ارتبط اسم الخديوى إسماعيل بحبه لأمه «خوشيار هانم» أو الوالدة باشا، وظهر هذا الحب إما بتشييد قصر لها أو إهدائها قصرا، أو تحقيق رغبتها لبناء مسجد الرفاعى، فى مواجهة مسجد السلطان حسن، الذى كان رمزا لفخامة العمارة المملوكية والإسلامية. وقد لا يعرف الكثيرون أن اسم عزبة الوالدة بمنطقة حلوان، سمى بهذا الاسم، لأن هذه المنطقة أو العزبة، كانت مقرا لقصر الوالدة باشا، ولبيوت العاملين فى القصر من الخدم والحشم. وهو القصر الذى بناه مهندسون إيطاليون، خصيصا لوالدة الخديوى إسماعيل بناء على طلبه، فى عام 1877، ليكون قصرا يليق بمكانتها عنده، ليصبح أحد أسباب تراكم الديون على مصر، وأحد أسباب بداية تدخل الانجليز والفرنسيين فى الشأن الداخلى فى مصر. ويتكون قصر الوالدة باشا، من 365 حجرة بعدد أيام السنة، مزخرفة بنقوش وزخارف فريدة، وزرع الابن لوالدته فى حديقة القصر ثمار الجوافة التى جلبها خصيصا من فرنسا، لكى تغلى أوراقها وتشربها، لمرضها بالربو وملاءمة جو حلوان الجاف للمرضى بهذا المرض، كما يقول أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، مختار الكسبانى. رائحة الزعفران ولما اشتد المرض على الأم، أهدى لها الابن قصرا كان قد شيده فى 1870، فى منطقة العباسية، والذى عهد ببنائه إلى أحد المهندسين المصريين الذى كان عائدا من بعثته العلمية لفرنسا «مغربى بك سعد»، مشترطا أن يبنى القصر على غرار قصر فرساى «الذى قضى فيه الخديوى فترة تعليمه فى فرنسا»، لتعيش الأمر فى القصر الذى سمى بالزعفران. ويقال إن الخديوى أمر بأن يزرع فى حديقة القصر نبات الزعفران، لتشمه الأم المريضة، وتميز القصر الذى أصبح الآن مقرا لإدارة جامعة عين شمس، بطرازه الفرنسى وزخارف الباروك والركوكو، والزجاج المعشق فى الرصاص، وسلالمه ذات الطرفين التى تحتوى نحاسا لم يشهده قصر من قبل، فضلا عن أسقف حجراته الملونة بألوان السماء الزرقاء. مسجد الرفاعى وقف الابن الخديوى بجانب مشروع أمه لبناء مسجد الرفاعى - نسبة إلى قبر أحد الأولياء الصالحين المدفون بضريح كان فى أرض المسجد، وما زال قبره بالمسجد حتى الآن، هو الشيخ على أبوشباك الرفاعى - فساعدها فى أن تختار من ينفذ المشروع، المعمارى حسين باشا فهمى، لكنها توفيت فى 1885 وتوقف البناء، ثم استكمله الخديوى عباس حلمى الثانى، ليفتتح فى 1912. ومدفون فى المسجد الوالدة باشا نفسها، وابنها الخديو إسماعيل وزوجاته، وأولاده، وأحفادها السلطان حسين كامل وزوجته، والملك فؤاد الأول.•