تزداد دوائر متعاطى المخدرات يوماً بعد يوم، فلم يعد مقتصراً على فئة غنية، أو مستوى تعليمى منخفض، أو شريحة سنية معينة، فهناك انتشار بين طلاب الجامعات والمدارس، وتعددت الأنواع والأسعار لتناسب كل من تذل قدمه ويبدأ طريق الإدمان. وارتبطت به العديد من المعلومات المغلوطة فلم يعد فقط «للمزاج»، فتناوله السائقون ليستطيعوا مواصلة القيادة ليلاً ووصل لسائقى حافلات المدارس، مما تسبب فى زيادة أعداد الحوادث، وأزهقت أرواح بشر على الطريق منهم أطفال ونساء ورجال. عن حجم المشكلة حاورنا عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ومساعد وزير التضامن.. • ما حجم تعاطى وإدمان المخدرات فى مصر؟ - بالنسبة للمخدرات نسبة التعاطى٪10.4 72.5٪(ذكور٪ 27.5إناث) وهى تمثل ضعف المعدلات العالمية. أما بالنسبة للإدمان فهو (2.4٪)، ومتوسط تكلفة الإنفاق من الدخل الشهرى على المخدرات شهريا بلغت تقريبا 237 جنيها. • وما أكثر أنواع المخدرات المستخدمة فى المجتمع المصرى؟ - الترامادول أكثر مخدر انتشاراً بين المدمنين بنسبة٪ 30 رغم تراجع انتشاره عن العام الماضى بنسبة٪)8 (، ثم الحشيش بنسبة 23٪ وهو ما يفند ادعاءات البعض أن الحشيش لا يسبب الإدمان. بينما وصلت نسبة انتشار الهيروين 15٪ بين المرضى مع ظهور حالات للعلاج من إدمان لمخدرات جديدة، هناك أيضاً الاستروكس بنسبة 4.3 ٪. • ما أكثر الفئات المستخدمة وهل تم دراسة الأسباب؟ - أكثر الفئات الشباب والمراهقون (طلاب المدارس والجامعات) فى الفئة العمرية (12- 18سنة)، والعمال والحرفيون فى الفئة العمرية (18 :25سنة) . أما الأسباب فهى انتشار المفاهيم الخاطئة: ٪- 30.6 تساعد على العمل لفترة طويلة ٪- 35.2 نسيان الهموم والمشاكل ٪- 34.8 تساعد فى التغلب علي الاكتئاب ٪- 36.6 تساعد على القبول الاجتماعي ٪- 29.1 تساعد على الجرأة ٪- 24.9 تساعد على الإبداع ٪- 37.8 يعتقدون أن التجربة لن تسبب ضررا • متعاطون على الطريق - أشرت إلي استخدام السائقين على الطريق للمخدرات أثناء القيادة هل رصدتم الأعداد والنسب؟ - حجم تعاطى المخدرات بين السائقين(٪25) من خلال بيانات دراسة المسح القومى الشامل الذى أعدها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي. وتم الكشف على (50 ألف) سائق مهنى، وتم تقليص وخفض نسب العينات الإيجابية من (12٪) عام 7102 مقارنة بنسبة (25٪) عام 4102. • وفى حافلات المدارس أيضًا • ما نتائج الكشف عن سائقى الحافلات المدرسية؟ وكيفية الوصول لهذه الأعداد؟ - بدأت حملات الكشف فى نوفمبر 2014 تفعيلاً لقرار مجلس الوزراء بإنشاء لجنة فنية لمواجهة مشكلة القيادة تحت تأثير المخدر، فى أعقاب فاجعة حادث حافلة الأطفال بمحافظة البحيرة والتى راح ضحيتها ) 17(طفلا، وتم تشكيل لجنة من الوزارات المعنية كانت أهم نتائج عملها: - إعداد قاعدة بيانات متكاملة عن سائقى حافلات المدارس على مستوى الجمهورية. - توقيع الكشف على) 9219 (سائق حافلة مدرسية، وباستمرار الحملات تم تقليص نسب التعاطى من 12 ٪ عام 2014 إلى 3.6 ٪ عام 2017. • ما الجهات التى ساعدتكم؟ - لجنة تشكلت من الوزارات المعنية «التربية والتعليم، والداخلية، والصحة». •كيفية مواجهة هذه النتائج حتى نزلتم بالعدد؟ • خطوات المواجهة تمثلت فى الآتى: - تشكيل لجنة لمواجهة الظاهرة. - إعداد قاعدة بيانات متكاملة عن سائقى حافلات المدارس على مستوى الجمهورية. - توفير الكواشف الاستدلالية للإدارة العامة للمرور لتكثيف عمليات الكشف على السائقين المهنيين. • ما استراتيجيتكم فى المستقبل للحد من التعاطى أثناء القيادة عامة؟ - تعديل تشريعى يضمن عدم إفلات السائقين وهم تحت تأثير المخدر من العقوبة، وتكثيف حملات الكشف سواء على السائقين المهنيين أو سائقى الحافلات المدرسية. وأخيراً إطلاق آليه لتحقيق تعاون من الأسرة فى الإبلاغ عن اشتباههم فى تعاطى السائقين من خلال الخط الساخن على رقم 16023، وحملة إعلامية لتحفيزهم على المشاركة. • حدثنا عن ماهية المبادرات والبرامج التى يقدمها الصندوق مثل (اختر حياتك- بداية جديدة.) - لدينا البرامج العلاجية: - تم تقديم خدمة العلاج ل 104 آلاف مريض خلال عام .2017 - زيادة عدد مراكز علاج الإدمان التابعة للصندوق)21(مركزا فى 12محافظة. - افتتاح قسم لعلاج الإناث بمستشفى المعادى العسكرى. - برامج الدمج المجتمعى: - توفير برامج تمويلية تقدر بمليون جنيه تقريباً لحزمة من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر لإعادة الدمج المجتمعى للمتعافين. - تنفيذ اتفاقية تعاون مع وزارة الصناعة لتنفيذ برامج تأهيل مهنى للمتعافين توفر (003) فرصة فى المرحلة الأولى. - البرامج الوقائية والتوعوية: - تنفيذ برنامج (اختار حياتك) فى 2000 مدرسة استفاد منها 450 ألف طالب وطالبة. - تنفيذ ) 250( فاعلية توعوية فى مراكز الشباب والأندية الرياضية، استفاد منها 180 ألف شاب وفتاة. - بناء قدرات ) 4000( كادر عامل فى مجال خفض الطلب علي المخدرات. - تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من حملة «أنت أقوى من المخدرات» بمشاركة اللاعب الدولى محمد صلاح حققت الحملة 60 مليون متفاعل. - بلغ عدد أعضاء منصة الصندوق على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) مليونا و800 ألف عضو. - البرامج الإعلامية - إنتاج مواد إعلامية تتضمن (أفلاما روائية قصيرة - أعمالا غنائية) معنية بمواجهة الوصمة التى تلاحق مريض الإدمان والتأكيد على إمكانية التعافى من هذا المرض بمشاركة المرضى أنفسهم. - البداية من خلال حملة لزيادة وعى الأسرة مع حملات الكشف على سائقى الحافلات المدرسية وتهدف زيادة تمكين الأسرة من لعب دور فاعل فى مواجهة ظاهرة القيادة تحت تأثير المخدرات بين سائقى الحافلات المدرسية. - تنظيم حزمة من الفاعليات الرياضية والاجتماعية التى تساعد فى دمج المتعافين مجتمعياً، وكان آخرها بطولة «أنت أقوى من المخدرات» للمتعافين مع عمل رحلات ترفيهية. - تطوير التناول الإعلامى: - إطلاق وثيقة التزام صناع الدراما بالتناول الرشيد لمشكلة تعاطى المواد المخدرة. - إطلاق جائزة «اختار حياتك» للأعمال الدرامية صاحبة التناول الرشيد للمشكلة (الأعمال الخالية من مشاهد تعاطى المخدرات الأعمال صاحبة التناول الإيجابى للمشكلة). - تنظيم سلسلة مستمرة من اللقاءات التشاورية مع صناع الدراما لضبط التناول الدرامى لمشكلة تعاطى المواد المخدرة. • وما مصادر تمويل الصندوق وهل هى كافية؟ - اعتماد تمويل الصندوق على الغرامات التى يتم تطبيقها على التجار فى قضايا الإتجار فى المخدرات، وهى غير كافية ونسعى لتطوير موارد الصندوق. • بالنسبة لفكرة الكشف عن التعاطى بين الطلبة فى الجامعات ما صعوبة هذا الكشف؟ وكيف تغلبتم عليها وما النتائج التى توصلتم لها؟ - لابد من التأكيد على أن عملية إخضاع الطلاب فى المراحل المختلفة للكشف على تعاطى المخدرات تأتى من منطلق تربوى يهدف للكشف المبكر وليس قانونيا عقابيا. - تم تنفيذ إطار تجريبى فى هذا الصدد مع عدد من المدن الجامعية. والأمر يحتاج لبعض الوقت لتقبل المجتمع للفكرة والتعاون بصددها. • ما الجهات التى تحتاجون للتعاون معها لجنى ثمار جهود مكافحة التعاطى؟ وما هو دور الدراما فى خدمة هذا الهدف؟ - عملية مواجهة خفض الطلب على المخدرات تحتاج لتضافر كل الجهود سواء كانت من الجهات المعنية أو أفراد المجتمع، أسرة تفهم طبيعة دورها التربوى ومؤسسة تعليمية تستطيع أن تصيغ شخصية تواجه المشكلة ووسائل إعلام تدرك حجم المسئولية الملقاة على عاتقها ومؤسسات دينية تضع هذه القضية على رأس أولوياتها. - يجب التنسيق مع النقابات الفنية، جهاز الرقابة على المصنفات الفنية والمجلس الأعلى لتنظيم الأعلام لإضفاء الصفة الإلزامية علي بنود وثيقة التزام صناع الدراما من خلال إطار تشريعى يضمن تناولا دراميا رشيدا لمشكلة التدخين وتعاطى المخدرات. ومن خلال دراستنا للتناول الدرامى وجد أن نسبة (08%) من الأعمال الدرامية تتناول مشاكل التدخين والمخدرات والتعاطي وتخوض فيها بدون التركيز على تداعياتها السلبية. - التزام صناع الدراما بمنع الترويج أو الدعاية الإيجابية للمواد المخدرة بكل أشكالها. - التزام صناع الدراما التليفزيونية بالاستناد إلي مرجعية علمية فى تناولهم لقضية تعاطى المخدرات وتداعياتهاالسلبية على المشاهدين. • ماذا تحتاجون من تشريعات تخدم هدفكم فى مكافحة الإدمان والتعاطى؟ - نحتاج إلى تشريعات جديدة فيما يخص جريمة القيادة تحت تأثير المخدر، حيث إن القوانين الحالية تحتاج لتعديل لسد الثغرات القانونية التى ينفذ منها مرتكبو هذا النوع من الجرائم. •ما سبب اشتراككم فى مبادرة «سلامتك أولاً» للحد من الحوادث على الطريق؟ - تأتى هذه المبادرة اتساقاً مع فلسفة الصندوق فى التعامل مع المشكلة والتى تمثل حشدا لجهود جهات متنوعة تتصدى بفعالية لتداعيات المشكلة.•