جميلة تلك العيون التى تُسحِر كل من يراها رغم أنها تطل من خلف «البرقع» أو «اليشمك» لكن الأجمل هو تمسك المرأة السيناوية بعاداتها البدوية المتوارثة وملابسها التى تميزها عن غيرها من سيدات العالم. تقول رئيس مجلس إدارة جمعية المرأة البدوية للحفاظ على التراث «ناعسة إبراهيم»: إن البرقع هو أحد الموروثات التى تحمل الطابع البدوى كما يمثل زينة السيدات البدويات، خاصة أنه يتميز بألوانه الزاهية وتصميماته المتعددة وأشكاله المتنوعة التى تختلف من قبيلة لأخرى. وتضيف: يصنع البرقع بشكل يدوى من خمسة أجزاء رئيسية، أولها «الجبهة» وهى قطعة قماش مستطيلة مطرزة بالخرز والخيوط الملونة وتلتصق بجبهة المرأة، وثانيها «السبلة» وهى خيط مطرز يتدلى من الجبهة على وسط الوجه، وثالثها «البت» وهو قطعة مستطيلة مطرزة بالعملات المعدنية تشكل جانبى البرقع من أسفل، وتتجهان من وسط البرقع نحو عنق المرأة. والجزء الرابع هو «الصدغات» وهما قطعتان تتدليان وتغطيان الخدود ومرصعتان بالعملات الذهبية، أما الجزء الخامس فهو «العناج» وهو الخيط الذى يربط أسفل البرقع بعنق المرأة من أسفل. وتلتقط أطراف الحديث، صاحبة أحد مشروعات تعليم وصناعة المشغولات السيناوية اليدوية بجنوب سيناء «سليمة عواد» التى تؤكد أن البرقع يعكس تاريخ وثقافة البدو كما أنه لا يزال أحد العناصر المهمة فى أزياء المرأة البدوية، ورغم أنه يخفى وجه المرأة فإنها تزينه بالعملات الذهبية النادرة التى تتوارثها من أمهاتها وجداتها جيلاً بعد جيل لإعطائه قيمة فنية ومادية عالية. وتشير عواد إلى أن البرقع البدوى أشبه بالمتحف المتنقل لما يحويه من عملات ذهبية تعكس تاريخ سيناء كله عبر العصور المختلفة، لافتة الانتباه إلى أن المشغولات اليدوية التى تصنعها البدويات مثل البرقع والشال والثوب والكليم تلقى رواجاً كبيراً لدى السائحين الأجانب.•