تجتذب روايات وأفلام الرعب والخيال، الكثير من الشباب والفتيات، وتجرّهم أحيانًا إلى عوالم خفية، قدتؤدى بهم إلى آثار نفسية واجتماعية مدمرة، خاصة فى الأعمال التى تكشف تفاصيل صناعة التعويذات والأعمال السفلية، وأحيانًا ما تكون هواية البحث عن كشف غموض الألغاز وما وراء الطبيعة، بداية للسقوط فى بئر التعويذات والتخاريف. «صباح الخير» ترصد تجارب عدد من الشباب عاشقى روايات وأفلام الرعب ليحكوا عن أسباب انجذابهم لهذا العالم. منار محمد طالبة بكلية هندسة، عبرت عن حبها لروايات الرعب قائلة: «أعشق روايات الرعب لأنها مشوقة جدًا وفيها إثارة، وتكشف جانبًا من العالم الآخر، إلى جانب أنها تُساهم فى تنويع الثقافة وتغيير المعتقدات الخاطئة عن الجن العاشق والنداهة، وأيضا تغذى الفضول فى استكشاف العالم الآخر الذى يحوى مخلوقات أخرى غير الجن والعفاريت، وأفضل قراءة روايات الرعب للكتّاب أحمد خالد توفيق ومحمد عصمت وحسن الجندى، وقد أثرت مثل هذه القصص على حياتى بالسلب فى بعض الأوقات، فتأتينى تخيلات أثناء جلوسى وحيدة، وأحيانًا أسمع أصواتًا فى المكان الذى أقيم فيه أو أرى ظلاً لأشخاص ليس لهم وجود». رواية أحمد يونس عمرو خيرى فى العشرينيات من عمره يحكى عن أسباب تفضيله لقراءة روايات الرعب قائلا: رواية «الوقاد» لأحمد يونس جذبتنى لهذا العالم بسبب أسلوبه الرائع فى تقديم الرعب، واكتشفت قدرته على تحويل الخيال فى الرواية إلى حقيقة مجسدة، ولا يوجد لى طقوس معينة فى القراءة لأنى أحب قضاء وقت الفراغ فى قراءة روايات الرعب لأوقات طويلة».. اتفق معه فى عشق عالم الرعب من بوابة روايات أحمد يونس، صديقه عمر هانى، الذى قال: إن سماعه حلقات أحمد يونس بالراديو، منذ 8 سنوات كانت هى الأساس لبدايات تعلقه بقراءة روايات الرعب، لافتًا إلى أن علم الميتافيزيقا، فيه الكثير من الغموض، ويثير الفضول لدى الكثيرين لاكتشاف الأسرار الغامضة فيه مثل رواية «ابتسم فأنت ميت». وحذر عمرو الشباب من الهوس بهذا العالم والانسياق وراءه بشدة، لأنهم قد ينجرون إلى مجاهل العالم السفلى التى تضرهم، من خلال التعويذات الموجودة بهذه الروايات ومن خلال محاولاتهم فك الطلاسم فيها التى ربما تدخلهم فى عالم السحر الأسود دون أن يدروا، وقال عمر: إن من طقوسه فى السماع أو القراءة تناول المشروبات الساخنة، والقراءة فى أضواء خافتة، حتى يعيش فى أجواء القصة بشكل أكثر، مؤكدًا ضرورة وجود التوازن بين فضول الشخص فى معرفة الرعب وإرادته الشخصية حتى لا يعرض نفسه للخطر. الفرق بين روايات وأفلام الرعب وتمنى محمود جمال أن يعيش تجربة قصة رعب فيها إثارة وتشويق، ولكن لا يمسه فيها أى ضرر نفسى أو عضوى لأنه سمع عن قصص حقيقية لأصدقائه، أصيبوا بمس من الجن والعفاريت نتيجة قراءتهم مثل هذه الروايات والتوغل فى قراءة التعويذات وفك الطلاسم، لافتًا إلى أن تجربته انحصرت فى قراءة روايات الرعب لمدة لم تتعد سنة، للكاتب تامر إبراهيم فى روايته «ثنائى صانع الظلام».. وأشار على رضا إلى الفرق بين الرعب فى الروايات والأفلام، موضحًا أن الروايات تسمح للقارئ بإطلاق خياله فى روايات الرعب، ولكن فى السينما تصبح الأفكار محدودة، حيث يركز المخرج على لقطات معينة للأبطال أو المشاهد فلا يُسمح للقارئ بالتخيل على الإطلاق. وقال على: إن ما يفضله هو الرعب الغامض الذى يعتمد على روايات تجارب واقعية مثل روايات الكاتبين «حسن الجندى ومحمد عصمت» والأخير يعتمد على ذكر أحداث رعب واقعية فى روايته «منيجيل» بنسبة 45% فنستمتع بالوصول إلى نهاية الرواية وحل اللغز إلى جانب حصولنا على معلومات.. وتشير أصالة شقوير فى الصف الثانى الثانوى، إلى بدايات حبها فى روايات وأفلام الرعب قائلة إنها تفضل الأفلام الأجنبية من نوعية «Hush»وdon't breath و»the conjuring»، حيث الإثارة والخوف إلى جانب الاقتباس من قصص حقيقية، موضحة أنها منذ عام 2016 تحديدا بدأ شغفها لقراءة روايات الرعب منها «أنتيخريستوس» و«أرض السافلين» و«الجزار» و«الوقاد» لاختلافها عن باقى الروايات فى اكتشاف العالم الآخر، واعتمادها على التشويق والإثارة»•