السلام عاوز سلاح، والحرب تحتاج سلاحا، والتسليح مقوم من مقومات الدولة، ولكى تتحرر الدولة.. لابد أن تنوع مصادر تسليحها فمنذ أن قررت مصر عزل مرسى وجماعته.. استخدمت أمريكا صفقة الأباتشى كورقة ضغط على مصر لعودة الإخوان المسلمين. ومع تصاعد الأحداث فى مصر، وقرارها بمحاربة داعش.. تأكدت لدى القيادة العسكرية ضرورة تعزيز التسليح المصرى بأحدث الأسلحة المتطورة. لم تتراجع مصر عن قرارها، وأدارت وجهها لأمريكا، وقررت تنويع مصادر السلاح، وبدأت تتجه للدب الروسى، وألمانيا، وقريبا الصين.. وأخيرا وليس آخراً.. الصفقة الفرنسية. • فرنسا.. والرافال فى اللقاء الأخير حيثما التقى بنا الرئيس السيسى فى مسرح الجلاء، نوه الرئيس السيسى عن الصفقة الفرنسية المصرية، وقال: إنه اتفق مع الرئيس الفرنسى أولاند على صفقة طائرات رافال، وفرقاطة قبيل أحداث جريدة شارلى إيبدو، وبعد الأحداث تم السكوت لفترة. حتى جاءت وفاة الملك عبدالله ملك السعودية، وتقابل الرئيسان فى العزاء، وتحدثا، وبالفعل تمت الصفقة هناك. تضمن الصفقة 24 طائرة رافال، وفرقاطة فريم، وذخيرتها. ففى المجال البحرى وقعت شركة «دى سى إن إس» مع اللواء بحرى أركان حرب أحمد خالد - رئيس شعبة العمليات العسكرية للقوات البحرية اتفاق عقد فرقاطة فريم، وأيضا توقيع الذخائر والصواريخ الخاصة بها. وفى مجال القوات الجوية تم التوقيع بين شركة «داسو الفرنسية»، والطيار أركان حرب منتصر ميهوب - رئيس شعبة تسليح القوات الجوية عقد طائرات رافال، وتدبير الذخائر والصواريخ الخاصة بها. جدير بالذكر أن رافال تعتبر طائرة حرب إلكترونية، بإمكانات عالية تحمل رادار «أر بى إى 2» الذى يستطيع التعامل مع 8 أهداف فى وقت واحد، وتستطيع حمل 6 صواريخ. و9 أطنان من الأسلحة. وفور الانتهاء من الصفقة فوجئنا بقطر تسارع، وتطلب من فرنسا صفقة طائرات كالتى اشترتها مصر!!. • الدب الأبيض هل سألنا أنفسنا: ما الأسباب الخفية وراء زيارة بوتين لمصر، وإهدائه بندقية كلاشينكوف؟!!. تعتبر البندقية الكلاشينكوف من أقدم الأسلحة عند الاتحاد السوفييتى، وعندما يعطيها بوتين للسيسى، فإنه يعيد بذلك العلاقات المصرية والروسية مع الوعد بالتسليح. وبالفعل تم توقيع اتفاقيات لتسليح مصر من قبل روسيا تضمنت أهم وأحدث الأسلحة المتطورة، فعلى سبيل المثال هناك: منظومة الدفاع الجوى إس-300 التى هى عبارة عن منظومة دفاع جوى صاروخية بعيدة المدى «أرض-جو» القادرة عن صد، وتدمير الصواريخ الباليستية، وتتبع 100 هدف، والاشتباك مع 12 هدفا فى وقت واحد، وصواريخه لا تحتاج لصيانة مدى الحياة. وهناك أيضا طائرات ميج-21 التى تعتبر أقوى الطائرات المقاتلة فى المجال الجوى، حيث تستطيع السيطرة. • الصين.. والتنويع حينما زار الرئيس عبدالفتاح السيسى الصين تسارعت التكهنات حول إتمام صفقات سلاح هدفها تنويع مصادر السلاح، والقضاء على فكرة الاعتماد على مصدر واحد للتسليح. فقد أكدت مصادر عسكرية أن السيسى حينما ذهب للصين كان يحمل معه ملف التسليح، حيث تسعى القاهرة إلى التسلح بمنظومة متطورة، خاصة فى أنظمة الدفاع الجوى والصواريخ، والمقاتلات الحربية، والمروحيات الهجومية، فضلا عن الإنتاج المشترك. وقدر الخبراء قيمة الإنتاج المشترك مليار دولار تتركز فى إنتاج المقاتلتين كى-8 آى، والتنين الشرس، التى بدأت بالفعل فى تصنيعها الهيئة العربية للتصنيع. ودار حديث حول المقاتلات «جيان-11» النسخة المعدلة من «سوخوى 30» المقاتلة الروسية. • ألمانيا.. والغواصات تجرى الآن مفاوضات بين مصر وألمانيا لتزويد الأولى بغواصتين u209 التى من شأنها تطوير سلاح القوات البحرية، كما أنها ستمنح الغواصات المصرية قدرات استراتيجية تمكنها من الغوص لفترات طويلة، ولمدى أبعد. وبالرغم من محاولات إسرائيل المستميتة فى إثناء ألمانيا، والأمم المتحدة عن إتمام الصفقة، لكن مصر تمسك بزمام الأمور. (ورقة ضغط): يعلق على هذا الموضوع اللواء أ.ح مختار قنديل، قائلا: بعد عزل مرسى، استغلت أمريكا صفقة إرسال الطائرات الأباتشى المقاتلة كورقة ضغط على مصر لعودة الإخوان المسلمين، مثلما حدث من السوفييت مع السادات فى حرب73، ومن ثم كان لابد لنا من البحث عن وسائل تسليح أخرى ومتنوعة حتى لا يتم الضغط علينا، وعن عملية شراء السلاح أشار اللواء قنديل إلى أنها تتم بالنظر فى التهديدات الخارجية، ومحاولة إكمال ما ينقصنا بالنسبة لمن حولنا، ونظرا لما تفعله أمريكا من تعنت وجدنا الرئيس السيسى اتفق مع فرنسا، وروسيا، وألمانيا، وذهب إلى الصين لتعزيز تسليح قواتنا البحرية والبرية والجوية، والدفاع الجوى، ورفع كفاءة مقاتلينا، فتنويع مصادر السلاح مهم للغاية، لكى أكون قادرا على صد أى قوة خارجية تهددنى، والقضاء على أى إرهاب متواجد فى الداخل. وعن رد فعل قطر، واتفاقها مع فرنسا للحصول على طائرات رافال مثلما فعلت مصر، يستغرب اللواء قنديل من طلبها لهذه الطائرات، بالرغم من أنها لا تحتاجها على الإطلاق، لكن من الممكن أن تعطيها لتركيا لتستخدمها، فلا يوجد أى تهديد تعانى منه حتى ولو ادعت ذلك.•