الدم دا دمى.. واللون دا من طينى.. والحضن دا لأمى.. يا عزيز عينى، بعدما أبكتنا والدة الشهيد إسلام عبد المنعم المهدى فى الندوة التثقيفية التى أقامتها الشئون المعنوية فى ذكرى أكتوبر، والتى حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسى- استيقظنا جميعا على خبر استشهاد 12 من زهرة شباب جيشنا المصرى فى معركة قتل فيها 15 من الإرهابيين. ولكن من ذا الذى يمس أبناءنا، ونحن له صامتون؟!.. لم تمر 24ساعة إلا وكانت الضربة الجوية لدك معاقل التكفيريين؛ ثأرا لشهداء مصر قبل أن يؤخذ عزاؤهم، وليثلج قلب كل أم على رجلها الذى ربته وقدمته فداء لتراب الوطن.. وليعلم الجميع أن مصر لن تركع أبدا. كانت البداية عندما استيقظت مصر كلها على خبر مهاجمة كمين زقدان بالحسنة شمال سيناء قبل صلاة الجمعة، وفى نفس اللحظة قال العميد محمد سمير - المتحدث العسكرى للقوات المسلحة فى بيان صادر من القيادة العامة للقوات المسلحة: إنه قامت مجموعة مسلحة من العناصر الإرهابية صباح يوم الجمعة بمهاجمة إحدى نقاط التأمين بشمال سيناء، مستخدمة عربات الدفع الرباعى، وعلى الفور تم الاشتباك معهم وتمكنت عناصرنا من قتل عدد (15) إرهابيا وإصابة عدد منهم، وجار استكمال أعمال البحث والتمشيط للمنطقة للقضاء على باقى العناصر التكفيرية .. لكن للأسف أسفرت الاشتباكات عن استشهاد (12) وإصابة (6) من أبطال القوات المسلحة. وأكدت القوات المسلحة أن هذه الأعمال الدنيئة لن تثنيها عن تأدية واجبها فى حماية الشعب المصرى العظيم. معركة الثأر وبالفعل لم تمر 24ساعة إلا وقد وفت القوات المسلحة بما وعدت به، ففى فجر اليوم الثانى، قامت قواتنا المسلحة والقوات الجوية بعد ورود معلومات استخباراتية- بضرب معاقل الإرهابيين بعد إعادة تمركزهم. وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة أنه نتيجة لأعمال التمشيط والملاحقات من عناصر القوات المسلحة للعناصر الإجرامية والإرهابية التى قامت بتنفيذ العملية الإرهابية الخسيسة، وبعد ورود معلومات استخباراتية مؤكدة وبالتعاون مع أهالى سيناء تفيد بمناطق الإيواء وإعادة التمركز لمجموعات من العناصر التكفيرية المسلحة من المتورطين فى التخطيط والتنفيذ والدعم للهجوم الارهابى الذى استهدف إحدى نقاط الارتكاز الأمنى أمس بسيناء، وثأرا لدماء الشهداء.. أقلعت عدة تشكيلات من قواتنا الجوية فجر السبت الموافق الخامس عشر من أكتوبر 2016، لاستطلاع مناطق الأهداف وتأكيد إحداثياتها وتنفيذ ضربة جوية مركزة استمرت لمدة ثلاث ساعات كاملة.. أسفرت عن تدمير مناطق تمركز وإيواء العناصر الإرهابية، وكذلك نقاط تجميع الأسلحة والذخائر التى تستخدمها تلك العناصر، وتدمير سبع عربات دفع رباعى تدميرا كاملا. كما تم قتل عدد من العناصر التكفيرية التى قامت بعملياتها الإجرامية والعناصر المعاونة لها، ومازالت الأعمال مستمرة. عملية استخباراتية: قال اللواء متقاعد محمد طنطاوى- الخبير العسكرى:إن ما حدث فى سيناء لا يمكن تنفيذه بواسطة أشخاص، فمن الواضح أنها أجهزة استخباراتية وجدت أن مصر بدأت فى التنمية الشاملة لسيناء من بناء مجتمعات عمرانية، وبناء مستشفيات واستصلاح أراض فضلا عن المشروعات القومية، التى تتم فى الإسماعيلية والسويس، وهذا بالطبع آخر شىء تريده هذه الدول، فهم يريدون إعاقة مصر عن المضى قدما فى تنفيذ مشروعاتها القومية. فلجئوا إلى مثل هذه العمليات الآثمة للنيل من مصر وجيشها، بالإضافة إلى أن الجيش محكم قبضته على جميع ربوع سيناء، ولذا فقد لجأ التكفيريون إلى منطقة خالية غير مأهولة بالحياة ونفذوا عمليتهم بهدف نشر الرعب فى باقى أنحاء سيناء ،لكن جيشنا الباسل أضاع عليهم الفرصة. مصر لديها إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع التى تنسق بشكل كامل مع العناصر البدوية الموجودة فى شمال سيناء، من أجل الإبلاغ عن أى عناصر متطرفة موجودة داخل القبائل المختلفة فى سيناء وعدم استضافة أى عناصر مجهولة، لا تنتمى لتلك القبائل. وأكد أن هناك اجتماعات متوالية مع أبناء كل قبيلة على حدة من أجل التنسيق والمتابعة، ورصد أى تحركات مشبوهة لأى عنصر أجنبى داخل أراضى سيناء، والإرشاد عنه فورا. وقال اللواء طنطاوى: إن البؤر الإجرامية الموجودة فى سيناء مرصودة ومعروفة للقوات المسلحة، بشكل دقيق، ولها صور جوية من جميع الأبعاد والاتجاهات من أجل تحديد أنسب الطرق للتعامل معها عسكريا، سواء من خلال الآليات الثقيلة، أو القوات الخاصة أو المطاردة الجوية من خلال طائرات الأباتشى الهجومية المتطورة، لافتا إلى أن القوات الجوية دفعت بعدد كبير من المروحيات المسلحة، التى تقوم بمهام الاستطلاع والقتال فى نفس الوقت، ولها قدرة كبيرة على إصابة الأهداف من ارتفاعات مختلفة وعلى مسافات بعيدة، وكثفت الضربات لمدة 3 ساعات متواصلة؛ حتى تمكنت من تدمير كل مواقع وبؤر الجماعات التكفيرية.• الشهداء والمصابون وجدير بالذكر أن شهداء الواجب فى هذا الكمين هم: 1- مجند مقاتل عطية محمد أحمد «22 سنة» 2- مجند مقاتل عادل أحمد عادل «22 سنة» 3- مجند مقاتل فؤاد رفعت فؤاد «21 سنة» 4- مجند مقاتل محمود كمال عبدالحميد «21 سنة» 5- مجند مقاتل محمد عبد الحليم عطا «22 سنة» 6- مجند مقاتل محمد طارق على «22 سنة» 7- مجند مقاتل محمد صلاح صبحى «22 سنة» 8- مجند مقاتل محمود عبد الخالق محمد «22 سنة» 9- مجند مقاتل محمد سيد شعبان «21 سنة» 10- مجند مقاتل جمعة محمد أحمد «22 سنة» 11- مجند مقاتل عبد الحليم محمد عبد الحليم «21 سنة» 12- ومجند لا يزال مجهول الهوية. المصابون: 1- ملازم عمر محمود نصار «25 سنة» من القاهرة مصاب بشظايا متفرقة بالجسد. 2- مجند فرج لوقا شكرى «21 سنة» من المنيا، مصاب بطلق نارى باليد اليمنى. 3- مجند أحمد يسرى سلام «23 سنة» من البحيرة مصاب بشظايا متفرقة بالجسد. 4- مجند محمود السيد عبد العزيز «30 سنة» من البحيرة مصاب بكسر مضاعف باليد اليمنى. 5- مجند أحمد سليم عيد «21 سنة» من الشرقية مصاب بشظايا متفرقة بالجسد. 6- مجند أحمد حسن عبد الجليل «23 سنة» من دمياط مصاب بطلق نارى بالفخذ اليسرى. 7- مجند أحمد جمعة محمود «21 سنة» من بنى سويف مصاب بشظايا بالرأس. 8- مجند فخر الغزاوى عمر «22 سنة» من المنيا مصاب بكدمة فى الرأس.