بين التهاب فى المرارة وتصلب الأعصاب المتعدد ومرض بهجت والجسم الزجاجى يقع الشباب المصرى فريسة!.. أمراض وأسماء طبية لالتهابات ربما لأول مرة نسمع عنها.. بل ولأول مرة نعرف أنه من الممكن أن يصاب بها شباب فى عمر الزهور.. فقد بات من المعروف أن الأمراض الجسام تعصف بكبار السن ممن تجاوزوا أرذل العمر..ما الذى جرى لشباب تلك الأيام.. ما الذى حدا بهم إلى الاستسلام لكل هذه الأمراض؟! ترى هل هى سرعة ايقاع الحياة وكثرة متطلباتها؟! أم أن حالات التوتر والقلق التى تفرضها مستجدات الأوضاع هى السبب وراء هذه الإصابات المتعددة التى زادت الشباب وهنا على وهن..! الإجابة فى السطور القليلة القادمة.
البداية كانت مع الدكتور عبد الهادى مصباح استشارى أمراض المناعة والتحاليل الطبية الذى يرى أن العديد من الأمراض التى زادت فى الآونة الأخيرة بسبب تغير فى السلوكيات سواء من حيث الأكل والشرب وغيره أو من حيث التوتر أو الانفعال والبيئة المحيطة والتلوث مثلا أصبحنا نجد حالات الإصابة بالجلطة وتصلب الشرايين فى مراحل مبكرة جدا من العمر بعد أن كانت هذه الإصابات من المعروف أنها تحدث فى سن الأربعين أو الخمسين لأن معظم الشباب يعتمدون فى أكلهم على الوجبات السريعة وكم الدهون التى تدخل الجسم كبير إضافة إلى التدخين وعدم ممارسة الرياضة فكل فرد يجلس أمام اللاب توب وحتى إذا لعب يلعب على التاب أو الآى باد كذلك يتحدث لفترات طويلة على التليفون بما يؤثر على ذبذبات المخ والقلب وكلها لها عوامل شديدة الخطورة وتسبب كثيرا من أمراض.
التمثيل الغذائى مثل الضغط والسكر و القاولون والمرارة وأيضا الأمراض المناعية وأود الإشارة إلى أن نسبة حدوث أمراض المناعة الذاتية التى يهاجم فيها جهاز المناعة نفسه قد زادت بشدة وهذه الأمراض يشترك أيضا فى حدوثها أسباب بيئية وأخرى وراثية مثل أمراض الروماتويدو الذئبة الحمراء وتصلب الأعصاب المتعدد ومرض بهجت لمن لا يعرف ومتلازمة بهجت سمى كذلك تخليدا لخلوصى بهجت الطبيب التركى الأصل الذى اكتشف هذا المرض النادر، هو شكل من أشكال التهاب الأوعية الدموية التى تظهر فى معظم الأحيان مع تقرح الغشاء المخاطى ومشاكل بصرية يؤثر المرض أيضا على الجهاز الهضمى والتنفسى والعصبى، يمكن أن يسبب الوفاة من جراء تمزق الأوعية الدموية ومضاعفات عصبية حادة، لذلك فالمعالجة الفورية ضرورية.
وهنا أود أن أقول إن شبابنا عجز قبل أوانه و«لسه هايعجّز».. هذا دون ذكر حالات التوتر والقلق وانعدام الرؤية المستقبلية والتى تزيد من معدلات إصابة الشباب بأمراض مختلفة ووقتها يكونون أكثر عرضة لحالات الاكتئاب والقلق النفسى والأمراض العصبية المختلفة بما يؤثر على مناعة الإنسان فيتطور الأمر من تكرار العدوى بالإنفلونزا إلى الإصابة بالسرطان.
يفسر دكتور محمد نصر أستاذ جراحة القلب بمعهد القلب القومى هذه الحالة قائلا: «أول وأهم هذه الأسباب هو التدخين لدى الشباب بشراهة ثانيا عدم الاهتمام بنظافة الأسنان فنلاحظ مثلا رجلا لديه 30 عاما من الطبقة العمالية ويدخن علبتين أو 3 علب سجائر فى اليوم وبالنظر إلى أسنانه نجدها غير نظيفة وعليها كالسيوم مترسب.. وبالتالى نجد أن كل الناس الذين يتعرضون للموت المفاجئ يكون السبب فى ذلك أنهم إما مدخنين شرهين أو أسنانهم غير نظيفة لأن البكتيريا فى الفم تتسرب إلى الشرايين وتتسبب فى التهاب يشرخ الشرايين ومن ثم جلطة ثم الوفاة.
ويضيف: «عادة أن عمليات القلب التى تجرى فى مصر تكون على أشخاص أعمارهم أقل من 20 عاما بالمقارنة بالغرب بمعنى إذا كان هناك شخص عمره 60 عاما فى أوروبا تجرى له عمليات قلب فإن مثيله فى مصر تجرى له نفس العملية فى سن ال40 وهذا ناتج عن التدخين وثانيا عن عدم الاهتمام بحاله الأسنان وتنظيفها وتركها للكالسيوم يترسبً عليها ومن ثم تكوين البؤر الصديدية ثالثا ارتفاع نسبه مرض السكر فى مصر، فنحو 12٪ من الشعب المصرى يعانى من السكر رابعا عدم الاهتمام بالرياضة وخاصة فى المدارس لأن نظام التعليم مبنى على الحفظ وليس على ممارسة الأنشطة خامسا ارتفاع نسبة الدهون بسبب السلوكيات الخاطئة فى تناول الطعام فمثلا العامل لا يتناول وجبة الإفطار ويظل طوال النهار بلا طعام ولكنه يشرًب العديد من أكواب الشاى المزودة بكميات السكر وفى نهاية اليوم يأكل الكثير من الأطعمة المليئة بالنشويات وهذا مع الوقت يدمر البنكرياس.. وهذا بالإضافة إلى العوامل البيئية التى تساعد على تصلب الشرايين فضلا عن الشيشة التى تعد من العادات السيئة التى ظهرت حديثا حتى إن حريم البرجوازية أصبحن يدخن الشيشة وانتشارها أدى إلى انتشار مرض الدرن من جديد حتى لو أنه تم تغيير المبسم لكنه لم يغير اللاىّ..
أما دكتورة منال زكريا حسين استاذ علم النفس الاجتماعى بكلية آداب جامعة القاهرة فتعقب قائلة: «الأمراض الجسيمة عادة ما تكون لها أسباب معروفة أو محددة قد تكون بسبب التلوث أو نوعية التغذية التى تحصل عليها الأم أثناء فترة الحمل أو أنواع الغذاء التى يحصل عليها الأطفال إلى غير ذلك من الأسباب، ولكن ما أريد التأكيد عليه إلى أنه إلى جانب العوامل الطبيعية لا يمكن استبعاد العوامل النفسية: فجهاز المناعة يتأثر بشدة بالحالة النفسية: إذا كانت الحالة النفسية جيدة نستطيع التغلب على المشكلات وإنجاز العديد من المهام والعكس صحيح، وبالتالى لا أستطيع استبعاد الحالة النفسية فى ظل الحالة العامة لدرجة أننا فى العيادات النفسية أصبحنا نلاحظ انتشار أمراض لم تكن موجودة من قبل مثل ارتفاع معدلات اكتئاب الأطفال فى ال 3 سنوات الماضية.
وتستطرد قائلة: «جهاز المناعة يتأثر بالتأثيرات النفسية أكثر من التأثيرات العادية، فعلى سبيل المثال لو كنت أعانى من السعال وحالتى النفسية سيئة أو لو كنت مرهقة أو حزينة أو أعانى حالات من القلق والخوف أو الاكتئاب فإن معدلات الإصابة بالمرض تتضاعف من 1٪ إلى 6٪.. وتظهر الإصابة أكثر عند الأطفال لأن مناعتهم ضعيفة ولا سيما إذا كانت الحالة النفسية للوالدين متوترة فتؤثر بالسلب على الأبناء.
وتستكمل قائلة: «الحل يكمن فى إيجاد حوار داخل الأسرة ورواية الخبرات الايجابية أكثر من السلبية؛ كذلك البعد بالحديث عن العنف لأنه يكفى التعرض اليومى للأبناء عنوة عند مشاهدة التليفزيون.. فنحن لدينا فى علم النفس ما يعرف باستهلاك الصورة: بمعنى أن الأحداث التى نشاهدها بشكل متكرر يبدأ الجسم والمخ يتأثر بها دون دراية وبشكل لا إرادى ومن ثم الإصابة بأمراض جسمية أو نفس جسمية دون معرفة الأسباب لذلك علينا أن يشعر أبناؤنا بالأمل ونشعرهم بالتفاؤل بالمستقبل وأن الغد أفضل بكثير من اليوم والأمس.