الجزار: مسئولو المدن الجديدة في جولات موسعة لمتابعة مشروعات رفع الكفاءة والتطوير والنظافة    غدا.. مجلس الشيوخ يناقش ملف جودة التعليم العالي    غدا.. مجلس الشيوخ يفتح ملف التصنيع الزراعي    السيسي: مصر تتمتع بموقع متميز ومحور رئيسي لنقل البيانات بين الشرق والغرب    روسيا تعلن تدمير 17 مسيرة أوكرانية    جدول مباريات اليوم.. الزمالك لحجز مقعد بنهائي الكونفدرالية.. ديربي لندن.. وترقب تريزيجيه    الأقباط السودانيون يتصدرون المشهد بقداس أحد الشعانين بدير الأنبا سمعان (صور)    42 عاما على تحريرها تنمية سيناء رد الجميل لشهداء الوطن    سعر الدولار اليوم الأحد 28 أبريل.. وقائمة أبرز العملات العربية والأجنبية    وزير الاتصالات يستعرض أمام السيسي محاور وأهداف استراتيجية مصر الرقمية    جولات لمسئولي المدن الجديدة لمتابعة مشروعات رفع الكفاءة والتطوير والنظافة    العودة في نفس اليوم.. تفاصيل قيام رحلة اليوم الواحد للاحتفال بشم النسيم    انطلاق دورة دراسات الجدوى وخطط الصيانة ضمن البرنامج التدريبي للقيادات المحلية    فرنسا تتهم زوجة قيادي في داعش بارتكاب جرائم ضد الإنسانية    غدا.. «بلينكن» يزور السعودية لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن    أنا وقلمى .. القادم أسوأ    افتتاح معرض أنشطة المدارس الرسمية لغات بالبحيرة    48 ساعة فارقة للأهلى والزمالك.. خطة «كولر وجوميز» لعبور نصف نهائى القارة السمراء    حالة الطقس اليوم.. الأحد حار نهارًا على أغلب الأنحاء والقاهرة تسجل 31 درجة    مصرع شخص وإصابة 23 آخرين في حادث تصادم بصحراوي أسوان/القاهرة    «تعليم مطروح» تنهي استعداداتها لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني    بعد اتهامها بالزنا.. عبير الشرقاوى تدافع عن ميار الببلاوى وتهاجم محمد أبو بكر    وداعًا المبهر العظيم صلاح السعدنى    الليلة الكبيرة - عيلة تايهة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : شكرا سيدى على الدعوة00!؟    نصائح هامة لتنظيم ساعات النوم مع التوقيت الصيفي    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    ننشر أسعار الريال السعودي في البنوك المصرية الأحد 28 أبريل 2024    مواعيد مباريات اليوم الأحد 28- 4 -2024 والقنوات الناقلة لها    انتوا بتكسبوا بالحكام .. حسام غالي يوجّه رسالة ل كوبر    خلال شهر مايو .. الأوبرا تحتفل بالربيع وعيد العمال على مختلف المسارح    تحرير 7 محاضر مخالفة ضد أصحاب مخابز بالأقصر    تزامنًا مع قضية طفل شبرا.. الأزهر يحذر من مخاطر Dark Web    عاجل.. مدحت شلبي يفجر مفاجأة عن انتقال صلاح لهذا الفريق    بطلوا تريندات وهمية.. مها الصغير ترد على شائعات انفصالها عن أحمد السقا    لا بديل آخر.. الصحة تبرر إنفاق 35 مليار جنيه على مشروع التأمين الصحي بالمرحلة الأولى    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    لتضامنهم مع غزة.. اعتقال 69 محتجاً داخل جامعة أريزونا بأمريكا    عاجل.. قرار مفاجئ من ليفربول بشأن صلاح بعد حادثة كلوب    السكك الحديد تعلن عن رحلة اليوم الواحد لقضاء شم النسيم بالإسكندرية    مصرع 5 أشخاص وإصابة 33 آخرين في إعصار بالصين    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    آمال ماهر ل فيتو: مدرسة السهل الممتنع موهبة ربانية ومتمرسة عليها منذ الطفولة    اشتباكات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    فضل الصلاة على النبي.. أفضل الصيغ لها    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    هيئة كبار العلماء السعودية تحذر الحجاج من ارتكاب هذا الفعل: فاعله مذنب (تفاصيل)    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    تملي معاك.. أفضل أغنية في القرن ال21 بشمال أفريقيا والوطن العربي    العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة ويكشف عن مكانه    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثلاثى الفن والحب والصداقة!

رحل عن عالمنا العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وها هى ذكراه تحل علينا لنعود معها بالزمن إلى الوراء لنتذكر أروع ما قدم العندليب لجمهوره من أغان عاطفية ووطنية وتاريخ ضخم حفر روحه اثنان من عمالقة التلحين فى مصر والوطن العربى هما: الموسيقار الراحل كمال الطويل والموسيقار الراحل محمد الموجى.. لم تقتصر العلاقة بين كل من العندليب والطويل والموجى على مجرد ألحان بل تجاوزت لتصل إلى أسمى معانى الصداقة والحب والأبوة.. لهذا وبمناسبة ذكرى رحيل العندليب كان لنا الحوار التالى، حوار بين ثلاثة أجيال: الموسيقار كمال الطويل، الكاتب والناقد طارق الشناوى، والصبوحة، من خلاله تحدثت القلوب لا الألسنة، إنها علاقة الأب بابنه، علاقة العندليب الأسمر بالموسيقار كمال الطويل، الغائب الحاضر بألحانه، تلك الذكريات التى كان للصبوحة الحظ بمشاركته إياها، وذلك عن رواية الكاتب الكبير طارق الشناوى همزة الوصل بيننا وبين الطويل، الذى كان محظوظا أيضا بانفراده بالعديد من التفاصيل عن علاقة الطويل بالعندليب التى من المنتظر أن نشهدها جميعا من خلال كتابه «الطويل يطل علينا من العالم الآخر»، الكاتب طارق الشناوى يسرد لنا الكثير من هذه الذكريات ، فى هذا الحوار.
• البداية
كانت البداية عندما قرر الموسيقار الراحل كمال الطويل الالتحاق بمعهد الموسيقى، وتحديدا قسم الأصوات، ولكنه للأسف كان متخلفا عن موعد الدراسة ببضعة أشهر، لهذا لم يجد أمامه مفرا من تأجيل العام الدراسى، فى الوقت نفسه كان العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ طالبا بقسم الآلات فى المعهد، وما هى إلا لعبة القدر التى وضعت العندليب فى طريق الطويل.
• صباح الخير: حدثنا عن هذا اللقاء الذى منه بدأت العلاقة بين الطويل والعندليب؟
طارق الشناوى: «عندما تحدثت إلى الموسيقار الكبير كمال الطويل حول هذا اللقاء بدأ حديثه بوصف العندليب وهنا يقول: شاب قصير وصغير البنية إذا به يقف أمامى دون سابق معرفة شديد التعاطف معى، يقوم بعرض المساعدة على لتعويض ما فاتنى من محاضرات للحاق بزملائى والتغاضى عن فكرة تأجيل العام الدراسى، هذا الشاب هو العندليب عبدالحليم حافظ، ومن هنا تحديدا كانت بداية العلاقة التى جمعت بين الطويل والعندليب على مدار تاريخ طويل حافل لا بأشهر الأعمال الغنائية فقط وإنما أيضا حافل بالكثير من التفاصيل الإنسانية الصادقة التى كانت دائما أساس علاقة الطويل بالعندليب الأسمر.
• علاقة أب وابنه
كان واضحا للغاية تجاوز العلاقة بين العندليب والطويل لجميع معانى الصداقة والعمل، فقد كانت علاقة أسمى وأقوى.
• صباح الخير: فما هو المسمى الأدق لهذه العلاقة كما كان يتطلع إليها الطويل؟
الشناوى: «أثناء أحد اللقاءات التى جمعتنى بالطويل دار الحديث حول طبيعة العلاقة التى جمعته بالعندليب والحقيقة هنا يبدو كم الإنسانية والحب والكثير من المشاعر الحقيقية التى تسود هذه العلاقة، بعيدا عن عالم الفن وأشهر وأبرز البصمات فى تاريخ كل منهما فهى بإيجاز شديد: علاقة أب بابنه لا صديق بصديقه، فعلى الرغم من الفارق العمرى الصغير بيننا، الذى لم يتجاوز الست سنوات، ولكن هذا الفارق لم يقف عائقا بين مشاعر الأبوة التى تملكتنى تجاه العندليب». وفقا لحديث الطويل.
ويواصل الشناوى حديثه قائلا: «والبرهان على حديث الطويل هو إصراره الشديد على عدم التلحين لمطرب آخر سوى العندليب سواء فى عهده أو حتى فيما بعد، فجميع الأسماء التى ظهرت كانت البداية بالنسبة لهم على يد الموجى لا الطويل إلا عقب رحيل العندليب بفترة زمنية طويلة كان لألحان الطويل نصيبها من تاريخ الفنان الكبير محمد رشدى، وهذا إن دل فإنه يدل على تجاوز العلاقة بين العندليب والطويل لأى صداقة أو عمل لتصل إلى ما يسمى بالأبوة، هذا المعنى الذى دفع بالطويل إلى اتخاذ قرار شديد القسوة تحديدا عندما بدأ العندليب فى الستينيات يقاسم الطويل جماهيريته، حتى إنه كان يقود البروفات فى بعض الأحيان على عكس المعتاد الذى يظل من خلاله الملحن هو القائد للفرقة الموسيقية والمتصرف فى كل كبيرة وصغيرة فيما يخص البروفات، من هنا فقط بدأت المسافة بين الطويل والعندليب تتباعد وبدأت العلاقة تأخذ مسارا عكسيا، هكذا بدا للجميع العندليب والطويل، ولكن حتى مع تباعد المسافة وتوتر العلاقة بينهما، ظلت مشاعر الحب والأبوة عنوان حال كل من الطويل والعندليب، وظل التعاون بينهما لا يجوز أن ينتج عنه سوى علاقة الأبوة التى نشأت بينهما منذ البداية حتى النهاية».
• فى الإذاعة
• صباح الخير: وماذا عن دور الطويل فى اعتماد العندليب فى الإذاعة المصرية؟
الشناوى: «كان الموسيقار كمال الطويل فى ذلك الحين عضو لجنة الاستماع بالإذاعة المصرية، وكان العندليب الأسمر فى الوقت نفسه يواصل محاولاته للاعتماد بالإذاعة تلك المحاولات التى باءت جميعها بالفشل، إلى أن قرر الطويل التدخل والقيام بدوره تجاه ابنه، وبالفعل تم اعتماد العندليب بفضل الطويل الذى قام بتلحين قصيدة لقاء من أجل عبدالحليم لتكون وش السعد عليه ويتحقق هدفه بالاعتماد من خلال الإذاعة المصرية».
• أيام الصعلكة
• صباح الخير: قبل وقوع هذا الشرخ فى العلاقة بسنوات طويلة كانت هناك مرحلة كفاح لا يحق لنا أن نغفلها بكل ذكرياتها؟
الشناوى: «لعل من أطرف المواقف التى ذكرها لى الطويل عن هذه المرحلة، هو ذلك الموقف الذى جمع الطويل والعندليب بالفنان محمود شكوكو، الذى بدا أنه ذات مكانة خاصة فى قلب وذاكرة الطويل، فمعه عاد بالزمن إلى الوراء ليتذكر ذكريات أيام الصعلكة والكفاح التى جمعت بينه وبين العندليب التى دفعت بهما ذات يوم إلى اللجوء إلى الفنان محمود شكوكو لتقديم أحد ألحان الطويل له مقابل أجر يعينهما على مواصلة الحياة خلال الشهر الذى مازال فى بدايته والحالة المادية ضنك وهنا يقول الطويل: «برفقة العندليب توجهت إلى عوامة شكوكو، ولأن ذاكرة العندليب أقوى بكثير من ذاكرتى بدأ هو فى دندنة بعض الألحان من أجل شكوكو للاختيار فيما بينها، ولكن للأسف لم يستطع العندليب إقناع شكوكو بألحاننا التى لم ير فيها ما يتناسب مع ذوقه، حتى إنه وجد أنها ألحان تافهة لشباب تريد التحايل عليه».
ويواصل الطويل: «بعين يملؤها الغضب والشرار ظل شكوكو يلاحقنا وكل غايته أن يقوم بضربنا ظنا منه بسوء نيتنا التى دفعت بنا للذهاب إليه لمجرد التحايل عليه وهنا لم يكن أمامنا سوى أن ننجو بأنفسنا من شكوكو، الذى ظل يجرى وراءنا ونحن نجرى أمامه هدفنا الوحيد الاختفاء من أمامه وعدم لحاقه بنا».
• على قد الشوق
• صباح الخير: من أيام الصعلكة إلى أشهر وأجمل ما قدم العندليب وأغنية على قد الشوق، ولكن هل صحيح أن هذه الأغنية كانت مجرد مغازلة؟
الشناوى: «صحيح، فلم يخطر ببال الطويل أو العندليب للحظة ما حققته هذه الأغنية من نجاح ساحق وقت عرضها لأول مرة عام 1954 حتى أصبحت بصمة فى تاريخ كل منهما وهنا يعود الطويل بالزمن إلى الوراء ليتذكر نفسه على شط البحر جالسا فى صمت إلى أن ظهرت أمامه إحدى الفتيات الجميلات التى بدأ فى مغازلتها بكلمات عشق حارة من بينها كانت على قد الشوق اللى فى عيونى يا جميل سلم، فى هذه اللحظة لم يكن الطويل يدرك على الإطلاق أن هذه الكلمات ستصبح فى يوم من الأيام هى مطلع أشهر أغانى العندليب الأسمر التى قام الشاعر محمد على أحمد باستكمال كلماتها التى وضع الألحان لها الطويل، ولتكون على قد الشوق، اسم أروع ما أبدع الثلاثى، وتصبح العلامة البارزة فى سماء الغناء والبصمة الحقيقية فى تاريخ كل منهم».
• بلاش عتاب
• صباح الخير: من على قد الشوق إلى آخر أغنية عاطفية جمعت بين العندليب الأسمر والطويل وأغنية بلاش عتاب، فدعنا نتساءل عن السبب وراء كلمة النهاية؟
الشناوى: «مبدئيا كلمة النهاية وضعت على نهاية مشوار الطويل والعندليب العاطفية لا الوطنية، حيث أشهر وأبرز الأغانى الوطنية التى نذكر منها ابنك يقولك يا بطل، ناصر ياحرية، بالأحضان وغيرها من الأعمال الغنائية الوطنية وعلاقة جديدة فى حياة الطويل والعندليب، الفضل فيها يعود إلى الدولة، والنظام الحاكم والحس الوطنى الذى كان يتمتع به كل من العندليب والطويل، ولكن فى ظل ذروة هذه العلاقة يظل هناك شرخ كبير فى العلاقة القديمة، علاقة الأب بابنه».
• صورة
مشوار طويل حافل بالأعمال الغنائية الوطنية جمع الثنائى بأبرز الشعراء فى ذلك الوقت ولعل من أشهرها أغنية صورة للشاعر صلاح جاهين. التى تم تقديمها عام 1956 وتحديدا بمناسبة ذكرى 23 يوليو.
• صباح الخير: هذه الأغنية تحديدا لديها قصة طويلة مع الطويل والعندليب، فماذا عنها؟
الشناوى: «الجدير بالذكر مشاعر النفور والرفض لفكرة التلحين، التى كانت مهيمنة على الطويل فى ذلك التوقيت، التى قال عنها: «كانت الذكرى الخاصة ب 23 يوليو وبينما كنت أجلس فى منزل عبدالحليم، دار بينى وبين أحد الأشخاص حوار حول أغنية الاحتفال المتعارف عليها سنويا، وهنا أعربت له عن عدم رغبتى فى التلحين إلا أنه أجابنى قائلا: «أنت بتلحن بمزاجك؟!» فأجبته: «طبعا»، فى البداية لم أستطع تفسير إصراره على قيامى بالتلحين رغم عدم رغبتى حتى إننى لم أستطع التعرف على شخصه وقتها، ولكن فيما بعد اكتشفت أن هذا الشخص هو الرجل الثانى فى الجيش المصرى بعد عبدالحكيم عامر إنه شمس بدران، لم تكن هذه الحقيقة بالعائق أمام قرارى بالسفر خارج مصر منعا للإحراج لجميع الأطراف، ولإصرارى الشديد على عدم التلحين، وبالفعل توجهت إلى مطار القاهرة ولكننى لم أكن أتوقع أن أجد اسمى ضمن الممنوعين من السفر».
يواصل الشناوى حديثه: «فى تلك اللحظة بالتحديد تملك الغضب الطويل وبدأت شكوكه تحوم حول عبدالحليم صديقه وابنه الذى ربما يكون وراء هذا الفعل، باختصار عاد الطويل إلى منزله وقام بتلحين صورة التى علق عليها شمس بدران شخصيا قائلا: «ماذا إذا قمت يا طويل بتلحينها بمزاجك؟!».
• بكاء الطويل
لم تمنع مشاعر الغضب الطويل من التعاون مع العندليب، حيث أشهر وأبرز الأغانى الوطنية سواء التى خرجت للنور ولاقت نجاحا جماهيريا لا مثيل له أو التى لم توفق فى الخروج حتى هذه اللحظة لأسباب عديدة مثل تدهور الحالةالصحية للعندليب ثم رحيله.
• صباح الخير: «ولكن ماذا عن اعتقاد الطويل الذى حال بينه وبين اقتناعه بأى صوت آخر وطنى سوى عبدالحليم حافظ؟
الشناوى: حتى عقب رحيل العندليب، ظل الطويل على موقفه من عدم الاقتناع بأى صوت آخر يحل صوته محل صوت العندليب، حتى عقب رحيل الطويل لم يحسم الأمر بشأن الصوت المناسب لتقديم الأغنية، التى لم توفق للخروج إلى النور من كلمات شاعرنا الكبير عبدالرحمن الأبنودى، الذى لم يوفق فى اختيار الصوت الأفضل لتقديمها فما زالت حالة عدم الاقتناع سائدة حتى بالنسبة لنجل الطويل زياد الطويل الذى لم يظلم لكون شابه أباه، فقد كانت هناك عدة مشاورات من قبل زياد والأبنودى والطويل قبل رحيله حول بعض الأسماء على الساحة مثل الفنان هانى شاكر أو الفنانة سميرة سعيد ولكن للأسف لم يتم الاستقرار بشأن كلا الاسمين حتى الآن.
• صدفة
• صباح الخير: بمناسبة الحديث عن الأغانى الوطنية ما هى حقيقة اكتشاف زياد الطويل نجل الموسيقار كمال الطويل لأغنيتين شديدتى الشبه من الثورة المصرية من ألحان والده لم يتم تقديمهما، وهل للعندليب صلة بهذه الأغانى؟
الشناوى: «ما هى إلا الصدفة التى قادت نجل الموسيقار كمال الطويل زياد الطويل إلى مكان اختباء أغنيتين وطنيتين كان الطويل قد قاما بتلحين مطلع كل منهما، هما الأقرب شبها بأحداث الثورة المصرية، وفقا للمنطق هاتان الأغنيتان تم تلحينهما من أجل عبدالحليم حافظ وهذا وفقا لقناعة الطويل التى كانت ترى فى العندليب الصوت الوطنى الوحيد الذى يستحق التواجد والتلحين من أجله، ففى عز الخلاف بين العندليب والطويل ظل التعاون - من خلال الأعمال الوطنية - مستمرا، ولكن للأسف هاتان الأغنيتان لم يحالفهما الحظ للخروج إلى النور، فقد كان من المفترض أن يقوم الفنان محمد منير بغنائهما إلا أنه لم يحدث».
• الموجى
• صباح الخير: حتى تكتمل أضلاع المثلث لابد من الحديث عن الموسيقار محمد الموجى وعلاقته بالطويل والعندليب؟
الشناوى: «ملحنان كبيران كان لهما أعظم الأثر في حياة العندليب، الأول هو الموسيقار الكبير كمال الطويل، أما الاسم الثانى فهو الموسيقار محمد الموجى، هذان الاسمان لهما فقط يعود الفضل فى تسجيل بصمة العندليب ووضع البناء الخرسانى له، حيث هذا النتاج الموسيقى الفريد الذى خص كلا منهما به العندليب، وما يقرب من ال15 % من إجمالى أعمال العنديب الأسمر، فلو لم يكن الطويل ملحنا لكان مطربا والعكس لو لم يكن العندليب مطربا لكان ملحنا والشىء نفسه بالنسبة للموسيقار الكبير محمد الموجى».
• يا رايحين الغورية
• صباح الخير: نعود إلى ذكريات الطويل والعندليب وننتقل إلى أغنية يا رايحين الغورية التى قام العندليب بتسجيلها بصوته دون علم الطويل؟
الشناوى: «قام الطويل فى بداياته بتلحين أغنيتين كانتا ولاتزالان علامة فى سماء الغناء، هاتان الأغنيتان هما: بين شطين ومية ويا رايحين الغورية، وقتها كان الطويل لا يزال ملحنا مغمورا بينما كان الفنان محمد قنديل من أشهر نجوم الغناء، ولكن مع إصرار كل منهما قدم الطويل الأغنيتين، وبالفعل حققتا نجاحا ساحقا، الطريف فى الأمر ما رواه لى الطويل حول هذه الأغنية من واقعة: «كان العندليب شديد الإعجاب بكلتا الأغنيتين وعليه قرر أن يقوم بتسجيل يا رايحين الغورية بصوته دون أن يطلعنى على الأمر، هذا القرار الذى إن دل فإنه يدل على مدى الخصوصية التى تسود علاقة العندليب والطويل مما دفع العندليب للتصرف فى الأغنية وكأنها ملك له أو ملك لأبيه، الغريب فى الأمر الفشل الذريع الذى حققه التسجيل، الذى ما زال متوافرا لدى الإذاعة المصرية حتى الآن، ولكن الفائدة الوحيدة جراء هذا الفشل هو اقتناع حليم بالشبه الشديد بين الأغنية وصاحبها، فعندما قررت تلحين يا رايحين الغورية لم أكن أرى مطربا آخر سوى قنديل مطربا لها، فدائما وأبدا يظل هناك شبه بين المطرب والملحن الذى يقدمه، على هذا الأساس قرر حليم منع إذاعة التسجيل».
• ناصر يا حرية
• صباح الخير: أيجوز أن ننهى الحوار دون أن نتوقف عند إيمان كل من الطويل والعندليب بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فمن أجله قدما أروع الكلمات وأصدق الألحان التى نذكر منها على سبيل المثال «ناصر يا حرية»؟
الشناوى: «كان العندليب والطويل وصلاح جاهين شديدى الإيمان بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فقد توالت الأعمال التى أكدت روح مصر التى تكمن فى رئيسها وزعيمها ولا سيما الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، من ضمن هذه الأغانى كانت أغنية «ناصر يا حرية» التى تدخل فى إطار التأكيد على روح مصر وإن كان الزعيم أو الرئيس هو نفسه الروح التى نتحدث عنها، هى وغيرها من الأغانى التى أذكر منها جمال يا حبيب الملايين».
• اللحظات الأخيرة
• صباح الخير: فى النهاية صف لى اللحظات الأخيرة فى حياة العندليب والطويل قبل رحيل العندليب عن دنيانا، وأهم الكلمات التى خصك بها الطويل حول هذا الجانب من حياته حيث فقدانه للصديق والابن؟
الشناوى: «ولا كل من ضحكت عينيه عاشق»، هذا هو مطلع آخر مشروع غنائى كان من المفترض أن يجمع الثنائى من أشعار الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، هذا فيما يخص الجانب العملى أما بالنسبة للجانب الإنسانى فقد تحدث إلى الطويل كثيرا حول هذا الشعور الخاطئ الذى نتج عن تصدير أحد الأشخاص لمعلومة خاطئة للعندليب أثناء تواجده فى لندن للعلاج التى أفادت تواجد الطويل فى لندن دون أن يحرص على زيارة العندليب، مما تسبب فى حالة من الحزن الشديد بالنسبة للعندليب نظرا لحساسيته المفرطة فى مرحلة مرضه الأخيرة وهنا يقول الطويل: «ما حدث هو مجرد محاولة لإفساد العلاقة بينى وبين العندليب قام بها أحد الأشخاص».
ومن ثم يعلق الشناوى قائلا: «أثناء هذه الجلسة التى جمعت بينى وبين الطويل ذكر لى اسم هذا الشخص الذى لا أود التصريح به خاصة أنه اسم شهير على الساحة الفنية، ولكنه رحل عن دنيانا، ولكن يكفى أن أؤكد أن هذه العلاقة التى جمعت فى طياتها كل معانى الفن والأبوة والحب وغيرها من التفاصيل الإنسانية كان من الصعب أن يمررها المحيطون بالعندليب والطويل بسهولة دون أن تقع من آن لآخر فريسة للبعض فى محاولة منه لإفسادها إلا أن جمال شخصية العندليب وإنسانية كمال الطويل ساهما كثيرا فى تجاوز جميع هذه المحاولات، فما من عبارات أو كلمات تستطيع أن تصف مدى تأثر الطويل بمرض العندليب وتدهور حالته حتى اللحظات الأخيرة من حياته وحتى عقب رحيله، فهو الابن والصديق ورفيق الدرب».•


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.