النصر فى سيناء مستمر لا يزال . ولن تنتهى الحرب إلا إذا حرر الجيش المصرى كل قطعة أرض مقدسة من براثن الإرهاب . وهى الحرب الأعظم فى آخر ثلاثة عقود شهدها العالم. فكل الحروب على مستوى العالم التى شنت ما بعد حرب أكتوبر المجيدة. كانت حروبا غير مشروعة وغير شريفة . لها أغراض وخلفها أچندات . حروب بالوكالة أو حروب استعمارية كتلك التى شنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية على العراق بعد أحداث سبتمبر 2001 . أما حرب سيناء فهى وحدها الحرب النبيلة التى شنت من أجل الإنسانية. وقد اتخذ قرارها القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومعه قواتنا المسلحة من أجل الدفاع عن أرضنا وكرامتنا ومستقبلنا. فتلك الحرب لها ضرورة استراتيجية لمستقبل الأمة. والضرورات الاستراتيجية للشعوب لا تصنعها قرارات يتخذها الساسة أو الحكام فى بلد من البلدان فى لحظة من اللحظات تناسب هواهم أو رؤاهم. إنما الضرورات الاستراتيجية للبلدان تصنعها الجغرافيا ويصنعها التاريخ وفوقهما تنزل تجارب العصور وتتحدد المصالح الحيوية والمهام المطلوبة لحماية هذه المصالح. وكذلك تترسخ الثقافة السياسية لهذه البلدان. ومن هذا الوعاء المعرفى الهائل تتولى الأجيال حق الاختيار. ومسئولية الإدارة المترتبة على حق الاختيار فى أزمنة متغيرة لكل زمن منها ظروفه وأجواءه. وهى فى كل أوان تحدد الأساليب والوسائل الملائمة دون أن تفرط فى الأهداف والغايات النهائية. وغاية تلك الحرب هو البناء . بناء المستقبل، فالحرب عمل سياسى تمهد له السياسة وتدير جهده السياسة وتوجه نتائجه السياسية فى الحرب على الإرهاب. فإن أخطر فترة فى الحرب ليست هى فترة المعارك وإنما هى فترة ما بعد المعارك. فترة البناء. فتلك هى الفترة التى يكون فيها على صاحب القرار أن يمسك بيد حازمة كل عناصر موقفه بما فيها معارك القتال لكى يدير حركة هذه العناصر بمقدرة واستنارة حتى يصل بها إلى النتائج السياسية التى يريدها وتريدها أمته. وهو أن يصنع مناخا للبناء والتعمير والرخاء. فالحرب فى العصر الحديث أصبحت جزءا من الجهد السياسى الشامل للدولة ولتحقيق مطالب شعبها فى سلامه وفى أمنه. والدولة الحديثة لا تستطيع أن تقوم بدورها إلا فى دائرة الضوء أمام شعبها وأمام العالم. وذلك لم يعد اختيارا فى يد الدولة وإنما أصبح ضرورة مفروضة عليها فى وقت أصبح فيه عطاء الجماهير فى الوطن أساسا لأى جهد كما أن تعاطف العالم الخارجى أصبح ضمانة لأى نجاح. وقد وقف الشعب مع تلك الحرب وأيد العالم الحرب على الإرهاب التى اكتوى من نارها. ولقد رأينا كيف كانت الأحوال فى فترة حكم الإخوان الفاشيست. وهى فترة أحس فيها الوطن بعجزه عن حماية سلامه وأمنه. فأثر ذلك لم يقتصر على المجال السياسى فقط، بل إنه امتد إلى حياة كل إنسان على هذه الأرض. كرامته نفسها أصبحت مكشوفة معرضة. لقد أحسسنا بنوع من التآكل الأخلاقى نتيجة إحساسنا بقصورنا عن حماية سلامنا وأمننا فى ظل حكم الإخوان ممن كانوا يدافعون عن كل العمليات الإرهابية فى سيناء. وتتم تحت رعايتهم وتحت حمايتهم وبتمويل من قادتهم. إن كثيرين كانوا يعايروننا أننا من جئنا بالإخوان إلى الحكم تحت مظلة الانتخابات. ناسين أن ذلك كان الوجه الآخر للهزيمة. وإذا لم نكن قادرين بالقوة على حماية سلامنا وأمننا إذن فماذا تبقى لكى نحرص عليه. كل شىء يصبح بعد ذلك قابلا للتصدع. قابلا للتآكل. قابلا للانهيار. ولولا الجهد الخرافى للقوات المسلحة لكى يستعيد هذا الوطن قدرته على حماية سلامه وأمنه لسارت الأمة كلها على منطق ما تفشى من خطط الإخوان. التصدع والتآكل والانهيار. إن أحدا لم يعد من حقه أن يشك أو يشكك فى أهمية دور القوات المسلحة فى حماية السلام القومى والأمن القومى لهذا الوطن. ثم إن أحدا لم يعد من حقه أن يشك أو يشكك فى أن القوات المسلحة أثبتت قدرتها على القيام بهذا الدور الكبير والوطنى فى حماية البلاد والحفاظ على استقرارها واستقلالها ومستقبلها. الجيش المصرى يقوم بأعظم وأنبل حرب فى سيناء والأمة كلها تقف خلفه. لذا فالنصر شعاره وهدفه. والنصر حليفه.