اكتشفت مروة موهبتها فى الرسم والأعمال الفنية منذ صغرها، وكان أهلها ومدرستها المصدر الأساسى فى تشجيعها لتنمية موهبتها فى الرسم، لكنها التحقت بكلية حاسبات ومعلومات قسم علوم الحاسب جامعة بنها عام 2010 وقضت سنواتها التعليمية بعيدًا عن هوايتها الأساسية. تخرجت مروة عبدالله -26 سنة- وتقدم لها شاب وافقت على الارتباط به، وبدأت التجهيز لحفل الخطوبة مستخدمة موهبتها، فصنعت كل الإكسسوارات اللازمة لحفل خطوبتها بنفسها، «عملت فوتوفريم وشوية ماسكات للتصوير بأقل تكلفة للخامات، وكلها من البيئة المحيطة عمومًا وأعجب جميع الحاضرين، وشجعونى أبدأ مشروع للهاندميد خاص بإكسسوارات المناسبات». شعرت مروة أنها ستعود مرة أخرى لممارسة هوايتها المفضلة، فبدأت المشروع بأشياء بسيطة من منزلها بجانب عملها فى إحدى الشركات الخاصة عقب تخرجها، وبعد سنتين استطاعت فيهما ادخار مبلغ مالى معقول، تركت العمل لتتوسع فى مشروعها وتحملت تكاليفه المادية كاملة. تطور المشروع من البيت، وفضلت أن تتميز عن غيرها بخامات وأفكار متنوعة، فأدخلت صناعة الورد فى فن الديكور، لكنه كان مخاطرة كبيرة، لم تحسب مغامرة التكلفة وهل سيستمر المشروع وينال إعجاب الناس أم لا، خاصة أنها ستصنع الفازات خصيصا لتجملها بالورد، بالاتفاق مع ورشة نجارة لتصنع الفازات التى تحتاجها. بحسبة بسيطة وازنت مروة بين سعر تكلفة خامات منتجاتها وما يستطيع تحمله العميل، وما تطلبه ورشة النجارة مقابل صناعة الفازات، واجهتها الكثير من الصعوبات فى البداية، مثل إهدار الخامات، واستغراق وقت ومجهود بدنيا وذهنيا، لكن مع الخبرة أصبح الأمر يسيرًا، وأصبحت أصعب الطلبات لا تستغرق فى تجهيزها أكثر من يومين. تقول مروة «فى بداية شغلى كانت الطلبات بتأخد منى وقتا لأنى لسة بجرب، بس دلوقت أقصى وقت يومان أو تلاتة لأوردر شغله كتير، وإذا خلصت أى طلبات بسرعة وقبل الموعد المحدد لتسليمها، أعطى لنفسى فرصة طويلة فى تجربتها لاختبار جودتها». بحثت مروة عن أماكن لتوزيع منتجاتها بجانب صفحات السوشيال ميديا، ونالت موهبتها إعجاب كثير من الشركات الخاصة والمراكز الطبية والتجميلية لإضفاء الجمال وروح الفرحة على المكان. تلخص مروة تجربتها قائلة: شغل «الهاند ميد» أصبح له قيمة كبيرة فى السوق، فهناك فرق بين شراء وردة صناعية جاهزة وبين أخرى يصنعها لك شخص بذوقك والألوان والأشكال المفضلة لك، وإذا طورت من نفسك فى أخذ كورسات تساعدك فى تطوير موهبتك ستصبح مصدر رزق كبيرا، وقد تصل منتجاتك للعالمية. آية: «ممكن تفشل فى الالتحاق بفنون جميلة بس تحقق حلمك فى الرسم» آية مجدى ذات ال21 عاما، خريجة آداب قسم آثار إسلامية،جامعة عين شمس، موهوبة منذ صغرها فى الأعمال الفنية وكتابة الخطوط العربية بأشكال جمالية، وساندتها والدتها واستعانت بمدرس خط لتطوير موهبة ابنتها، فكانت تقلد كل أنواع الخطوط وبمهارة أعجبت كل من رآها، فكان أملها أن تلتحق بكلية الفنون الجميلة. لكنها لم توفق فى اختبارات القدرات التى تنظمها الكلية، فلم تيأس وقررت أن تطور موهبتها رغم التحاقها بكلية تبعد عن مجال موهبتها، فاشتركت فى كورسات تعلم الرسم على الجماد «قلل فخار وزلط وعربيات وخلة الأسنان» مع إدخال الخط العربى فى الرسم، مع الاستعانة بشرائح جذوع شجر والرسم عليها مع كتابة الإهداءات. عرضت آية أعمالها فى معرض الفنون التقليدية بمتحف الفن الإسلامى، وبمرور الوقت تطور شغلها ونال إعجاب الكثيرين، وبدأوا يطلبونه بالاسم، فقررت فى آخر سنة لها فى الكلية أن تبدأ مشروعاً من المنزل، وتوزع منتجاتها عبر صفحات السوشيال ميديا. تقول آية عن الفن الذى اختارته لنفسها: «رسمت على كل حاجة ممكن تتخيليها وأخدت كورسات بأساسيات الرسم على الحيطة، وتمكنت من نوع آخر فى الفن والرسم يدعى «ماندالا» وهو من أحد الفنون التى لها دور فى معالجة التوتر، لأنه يدعو للاسترخاء عند النظر إليه، فهو على هيئة مربعات متداخلة مع بعضها البعض، وأشكال دائرية لا بداية ولا نهاية لها، وأخرى تجمع بين المربع والدائرية. وتستمد إلهامها من الطبيعة والأشكال الهندسية والتصاميم الزخرفية، ويتراوح الوقت فى إعداد التابلوه الواحدة ما بين ساعتين وأكثر، ولو الرسمة على حيطة تستغرق 5 ساعات وتصل ليومين. وفن الماندالا فن هندى وانتشر فى الكثير من دول العالم، وأدرك كثيرون أهميته فى صفاء الروح والذهن وللتأمل، والتعبير عن المشاعر، من خلال طريقة اختيار الألوان والأشكال، وتلوين الأشكال المرسومة. •