إحنا كمان لينا فى الموضة بس بإمكانياتنا، بنلبس چينز ونعمل شعرنا على الموضة ونخرج ونعيش حياتنا ماهى الموضة لكل الناس. هذا لسان حال شباب المناطق الشعبية البسيطة، فلا تتخيل عزيزى القارئ أن الموضة مقصورة على أبناء الأغنياء فقط بالعكس، ففى المناطق الشعبية الكثير من الولاد والبنات يحبون الموضة جداً فى كل شىء، الملابس والشعر والاكسسوار والسؤال من وراء هذا التحقيق، شباب المناطق الشعبية بيعملوا الشوبنج فين وبكام؟! بمنطقة الدرب الأحمر وهى أول المناطق التى وقع عليها اختيارنا فى الجولة القاهرية. شباب الدرب الأحمر يتميزون بالأناقة الشديدة لأنهم يتابعون أحدث خطوط الموضة فى اللبس وستايل الشعر لكن بإمكانيات بسيطة. أثناء جولتنا رأينا فتاة «شيك» بطريقتها، فهى ترتدى الجينز وتصبغ شعرها باللون الأشقر الفاتح فاقتربت منها وحاولت أن أتعرف عليها، فقالت لى: أنا اسمى فاطمة عبدالعزيز عندى 16 سنة طالبة فى مدرسة سوق السلاح الإعدادية، فسألتها عن الجينز الممزق الذى ترتديه فقالت لى: دا موضة جداً أنا جايباه من محل اسمه «العروسة» فى وسط البلد فى شارع قصر النيل وساعات بشترى هدومى من حارة اليهود، أصل الحاجات هناك زى وسط البلد بالظبط بس أرخص ييجى نص التمن كدا، أما شعرى فأنا اللى صبغته لنفسى بخلطة كدا بعملها بالأكسجين أصل أنا وأصحابى عاملين نفس اللون اسمه أصفر تلجى زى لون شعر مايا دياب، بس لاقيته بيوقع شعرى فبطلت أعمله أصفر وصبغته بس من فوق بلون بنى، بنفس الخلطة بس بسيبه وقت أقل على شعرى، وبحب التاتو جداً وفيه منه أنواع كتير لونها دهبى وفضى، أنا بشتريه من بوتيك جمبنا هنا، و عن حبها لمنطقة الدرب الأحمر قالت لى: أنا بحبها أوى دى منطقتى اللى كبرت فيها ولما بخرج براها بحس أنى مش مبسوطة، وعن أحلامها قالت: نفسى أشتغل ممرضة عشان أساعد أمى فى المصاريف أصلنا 3 أخوات وأنا الكبيرة وأبويا مات وأعمامى سرقوا ورثنا وسرقوا محل أبويا اللى مات فيه وهو بيشتغل، كان محل ألبان وأبويا مات بسبب الكهربا وهو بيغسل التلاجات، فقلت لها: بس بالرغم من كل الظروف دى إنتى بتحبى الموضة، فابتسمت وقالت: آه جداً، وأمى دايماً بتقول لى عاوزة أشوفك أحلى واحدة حتى لو همسح بلاط. وفى نفس الشارع قابلت إسلام صفوت فى 3 إعدادى وكان راكب موتوسكل عشان هيقابل صحابه ولفت انتباهى أنه يرتدى «ألوان زاهية» وبراقة فاستوقفته وسألته أنت بتجيب لبسك منين، فقال لى «أنا بشقى على الفلوس وبشتغل فى مصنع للأحزمة الجلد وباخد فى الأسبوع 150 جنيه واللى بشقى به بنزل أشترى به هدوم أو كوتشى وأكل وأحياناً بحوش، وبنزل مع صحابى العتبة نشترى كل اللى نفسنا فيه، لكن أنا دلوقتى بحوش ودخلت جمعية عشان عاوز أشترى لاب توب»، وعن الموضة يقول: أنا بحب أكون على طبيعتى ومش بقلد حد وبحب ألبس اللى يليق عليّا. وعند سايبر يتجمع حوله الكثير من الشباب، لفت انتباهى قصة شعر محمد صلاح فى 3 ثانوى فقال لى: «أنا بحلق شعرى عند حلاق هنا فى الدرب الأحمر ب 30 جنيه فى المرة، أصل أنا بشتغل مهرج فى سيرك وبروح أماكن كتير نضيفة ولازم أهتم بشكلى عشان الناس تحترمنى» وهنا طلبت منه أن يحدثنى أكثر عن مهنته فقال لى: وأنا عندى 9 سنين دخلت مدرسة هنا أسمها مدرسة فنون الدرب الأحمر وأتعلمت فيها فنون السيرك زى المشى على السلك وركوب عجلة السيرك وأنا دلوقتى بشتغل مع فرقة اسمها شخاليل وبنسافر وبنعمل عروض فى أماكن كتير زى أسوان وشرم والغردقة وشغلى علمنى إنى أكون ستايل وشكلى مختلف عن منطقتى، ولما سألته بتجيب لبسك منين قال: من مولات ولو الحالة واقعة خالص بنزل أنا وأصحابى سوق الجمعة فى السيدة عائشة أو وكالة البلح. أما محمد مدحت 3 ثانوى فهو أحد سكان المقطم لكن كان جاى زيارة لأصحابه فى الدرب الأحمر، وكان يرتدى تى شيرت الزمالك فسألته عن ثمنه فقال: «دا ب 30 جنيه من المقطم، وعن تسريحة شعره قال أنا بحب أوكا وأورتيجا وبحب أقلد كل حاجة بيعملوها». أما ماجد أحمد 18 سنة يقول: «أنا بحب عمرو دياب جداً ومحمد فؤاد وحماقى ومحمد منير لكن مش بحب أوكا وأورتيجا ومش بحب أقلدهم وبجيب لبسى مش شارع الشواربى فى وسط البلد ومش بحب أغير استايل شعرى كل شوية لأن شعرى ناعم ومش بتليق فيا تسريحات كتير». واكتفيت أنا بهذا الحد وعرفت الموضة الشعبى فين وبكام وقررت أن أنزل إلى تلك المناطق وأشاهد وأسجل أحدث خطوط الموضة من وكالة البلح والموسكى، أما زميلتى ياسمين خلف فقررت أن تعرف شباب الدرب الأحمر بيتفسحوا فين فى التحقيق التالى. •