ما أن أعلن المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى القائد العام نائب رئيس الوزراء أنه لن يدير ظهره إلى الشعب المصرى، خلال الاحتفال بانتهاء فترة التدريب الأساسى لطلبة الكليات العسكرية، حتى اعتبرها مؤيدو المشير أنها بمثابة إعلان رسمى عن الترشح، فى الوقت الذى اعتبره البعض الآخر انه ليس إعلانا صريحا خاصة أن قانون الانتخابات الرئاسية لم يصدر بعد حتى كتابة هذه السطور، وعلى الجانب الآخر قامت المجموعات الالكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بحملات هجوم وتشويه لصورة المؤسسة العسكرية وقامت القنوات المؤيدة للرئيس المخلوع محمد مرسى بعرض تصريحات لعدد من القادة فى محاولة منها للضغط لإثناء المشير عبدالفتاح السيسى عن الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة . أكتوبر تحاول رصد ما يدور فى المشهد وأهم ملامح البرنامج الانتخابى الذى من المتوقع طرحه عقب إعلان المشير السيسى ترشحه للانتخابات الرئاسية بشكل رسمى فى بيان للأمة. فقد كشفت مصادر خاصة من المشير عبدالفتاح السيسى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى بعض ملامح البرنامج الانتخابى للمشير مؤكدة انها جاءت فى كلمته التى وجهها لطلبة الكلية الحربية خلال الحفل الذى أقيم الثلاثاء الماضى بمناسبة إنهاء فترة التدريب الاساسى لطلبة الكليات العسكرية . وأشارت المصادر إلى أن البرنامج سوف ينحاز إلى البسطاء ومحدودى الدخل وذلك عندما قال « لايوجد انسان محب لوطنه ويحب المصريين، يستطيع أن يتجاهل رغبة الكثير منهم او يدير ظهره لإرادتهم». وأضافت المصادر أن البرنامج يؤكد على أهمية التعاون بين أفراد الشعب المصرى لإعادة بناء الوطن، فلن تبنى مصر إلا بجهود أبنائها المخلصين عندما قال «اوعوا تفتكروا إن مصر تستطيع أن تقوم بدون أن نساعد بعض، وأن نضع أيدينا معا لحل المشكلات التى تراكمت لأكثر من 30 عامًا، فليس هناك من يستطيع أن يحل المشكلات بمفرده، وإنما بتكاتف المصريين جميعا وبذل كل الجهد من أجل البناء والاستقرار والتنمية، فنحن 90 مليون مصرى، وإذا لم نأخذ بيد بلدنا ونحافظ عليها ستسقط، ولن تنهض مرة أخرى» مؤكدا أن نجاح مصر لا يرتبط بشخصية يختارها المصريون وإنما بإرادتهم فى بناء بلدهم ومستقبلها. وهذا يدل على أن المشير السيسى سوف يكون برنامجه الانتخابى واضحًا فلن تكون به وعود غير قابلة للتنفيذ . وأضافت المصادر انه سيركز على التنمية ودعم الاقتصاد المصرى خلال المرحلة المقبلة، وتطوير المناطق الأكثر احتياجا، وخلق فرص عمل جديدة للشباب من خلال توطينهم فى بيئات استثمارية جديدة غير مستغلة، وتوفير المناخ السياسى الملائم لذلك. وأضافت المصادر أن برنامج المشير السيسى يعتمد بشكل أساسى على تنمية العديد من المناطق الهامة فى مصر، على رأسها سيناء خاصة مناطق الشمال والوسط، التى تبلغ مساحتها الكلية نحو 60 ألف كيلو متر مربع، وتتمتع بموقع جغرافى متميز على ساحل البحر المتوسط من جهة الشمال وخليج السويس من جهة الغرب وجنوب البحر الأحمر، وتم تجاهلها على مدار السنين الطويلة الماضية، حتى باتت مرتعا للإرهاب والجماعات الإجرامية المسلحة، التى تستغلها فى عمليات تهريب الأسلحة والمواد المخدرة. وأكدت المصادر أن المشير السيسى يضع تنمية سيناء على قمة أولويات برنامجه الانتخابى خلال المرحلة المقبلة، بخطة طموحة تستهدف توطين 3 ملايين شاب إليها، بعد خلق فرص استثمارية صناعية وسياحية وزراعية داخلها، وتوصيل المرافق الأساسية اللازمة لها، وسبل الحياة الكريمة لسكانها الأصليين من البدو، خاصة منطقة الوسط المحرومة من عوائد التنمية منذ فترة طويلة، ويعيش سكانها حياة بدائية تماما تحتاج إلى تطوير على المستويين الاقتصادى والاجتماعى. وكشفت المصادر أيضا أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة سوف يكون لها دور كبير فى تنفيذ البرنامج الانتخابى للمشير، ومن المقرر أن يعهد إليها بتنفيذ كل المشاريع التنموية فى سيناء من بنية أساسية وإنشاءات وطرق، ومصانع، وآبار مياه لخدمة المواطنين، خاصة فى المناطق الصحراوية الوعرة، التى لا يتوافر بها مياه عذبة. وأوضحت المصادر أن السيسى يسعى لتنمية المناطق غير المأهولة بالصحراء الغربية، بعدما تم تطهيرها من الألغام ومخلفات الحروب بإجمالى 26 ألفا و190 فدانا بما يعادل 11 ألف هكتار نفذتها عناصر المهندسين العسكريين لصالح وزارة الإسكان، تمهيدا لإقامة المدينة المليونية بمنطقة العلمين، والسعى نحو خلق مناطق صناعية واستثمارية عملاقة فى منطقة الساحل الشمالى الغربى. وأشارت المصادر إلى أن الخطة التنموية للمشير لمصر خلال الفترة المقبلة سوف تشمل تأسيس معامل وفتح مناجم للكشف عن الذهب والمعادن النفيسة فى منطقة وادى العلاقى فى أسوان بالمنطقة الجنوبية، خاصة بعدما كشفت التحاليل التى أجرتها أجهزة القوات المسلحة على تربة تلك المنطقة وثبت أنها غنية بالذهب والمعادن النفيسة، التى يمكن الاعتماد عليها فى الدفع بعجلة الاقتصاد القومى إلى الأمام خلال الفترة المقبلة. وأكدت المصادر أن مشروع استخراج الذهب من منطقة وادى العلاقى بأسوان تم عرضه على السيسى، وأشاد به، وأوصى بضرورة وضعه ضمن البرنامج الانتخابى له خلال الأيام المقبلة، على أن يتم تنفيذ المشروع، من خلال شركات وطنية مصرية، بشرط خلق المزيد من فرص العمل للشباب، وتشغيل أهالى جنوب الصعيد فى ذلك المشروع. وأشارت المصادر إلى أن المشير يميل إلى فكرة تغيير المنظومة الضريبية خلال الفترة المقبلة، من خلال فرض ضرائب تصاعدية تختلف حسب طبيعة الدخول، التى يحصل عليها المواطن، مؤكدة أن المنظومة الضريبية الجديدة، التى سيعتمد عليها المشير السيسى فى برنامجه الانتخابى ستحقق العدالة الاجتماعية التى كان المصريون يسعون إليها طوال الفترة الماضية. وقالت المصادر إن السيسى سيضع مشروع تنمية إقليم قناة السويس، ضمن برنامجه الانتخابى، والعوائد المنتظرة من ذلك المشروع، خلال الفترة المقبلة، ومضاعفة العائدات المتوقعة من قناة السويس، بما يخدّم على زيادة الناتج القومى الإجمالى. وأكدت المصادر أن البرنامج الانتخابى الذى سيعلن عنه المشير عقب إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة بشكل رسمى وفى خطاب يوجهه إلى الأمة ، لن يكون برنامجا سياسيا بالأساس، تتفق مع بعض القوى السياسية وتختلف معه أخرى، ولكن سيكون برنامجا تنمويا بالأساس يعتمد على تنمية المواطن البسيط وتحسين المستوى الاقتصادى والاجتماعى للفقراء ومحدودى الدخل، والارتقاء بمنظومة الخدمات الصحية والتعليمية، بما يكفل حياة كريمة للمواطن، وخلق فرص عمل للشباب، ودعم الفلاح البسيط، والحفاظ على الرقعة الزراعية، التى تعرضت للتآكل خلال الفترة الماضية فى ظل الانفلات الأمنى. وكشفت المصادر أن المشير لن يعوّل كثيرا على البرامج السياسية، بعدما تأكد من واقع خبرته خلال الفترة الماضية، أن البرامج السياسية، دون العمل والتنمية لن ترضى طموحات وأحلام المواطن المصرى، الذى ينتظر تحسن أحواله المعيشية، بعد أكثر من 30 عاما من الفساد وسوء الإدارة وغياب الرؤية الاستراتيجية الحقيقية. وكان المشير عبد الفتاح السيسى نائب رئيس مجلس الوزراء القائد العام للانتاج الحربي، وزير الدفاع والانتاج الحربي، قد هنأ الطلبة الجدد فى الكليات والمعاهد العسكرية وأسرهم بانتهاء فترة التدريب الأساسي، وأشاد بما اكتسبوه خلالها من القيم والمبادئ الوطنية الأصيلة للجيش المصرى الذى حمل أمانة الدفاع عن الوطن، وحماية أمنه القومي. وأكد السيسى أن الجيش المصرى جيش وطنى شريف يعلم أبناؤه الإيمان بالله وحب الوطن والاستعداد لتقديم أرواحهم ودماؤهم من اجل مصر والمصريين بكل الأمانة والتضحية والشرف. وحول موقفه من الترشح لرئاسة الجمهورية، أكد المشير عبد الفتاح السيسى أنه لا يوجد إنسان محب لوطنه ويحب المصريين، يستطيع أن يتجاهل رغبة الكثير منهم أو يدير ظهره لإرادتهم، وانه يعمل فى إطار وظيفته الحالية كوزير للدفاع، وهناك العديد من الإجراءات والالتزامات التى يجب الانتهاء منها فى ظل الظروف والتحديات الصعبة التى تمر بها مصر حاليا. وأشار السيسى إلى وجود مسئوليات وقيم ومبادئ يتحتم الحفاظ عليها لأى إنسان فى موضع مسئولية عند الإعلان عن الترشح لهذه المهمة، وأن الأمر يختلف بالنسبة لأى مواطن آخر لا يشغل منصبا رسميا، فله من الحرية ليتصرف كما يشاء، وأضاف المشير السيسى أن الأيام القادمة ستشهد إنهاء الإجراءات المطلوب تنفيذها بشكل رسمى فى هذا الإطار، داعيا الله أن يكون فى ذلك خير من أجل مصر. واسترجع المشير السيسى الإجراءات والمواقف التى قامت بها القوات المسلحة للحفاظ على استقرار مصر ومنع انزلاقها إلى نفق مظلم، وكيف قدم النصيحة للنظام السابق بكل أمانة وانضباط للتوافق مع القوى السياسية والوطنية، وحذر من تحول الخلاف السياسى إلى خلاف ديني، وأن يترك القرار للمصريين فى استفتاء شعبى والتى قوبلت بالتعنت والرفض. وطالب المشير السيسى جميع المصريين بمراجعة مواقفهم وإدراك ما يحيط بمنطقتنا من مخاطر وتهديدات وتوحيد الجهود لإبعاد أى خطر يواجه مصر وآمنها القومى، مؤكدا أن هناك مسئولية مشتركة من الجميع لمواجهة التحديات الراهنة. من جانبه علق د. عماد جاد نائب رئيس مركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية على كلمته المشير عبد الفتاح السيسى قائلا : «كانت أكثر وضوحاً بشأن ترشحه للرئاسة». مشيراً إلى أن ترشح السيسى أصبح أمراً واقعيا والآن نطرح تصورات حول برنامجه الانتخابى، مؤكداً أن هناك فرقا بين النية والتقدم بأوراق الترشح للرئاسة وهو ما ستظهره الساعات القادمة. وأضاف «جاد»،أنه تأكد للجميع استجابة «السيسي» لمطالب الجماهير وقرب إعلانه الترشح الرسمى. وأوضح أن السيسى كان صريحا فى لقائه حين حذر من التهديدات التى تتعرض لها المنطقة ومصر مطالبا المصريين بالوحدة، مشيرا إلى أن الوحدة ليست باختيار شخص بعينه للرئاسة وإنما بوحدة المصريين ومصارحتهم بالواقع الذى حتماً سينتصر عليه لبناء الوطن وحل مشاكله. وتابع جاد : أن تأخر إعلان المشير «السيسى» قرار ترشحه للرئاسة يرجع إلى أن هناك ترتيبات تقتضى بعض الوقت تخص القوات المسلحة ولارتباطه باستكمال المهام التى تحقق الصالح العام للشعب المصري، فضلا عن تجهيز المسرح الاقتصادى والاجتماعى، والسياسى داخل الشارع المصرى تمهيدا للمرحلة المقبلة. على جانب آخر شنت المواقع الالكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية هجوما شديدا على القوات المسلحة وقياداتها وبشكل خاص المشير عبدالفتاح السيسى وساندتها الفضائيات التابعة للجماعة والمؤيدة للرئيس المخلوع محمد مرسى، فى محاولة منها لتشويه صورة المؤسسة العسكرية وهو ما لم تنجح فيه تلك الوسائل المسمومة خلال الفترة الماضية، خاصة فى ظل حب المصريين للمؤسسة العسكرية، ومتابعتهم للدور الوطنى الذى تقوم به سواء فى استعادة الأمن أو التنمية. *** خلال المؤتمر الثانى لشباب الأطباء وحديثى التخرج : السيسى: الشباب هم أمل مصر شهد المشير عبد الفتاح السيسى نائب رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى وقائع الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوى الثانى لشباب الأطباء وحديثى التخرج الذى تنظمه إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة تحت عنوان “رؤية جديدة لأفاق المستقبل “ بالتعاون مع نخبة من الاستشارين والخبراء العالميين بكبرى الجامعات الأوروبية وبمشاركة قرابة 1000 طبيب من شباب الأطباء بالقوات المسلحة والجامعات . تضمن المؤتمر العديد من الحلقات النقاشية لصقل خبرات الأطباء حديثى التخرج وتوجيههم نحو الأسلوب الأمثل للاختيار بين التخصصات الطبية المختلفة وكيفية تطوير الأداء وإدارة العمل الناجح داخل المستشفيات والعيادات التخصصية ، واستعراض التجربة الرائدة فى التعاون بين إدارة الخدمات الطبية وكلية الجراحين الملكية بالمملكة المتحدة فى مجالات التأهيل العلمى والتخصصى لأطباء القوات المسلحة للحصول على درجة الزمالة، وكيفية الاستفادة من الإمكانات العلمية والبحثية والتقنية التى توفرها القوات المسلحة للأطباء بالتعاون مع كبرى الجامعات والمراكز الطبية فى مصر والعالم . بدأت الجلسة الافتتاحية بكلمة اللواء ا.ح جمال إسماعيل رئيس هيئة الإمداد والتموين أكد فيها على حرص القيادة العامة للقوات المسلحة التوسع فى اقامة المستشفيات والمراكز الطبية بجميع محافظات الجمهورية والتى كان أخرها مستشفى القوات المسلحة بالسويس والسلوم ومستشفى الجهاز التنفسى والعيون بكوبرى القبة ومراكز علاج الأورام بأسيوط وسوهاج وطنطا وتطوير مستشفى الأمل التخصصى التابعة لجمعية المحاربين القدماء للوصول إلى أعلى مستويات الرعاية الطبية المقدمة وخدمة قطاع عريض من أبناء الشعب المصرى العظيم . وأشار اللواء طبيب أحمد عبد الحليم مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة إلى الطفرة التى تشهدها منظومة الخدمات الطبية بالمستشفيات والمراكز الطبية وما تضمه من أقسام علاجية وأجهزة طبية متطورة لتوفير أعلى درجات الرعاية الصحية فى كافة التخصصات فضلا عن إنشاء كلية الطب للقوات المسلحة لتلبية مطالب القوات المسلحة فى كافة التخصصات . وأكد اللواء طبيب جمال الصيرفى مدير إدارة الخدمات الطبية أن منظومة إعداد الأطباء بالقوات المسلحة تشمل تأهيلهم فور التخرج للحصول على درجة الماجستير واستكمال التأهيل العلمى للحصول على درجات الدكتوراه والزمالة من كبرى الجامعات العالمية، وأشار إلى الاهتمام بصقل مهارات الكوادر الطبية والتمريضية البعثات التخصصية التى تساعد فى تنمية قدرتهم على أداء هذه الرسالة السامية . واستعرض اللواء طبيب هشام عبد الرءوف مدير الأكاديمية الطبية العسكرية الأنشطة العلمية والطبية التى تقوم بها الأكاديمية فى إعداد وتأهيل الأطباء فى القوات المسلحة وفقا لأحدث النظم العالمية . وفى نهاية الجلسة أكد المشير عبد الفتاح السيسى أن القوات المسلحة حريصة الارتقاء بمنظومة التطوير والتحديث والبحث العلمى خاصة فى مجال العلاج والرعاية الصحية المقدمة للمواطن المصرى ، وأشار إلى أن الظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر تشكل تحديا كبيرا امام تقديم خدمة طبية حقيقية لجميع أبناء الشعب المصرى، والتى تستلزم تكاتف الجميع خاصة من شباب الأطباء الذين لديهم من الرغبة والإرادة والطموح للتخفيف من آلام ومعاناة المواطنين خاصة من محدودى الدخل. ووجه التحية لشباب مصر وأبناء القوات المسلحة ، مؤكدا أن الشباب هم أمل مصر ومستقبلها بما لديهم من المقومات العلمية والثقافية والقدرة على العطاء من اجل مصر، مشيراً إلى أن الدول لاتتقدم بالكلام وإنما بالجهد والإيثار والمثابرة، وأن مصر تحتاج من أبنائها الكثير دون ان ينتظروا المقابل لذلك.