مع وصول حملة «100 مليون صحة» لمحافظة القاهرة فى مرحلتها الثانية، للكشف عن فيروس سى وأمراض السكر والضغط والسمنة، قررت خوض التجربة مع عمتى. فى السابعة مساءً توجهت خطاى نحو مستشفى المطرية التعليمى، وبإحدى غرف الاستقبال كان يجلس دكتور حسن نصار، اخصائى أمراض النساء والولادة، وتعاونه ممرضة فى الحصول على عينة الدم من المرضى لتوقيع الكشف الطبى عليهم، وبجانبهم موظف يحمل تابلت ويدون المعلومات الشخصية لكل مواطن سواء كانت نتيجة الكشف سلبية أو إيجابية. مع بداية دخولى الغرفة لم يكن هناك تكدس ملحوظ، وأول ما طلبه الطبيب هو بطاقة الرقم القومى الخاصة بى لتدوين بياناتى، وقام بقياس ضغط الدم ثم استخرج علبة مغلفة تحتوى على جهاز صغير يشبه «اختبار الحمل» فى شكله وطريقه عمله، وقامت الممرضة بأخذ قطرات من دمى ووضعتها بداخل عبوة الاختبار، وأجرت لى تحليل سكر عشوائياً للاطمئنان على نسبته فى دمى، وفى خلال عشر دقائق استطعت الاطمئنان على صحتى. كانت المفاجأة عندما قال الطبيب لعمتى إنها تحمل فيروس سى ولم تكن تعلم، فنتيجة تحليلها جاءت «إيجابية»، انتاب الوجوم وجهها، وشعرت للحظة أنها لم تكن معى بالغرفة بل كانت فى عالم آخر، عالم تبدأ منه رحلة العلاج، وأخبرها الطبيب عن حالتها وأنها يجب أن تستعد فى خلال ثلاثة أيام كحد أقصى للذهاب إلى وحدة التأمين الصحى التابعة لها لتستلم جرعتها المجانية من العلاج. وبعد يومين ذهبت عمتى بالفعل إلى الوحدة الصحية التابعة لها، ولكنها لم تتسلم العلاج على الفور، بل خضعت لإجراء تحاليل للتأكد من إصابتها بفيروس سى بنسبة 100 %. الزحام والتنظيم قال مصطفى البدرى، منسق حملة « 100 مليون صحة» بمستشفى المطرية، إنه فى بداية الحملة واجهته مشاكل طفيفة، تمثلت فى تكدس المواطنين، خاصة فى الفترة الصباحية، بالإضافة إلى توزيع الفرق، فالمستشفى تحتوى على ثماني فرق مختلفة، وذلك لتوفير راحة اكبر للمواطنين، «تعرض بعض أعضاء الفريق الطبى للاعتداء من المواطنين نتيجة للتكدس ولكن تم حل الامر بزيادة التنظيم والتوعية». وأكد أن جميع الفرق الطبية الموجودة بالمستشفى تحقق «التارجت» أو العدد المستهدف منها والذى حددته الوزارة بستين حالة بالفترة، بل واحيانًا تتجاوز الفرق العدد المطلوب وتصل إلى أعداد أكبر. فى بداية تنظيمه للحملة بالمستشفى، قال البدرى إنه خاطب أقسام الأطباء من أجل توفير الأطباء، بالإضافة للأقسام الإدارية لتوفير الIT لتسجيل البيانات، ومن ثم التمريض، ووجد تجاوبا وترحيبا وتعاونا من كافة الزملاء بالمستشفى. وأوضح أنه يتم اختيار الأطباء وفقًا للتصنيف الذى أقرته الوزارة، وهو «طبيب أسنان، صيدلة، علاج طبيعى» وأضاف عليهم بعض الأطباء مثل النساء والولادة، ووصلت نسبة من جاءوا لإجراء الكشف حتى الآن إلى 60 % من المستهدف وربما أكثر. •