«مصر أمانة» هو الشعار الذى اختارته «روزاليوسف» ليكون اسما للندوة التى أقامتها المؤسسة بالتعاون مع معهد بحوث البترول، حيث إن الإنجاز العلمى الذى خرج من المعهد مؤخرًا الذى يُعد أحد أهم المشروعات القومية لتوفير البنزين والسولار محلى الصنع .. هو مشروع لا يقل أهمية عن مشروعات قناة السويس، حيث إن العمل على منظومة الاكتفاء الذاتى من السلع الضرورية والطاقة هو بالفعل أحد أركان الأمن القومى والبحث العلمى الذى يوفر هذا، هو أيضًا .. أمن قومى . بتلك الكلمات افتتح المهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس مجلس إدارة روزاليوسف ندوة «مصر أمان» التى أقامتها المؤسسة بالتعاون مع معهد بحوث البترول، وقد كان ضيوف الندوة كلا من وزير البترول الأسبق المهندس أسامة كمال، وزيرة البحث العلمى الأسبق أ.د.نادية زخارى، أ.د. أحمد الصباغ مدير معهد بحوث البترول والمهندس على رشاد رئيس جهاز مدينة 15 مايو، بحضور لفيف من خبراء صناعة السيارات والبتروكيماويات،. ودارت الندوة حول براءة اختراع بنزين «E,10» وهو نوع مستحدث على مصر من البنزين المحلى الصنع بالكامل والذى يوفر الاستيراد من الخارج لأطنان من البنزين والسولار، ويتم استخراج E,10 من المخلفات «الزيتية» والطاقة الخضراء . وبدأت الندوة باستعراض علمى قدمه أ.د . أحمد الصباغ حول إنجاز E,10 الذى يستخرج من «زيت الطعام المستخدم» ، وكما أكد د.الصباغ بأن هذا البنزين هو صديق للبيئة وفى الوقت نفسه يقوم باستغلال أحد المخلفات الغذائية دون الزيوت النباتية الصالحة للاستهلاك الآدمى التى يمكن أن تسبب مشاكل نقص الغذاء، بل على العكس هو يحل أزمة تدوير المخلفات التى تعانى منها مصر فى هذه الآونة، هذا بالإضافة لخفض القيمة الاقتصادية للوقود والسولار الحيوى. وأكد أن السولار الحيوى هو أحد أشكال الطاقة النظيفة وأن فريق البحث فى «المعهد» برئاسة أ.د.يوسف بركات قاموا بإنتاج بنزين E,10 وهو جاهز للاستخدام وعلى القيادة السياسية الاستفادة منه.. وأنه فى القريب العاجل سيتم زراعة نبات الجاتروفا وهو نبات يزرع فى المناطق قليلة المياه مثل الجبال، ويتم استخراج الطاقة أيضًا منه، وكذلك توصل فريق البحث فى المعهد أيضًا إلى تحويل نفايات البلاستيك إلى بنزين وسولار بطرق صديقة للبيئة، وأن تلك الأبحاث جاهزة للإنتاج المحلى الآن . وفى كلمته أكد وزير البترول السابق أسامة كمال، بأن بداية التجارب كانت وقت توليه الوزارة ولكن القرار السياسى لخروج تلك الأبحاث لدائرة الضوء لم يكن متوفرًا وقتها، وأن البرازيل قد استخدمت الطاقة البديلة منذ 80 عامًا، إلا أننا مازلنا إلى الآن لم نقرر بعد تعميمها كطاقة بديلة ونظيفة، كما حذر أن هناك محاولات من جهات عديدة لعرقلة وصول إمدادات الطاقة لمصر خلال المرحلة المقبلة، ونحن الآن فى حاجة ملحة لاستخدام الطاقة البديلة من أجل الأمن الاقتصادى وتوفير أطنان تستهلك من البنزين والبوتاجاز والسولار الذى نقوم باستيراده، وكذلك من أجل الأمن البيئى.. كما أشار إلى أنه على الرغم من انخفاض أسعار البترول إلى مستوى 75 دولارا للبرميل، فإن أسعار المشتقات مازالت كما هى 120 دولارا للبرميل، ولم تنخفض، وقد حذر من أن الاعتماد على توليد الطاقة من المخلفات المعالجة، والطاقة الخضراء هى مستقبل الطاقة فى الفترة القادمة.. وأنه سيتم نفاد الطاقة التقليدية «الفحم، البترول، والغاز»، من احتياطى العالم خلال 20 إلى 30 عامًا.. مع الوضع فى الاعتبار ضرورة استخدام المواد البترولية الحيوية فى محطات توليد الكهرباء، مصانع الأسمنت والأسمدة والطوب والسيراميك من الآن، وكذلك أشار إلى ضرورة تحرير أسعار الطاقة بشكل حقيقى لكى يصل الدعم إلى مستحقيه . د.نادية زخارى وزير البحث العلمى السابق أكدت أن مصر تملك الكثير من العلماء فى الداخل والخارج، وهم على استعداد للمشاركة فى بناء الدولة.. وأن 30٪ من الطاقة المستخدمة فى اليابان من تدوير المخلفات البلاستيكية والبتروكيماويات وستصل إلى 70٪ خلال الأعوام الخمسة القادمة، وقد شارك فى هذه الندوة رئيس جهاز مدينة مايو المهندس على رشاد، الذى فاجأ الحضور برعاية المدينة لهذا الإنجاز العلمى. وقد أشاد الحضور من خبراء صناعة السيارات والبتروكيماويات بهذا الإنجاز العلمى، حيث أكد المهندس عبدالقادر النباتى نائب رئيس شركة «أويل ليبيا - مصر» بأن التجربة الأولى لبنزين E,10 أثبتت أنها تحافظ على السيارة وأجزائها الداخلية، ودار نقاش بين الحضور والمنصة حول سرعة وكيفية ظهور المنتج فى السوق المحلية وتوفير استخدامه للعامة.. وأكد د.الصباغ أن المعهد على أتم الاستعداد لتنفيذ المنتج بكميات وفيرة ولكن المعهد ينتظر القرار السياسى، كذلك توفير جهات الإنتاج حيث إن المعهد جهة بحثية وليس جهة إنتاجية.. وأنه على الرغم من تصريح السيد وزير التموين باتخاذ إجراءات لجمع «زيوت القلى» من المواطنين إلا أن الأمر يحتاج استعدادات وإجراءات أخرى .. ولذلك جاءت توصيات الندوة من قبل مؤسسة روزاليوسف الراعية لهذا الإنجاز العلمى بمبادرة لإقامة سباق عام يتم استخدام هذا الوقود من خلال سيارات للسباق بالتعاون مع معهد بحوث البترول وباستضافة من مدينة 15 مايو .•