البرقع البدوي التي كانت ترتديه المرأة في العديد من البلدان العربية يعد عنوانا لسر جمالها, وهو ضمن مجموعة خاصة من الأزياء العربية التي تنفرد بها المرأة البدوية بجنوب سيناء. وخاصة المقيمات في الوديان والتجمعات البدوية في عمق الصحراء التي لم يلحقها ركب المدنية والحداثة والتطور ويأتي البرقع في مقدمة هذه الأزياء, حيث تتبرقع به المرأة ليخفي ما أمكن من معالم الوجه, حيث لا يبقي منه سوي العينين مثله مثل النقاب ولكن مع اختلاف كبير. والبرقع البدوي له تصميمات وأشكال متعددة وألوان متباينة يتحكم فيها الموقع الجغرافي واسم القبيلة, ويختلف من قبيلة الي أخري ودائما ماتحرص علي ارتدائه المرأة في البادية, ويعتبر موروثا ثقافيا للمرأة منذ آلاف السنين. ويتكون البرقع عادة من قطعة من القماش المطرز بخيوط مختلفة الألوان يطلق عليها( الوقاه) ويغطي الرأس والأذنين, ويشد بشريطين من اسفل الذقن, ويتدلي منها قطعة أخري من القماش صفراء أو حمراء اللون مستطيلة الشكل ومقسمة الي جزءين, وعلي الجانب الأعلي والأسفل توضع العديد من العملات النادرة والقطع الذهبية لتشكل فيه لوحة فنية وجمالية جذابة قامت باعداده أمهر الفنانات التشكيليات, هذا فضلا عن كونها تزيد من ثقل البرقع ويشد القماش المطرز بأشكال هندسية وألوان متعددة, ويحكم وثاق البرقع علي الرأس من خلال سلاسل مصنوعة من خيوط ملونة, كما يحمل البرقع مايطلق عليه( الشكة) وهي عبارة عن سلاسل من العملات الذهبية التي تعلق علي جوانب الجبهة, ولا يستخدم كقناع للوجه فقط, بل يعد خزينة لثروة المرأة البدوية, حيث تضع فيه كل ماتمتلكه المرأة من ذهب خالص وعملات نادرة, ولذلك ترتفع قيمة البرقع لما يحويه من ثروة نادرة تسحر الألباب لكل من ينظر اليه, ولأهمية البرقع البدوي في إحياء الموروث الثقافي, فقد استطاعت السيدة سليمة جبلي عواد إحدي السيدات الرائدات في إحياء المشغولات البدوية بجنوب سيناء والتي بدورها قامت بتطوير المشغولات اليدوية البدوية في شكل منتجات حديثة حتي أصبحت من الفنون التي تتميز بها المحافظة..