أشفقت على أستاذ محمد الرفاعى كثيرًا، عندما فقد رفيقيه دفعة واحدة خلال أيام قليلة عام 2006 .. وأنا هنا أتحدث عن الفنانين الراحلين رؤوف عياد.. أحد نجومنا فى عالم الكاريكاتير وفوزى الهواري.. المشرف الفنى الكبير للصبوحة. كان الثلاثة نموذجًا للصداقة داخل العمل وخارجه.. منظومة متكاملة من حب الحياة والانطلاق والتعامل مع جميع الأجيال من الصحفيين والفنانين خاصة من جيل الشباب -وقتها- وربما وصلت إلى حد الصداقة والحب، بمنتهى التواضع. لم أكن الوحيد المشفق على هذا الرجل، فقد اكتشفت أن هناك من زملائى من يشاطرنى هواجسى وخوفى على إنسان ارتبط برفيقيه طيلة أكثر من 25 سنة، ليصبح فجأة وحيدًا رغم كم العلاقات الإنسانية الناجحة التى جمعته داخل وخارج الوسط الصحفى. ولعل استمرار الرفاعى فى هذه الحياة - بعد رحيل صديقيه- ما هو إلا تأكيد على قوة شخصيته وحبه للحياة، ليستمر فى رحلة العطاء والتعامل مع الأجيال الشابة التى توافدت على «صباح الخير» طيلة السنوات الأخيرة، مقدمًا لهم من خبراته الكثير والكثير. ذكريات كثيرة جمعتنى بالراحل الجميل داخل وخارج محبوبتنا «صباح الخير»، ولكن يبقى لقائى الأخير به للحظات قبل 10 أيام أمام باب المؤسسة- وكان لى زمن طويل لم أره بصورة مستمرة منذ انتقالى لغرفة بالدور السادس - هو الذى سيظل عالقًا بذهنى لآخر صورة لأستاذنا قبل رحيله بأيام قليلة، وقد سألنى بطريقته الساخرة: - «إنت فين مختفي؟!» - بجد واحشنى جدًا - طب يا أخى اطلع شوية - صدقنى نفسى، بس لخمة المدارس والحياة - عموما أنا باجى بعد الظهر 3 أيام .. تعالى نشرب قهوة. - لى الشرف يا ريس - سلام وفعلًا كان سلامًا ووداعًا.. والآن.. ترى من الذى يحتاج للشفقة؟!! .. رحم الله ناقدنا الجميل محمد الرفاعى، وألهمنا جميعًا فى مؤسستنا الغالية الصبر والسلام الداخلى لفقد رجل من جيل الأساتذة المحترمين.