المرأة الأكثر تأثيراً

جعلت من فنها الكاريكاتيرى سوطاً تضرب به بقوة على كل قضايا المجتمع الحساسة إيماناً منها أن الكاريكاتير كونه فناً ساخراً فمن شأنه كسر التابوهات والأفكار الخطأ الراسخة فى المجتمع والممنوع طرحها وأهمها تغيير مفهوم احتكار الرجال لفن الكاريكاتير، لتحجز لنفسها كرسيا فى الصفوف الأولى بينهم، لتكون دعماً لبنات جنسها وفنها تعبيراً عن لسان حالهن. فكرمتها هيئات دولية وحصدت جوائز عالمية.. «دعاء العدل» إحدى رائدات فن الكاريكاتير فى مصر .
• أكثر النساء تاثيراً
استطاعت تغيير مفهوم أن الكاريكاتير فن يحتكره الرجال عندما قررت «دعاء العدل» رسامة كاريكاتير بجريدة المصرى اليوم التى ولدت فى دمياط وتخرجت فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة قسم ديكور ومسرح وسينما أن تسلك هذا الطريق وتتميز به فبدأت فى نشر الكاريكاتير عام 2005 في جريدة الدستور الأصلي ومجلة صباح الخير ثم مجلة روز اليوسف عام 2008 ثم انتقلت إلي جريدة المصرى اليوم التى تعمل بها إلى اليوم . مؤكدة وجود رسامات كاريكاتير فى مصر حققن نجاحا كبيرا لكن أعدادهن قليلة، وعن ذلك فقد اختارتها هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) ضمن قائمتها للنساء الأكثر تأثيرا لعام 2016، وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إنها اختارت دعاء العدل لأنها واحدة من الرواد فى حقل كان حكراً على الرجال لفترة طويلة، ولاهتمامها بقضايا المجتمع والمرأة فى رسوماتها.
• مضايقات سياسية
تهتم «دعاءالعدل» بكل القضايا المجتمعية وليس قضايا المرأة والمهمشين فقط فهى متخصصة فى المقام الأول برسم الكاريكاتير السياسى، مما كان يضعها فى مواجهات صعبة ومضايقات من قبل السلطة المصرية فى فترات حكم سابقة، حيث قرر النائب العام الأسبق المستشار طلعت عبد الله فى فترة حكم الإخوان تحويلها إلى النيابة للتحقيق معها بتهمة ازدراء الأديان بسبب أحد رسوم الكاريكاتير تنتقد فيه طريقة الدعوة للتصويت بنعم على الدستور.
• قضايا المرأة
موضحة أن اهتمامها بقضايا المرأة جاء بشكل عفوى وغير مخطط له، فمن الطبيعى أن تعبر عن قضايا جنسها وما يتعرضن له فتناولت القضايا بشكل ساخر.. واحتفلت مؤخراً بحفل توقيع صدور كتابها ( 50 رسمة وأكثر عن المرأة ) بالجامعة الأمريكية بدعم من المركز الثقافى البريطانى. وكان على هامش الحفل معرض فنى يضم أهم رسوماتها للكاريكاتير فيما يخص المرأة عُلق بعضها على جدران الجامعة الأمريكية فى أسلوب عرض مبتكر لفت الانتباه.
الكتاب من ثلاثة فصول لخصت فيها «دعاء العدل» حياة المرأة المصرية وصراعاتها خلال 50 رسمة وعنه قالت : عملت على تجميع أكثر من 50 رسمة وأصدرت بها كتاباً من ثلاثة فصول، وكلها عن قضايا المرأة المختلفة بدءاً من الأمور التى يعتبرها البعض بسيطة حتى الأمور الكبيرة التى تعتبر جميعها جرائم فى حق المرأة. الفصل الأول باسم «أكون أو لا أكون امرأة» ويضم 34 رسمة سلطت الضوء على قضايا المرأة التى تلتف حول عنقها فى المنزل والعمل والشارع, مثل نظرة المجتمع للمراة البدينة أو السمراء أو المطلقة وكيف تهاجم المشاكل المرأة المتزوجة بمعنى فكرة السيطرة الذكورية من زوجها عليها.. فكرة التحرش بها فى الشارع والمضايقات التى تتعرض لها.. زواج القاصرات وقضية الختان طبعا ..وغيرها من التحديات التى تواجه المرأة المصرية والتى تعد جميعها جرائم فى حقها.
• محكمة
والفصل الثانى بالكتاب باسم «محكمة» ويضم 14 رسمة مناهضة للقوانين والأحكام القضائية التى تهضم حق المرأة، وتبرئ الجانى عليها، وتخفف الحكم عن قاتلها، تحت اسم الشرف، ومنتقدة للتباطؤ فى إصدار الأحكام والإجراءات التى تمنع المرأة من الميراث، أو الأخرى التى تمنع الأم من السفر مع أطفالها، إلا بإذن الأب، وعدم توافر قانون مساو يمنع الأب من السفر بأطفاله دون إذن الأم.
وفى الفصل الثالث والأخير عبرت «العدل» عن حلمها بخمس لوحات فجاء باسم « أن تكون كما تريد» وتطالب فيه بأحقية المرأة فى الفرص المساوية مع الرجل، وأن يتحول فكر المجتمع من قول «دى ست» فى إشارة لارتكابها الخطأ، إلى لفظ الست الذى كان يطلق على كوكب الشرق أم كلثوم، التى أجبرت الجميع على قوله كناية عن كمال قوتها، ونجاحها وتفردها، وإطلاقه على أية امرأة متميزة.
• جوائز وتكريمات عالمية
شاركت «دعاء العدل» فى العديد من المعارض والمسابقات المحلية والدولية وحصلت على عدة جوائز محلية وعالمية وعنها قالت : كل الجوائز التى حصلت عليها خاصة بإنتاجى من الكاريكاتير السياسى.. كان أولها من مصر جائزة ( التفوق الصحفى ) من نقابة الصحفيين عن أفضل رسم كاريكاتيرى عام 2009. وآخرها جائزة ( محمود كحيل ) اللبنانية للكاريكاتير السياسى 2017 وهى جائزة خاصة بكل فروع الكاريكاتير والكومكس، وتعد هذه هى الدورة الثانية منها وسميت باسم رسام الكاريكاتير صاحب التاريخ الطويل بلبنان «محمود كحيل». وبينها عدة جوائز منها جائزة (مصطفى وعلى أمين ), وجائزة ( فن السخرية السياسية) من إيطاليا عام 2013. وجائزة مهرجان ( فان جوست ) السنوى من فرنسا عام 2013عن مجمل أعمالي, ويعد هذا المهرجان من أكبر مهرجانات الكاريكاتير فى أوروبا.
كما حصلت على شهادة تقدير وعضوية شرفية من «منظمة الفيكو لرسامى الكاريكاتير فرع فرنسا 2012»، ووسام «مناهضة العنف ضد المرأة» من مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية ACT عام 2013 وجائزة «التميز العالمية » من مؤسسة كارتون من أجل السلام التى أسسها الرسام الفرنسى الشهير بلانتو لعام 2014 التى تمنح سنويا من جينيف، والرئيس الشرفى للمؤسسة هو سكرتير عام الأمم المتحدة السابق كوفى عنان، ونائبة الرئيس هى الإعلامية مارى هوزيه. •