثيرا فى تفاعلاته الاجتماعية وتحسن أداؤه، مما دفعه للالتحاق بمعهد للتمثيل ليحقق فيه نجاحات مذهلة. كورال طلعت حرب أول مشاركة لمحمد فى الفنون الاستعراضية، كانت من خلال الملتقى الأول للاتحاد العالمى للإعاقة منذ عامين، على مسرح جامعة القاهرة، واشترك فى استعراض «النوبة» بالملتقى الثانى على مستوى العالم الذى شاركت فيه دول عربية وأوروبية، كما اشترك فى حفلة لكورال الفن الاستعراضى على مسرح الإسكندرية العام الماضى، وشارك أكثر من مرة فى حفلات الأوبرا التى تشارك فيها المؤسسات والجمعيات من خلال ندوات يشارك فيها فنانون ورياضيون متميزون، كما شارك فى حفل بالمركز الثقافى فى طلعت حرب لكورال للأغانى الوطنية والاستعراضات الفنية. وفى المجال الرياضى حقق محمد بطولات عديدة فى السباحة وكرة السلة وحصد ما يزيد على 30 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية، كما شارك مؤخرًا فى بطولة تمهيدية استعدادًا لبطولة الجمهورية. بدأ محمد يتعلم السباحة فى عمر 7 سنوات واشترك فى فريق نادى الزمالك وعمره 10 سنين وشارك فى أول بطولة له فى مسابقة سباحة الخمسين مترًا، ليحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية وأول ميدالية ذهبية، كما يشارك فى بطولة الجمهورية للسباحة «100 متر» أول العام المقبل، وينتظم محمد أيضًا فى التدريب على رياضة كرة السلة مرتين أسبوعيًا للمحافظة على لياقته البدنية وليكون أفضل فى السباحة بالتدريب يومين أسبوعيًا. وعن طموحات وآمال محمد قالت والدته: «كل تفكيرى هو أن يعمل ما يستمتع به فقط ويكون لديه هدف فى حياته، وهو يحب الفنون جدًا ولا تمثل له ضغطًا نفسيًا أو ذهنيًا، وأحلم أن ينجز دراسته ويتقدم فى الرياضة أيضًا وبعد أن ينهى دراسة ويجد عملاً يناسب قدراته». «هؤلاء الأطفال يتمتعون بالرقى والطموح وأحلامهم بسيطة ويحبون الضحك والمرح والسفر ولا يتسببون فى أى مشاكل لمن يعرف الطريقة السليمة للتعامل معهم، والحياة تصبح جميلة بوجودهم، ولكنهم يحتاجون إلى جهد لدمجهم فى الحياة». •