فى ظل التصعيد المستمر من تفخيخ لتفجير إرهابى لكل ما هو مصرى والذى كان آخره استهداف مبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية.. تجرى على صعيد آخر مبادرات قالوا عنها إنها لحل الأزمة المصرية وإن كانت فى حقيقتها لحل الأزمة الإخوانية التى رغم موقفها المتأزم مازالت تتدلل تحت شعار «مبادرة صلح» إلا أنها تزيد فى ذلك الدلال المستفز وترفض شرطاً تلو الآخر سطراً من مبادرة تلو الأخرى وتؤكد على أن يكون «غير مشروط»!! لتتحول المبادرة إلى مناورة للخروج الآمن من المشهد المصرى وكأن شيئا لم يكن. هذا ما أكده تنكر تنظيم الإخوان المسلمين لجميع المبادرات التى خرجت من عدد من القيادات الإسلامية والتى تقوم على إبرام مصالحة بين طرفى الأزمة الإخوان والدولة المصرية.
والتى عبر عنها محمد على بشر، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، فى بيان إن الجماعة لديها تحفظات على المبادرتين المطروحتين من الفقيه القانونى، أحمد كمال أبو المجد، وعبود الزمر، القيادى بالجماعة الإسلامية، اللتين تسعيان إلى إنهاء الأزمة السياسية، واصفًا هاتين المبادرتين بأنهما غير محايدتين وإنه يجرى الآن محاولة من بعض الوسطاء يقومون بجدية على حل هذه الأزمة.. وأكد «بشر» أن مبادرة الدكتور (كمال أبو المجد) انتهت، لأنها لم تعتمد على فكرة الوساطة.
مروراً بمبادرة الشيخ عبود الزمر التى طرحها فى أحد لقاءاته الصحفية والتى عبر فيها عن ضرورة الاعتراف بثورة 03 يونيه والتى أثارت احتقان باقى قوى تيار الإسلام السياسى والتى كانت الجماعة الإسلامية أحد أطرافه التى ظلت داعمة لحكم الإخوان لاسيما فى شهوره الأخيرة إلى استمرار دعمه داخل تحالف دعم الشرعية والذى يؤكد استمرار دعمه لشرعية الرئيس السابق محمد مرسى ولكن مع كل هذا العطاء من محبى ومنتسبى جماعة الإخوان إلا أن الجماعة مازالت تدرس فكرة التصالح والتوافق مع القيادات المصرية بما يتناسب بالطبع معها.
∎أنصح الإخوان بمراجعات فكرية
يرى الشيخ كرم زهدى أمير الجماعة الإسلامية السابق أن تصاعد الموقف فى الشارع المصرى بين القتل والتفجير ينذر بمستقبل غير واضح، لذلك فهو يدعم المصالحة الوطنية بعد محاسبة المتسبب فى إراقة كل هذه الدماء. ثم يوضح كلامه قائلاً:
بالنسبة إلى المبادرات المطروحة أنا أشجعها لإنهاء الأزمة الحالية ولكنها لابد أن تقوم على أسلوب توافقى سلمى لأن القضية الآن ليست من الأقوى وإنما من يسعى إلى الاستقرار وللأسف إذا استمر هذا الخلاف الأعمى «كخناقة على أغنية بين تسلم وتتشل الأيادى» فهذا ينذر بكارثة أتمنى لها ألا تتم أركانها.
كما أن المصالحة تكون مع شباب الصف الثانى من شباب الجماعات المغرر بهم أو من لم تكن له اليد الأولى فيما جرى من إراقة دماء، ثم يقول آسف أنا زعلان على اللى هيمسك البلد وربنا يعينه لأن هيمسك بلد مهلهلة.
وعن الرفض الإخوانى المتكرر للمبادرات التى تطرح يقول زهدى أتمنى ألا يسيطر الصوت المتشدد فى هذه المواقف لاننا فى حاجة إلى صوت عاقل حكيم يقوم بتعديل الأخطاء لأن الجميع كان يتوقع حياة أخرى جديدة عقب الثورة وبسؤالى له عن أى ثورة يتحدث أوضح قائلاً: أنا أعتبر أن ثورة 30 يونيه هى امتداد لثورة 25 يناير. أما عن غضب الإخوان وبعض أبناء الجماعة الإسلامية من تصريحات الزمر فيقول زهدى: أتمنى ألا نقف على حدود الكلمات فاعتراف الشيخ عبود بثورة 30 يونيه من عدمه ليست هى الأزمة إنما العبرة أن يتولى من يصلح كما أنصح الإخوان بمراجعات فكرية شبيهة بما قامت به الجماعة الإسلامية سابقا.
∎ حوار غير مشروط
أكد الدكتور محمد عبداللطيف أمين عام حزب الوسط والقائم بأعمال رئيس الحزب بأنه يعترف بأن 30 يونية حركة شعبية بينما 3 يولية انقلاب عسكرى مضيفا:
نحن فى تحالف دعم الشرعية نقبل بأى حل سياسى أو حوار ولكن بدون شروط مسبقة وإن كنت لا أرى نية حقيقية من الطرف الآخر لحل الأزمة لأن المبادرات دائما ما تكون محددة الأطر والاتجاهات بمعنى أنه يريد أن يفرض عليك واقعا نحن لا نعترف به من الأساس لذلك فالحوار الحقيقى يتطلب مصارحة من الطرفين وليس من يعتقد أنه الأقوى أو صاحب السلطة الأعلى.
وعن مبادرة الشيخ عبود الزمر حول، المصالحة ومطالبتهم بالاعتراف بثورة 30 يونية أجاب عبداللطيف بأنه لم تعرض على التحالف مثل تلك المبادرات، لذلك فالتحالف لا يعلم بها وغير معترف بوجودها.
∎ «الشرعية»
رفض الدكتور علاء أبو النصر، أمين عام حزب البناء والتنمية كل ما يتم إلصاقه بأبناء التيار الإسلامى الذى نبذ العنف ولا يتعامل سوى بالسلمية والحوار ولكن دون أن تكمم أفواهه مضيفا أن ما حدث من انفجار فى مبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية، موضحا موقف الجماعة والحزب من هذه التصرفات غير المقبولة مؤكداً أنهم لا يسعون إطلاقا إلى التغيير بالعنف وأضاف مؤكداً أن هناك من يتربص بمصر وأمنها فى الخارج ويريد إلصاق تلك التهم بالتيار الإسلامى للقضاء عليه والتنكيل بأفراده، أما عن مبادرات الجماعة الإسلامية ومدى جديتها وقبول الطرف الإخوانى لها يقول أبو النصر إن الجماعة الإسلامية تتقدم بمبادرات من أجل مصلحة الوطن وليس لأفراد بعينهم موضحا استياءه من الفوضى الإعلامية التى أثيرت حول مبادرة الشيخ عبود الزمر والتى أكد أنها محاولة جيدة من الجماعة لمعالجة الموقف المتأزم بين القوى السياسية، كما أنها لم تكن المبادرة الأولى التى تبنتها الجماعة الإسلامية حقنا للدماء.
وعن موقف الجماعة الإسلامية الداعم الدائم لجماعة الإخوان يقول أبو النصر إن الجماعة وحزبها يدعمان الشرعية وليس فصيلاً بعينه لأن الجماعة الإسلامية لن تتأثر بموقف جماعة أخرى إنما هى قادرة على الاستمرار والتواجد على الساحة السياسية.
∎«بيزنس»
بينما وصف نبيل نعيم الجهادى السابق تلك المبادرات بنوع جديد من البيزنس والذى يسدد فاتورته الشعب موضحاً حديثه قائلاً: «هذه المبادرات ليس فيها أى جدية لأن الإخوان يضعون شروط المنتصر قبل التفاوض والحوار وهذا كفيل بإسقاط أى مبادرة حقيقية للصلح والتى أعلن الإخوان أنفسهم فيها عن فشل مبادرة الدكتور أحمد كمال أبو المجد، كما أعلنوا «على لسان محمد البلتاجى» عن استمرار العمليات الإرهابية إلى حين عودة الرئيس المعزول محمد مرسى إلى الحكم مرة أخرى، وعلى ذلك فأنا أرى أن هذه المبادرات لم يخرج بعضها عن كونها بيزنس كمبادرة بعض أبناء الطابور الخامس الإخوانى والتى تقدم بها أحدهم كمحاولة للصلح والخروج من الأزمة ولكنه فى الحقيقة قام بها لما تربطه من علاقات شراكة إخوانية وتعليقا على مبادرة الشيخ عبود الزمر قال: نعيم إنها ليست سوى محاولة لتحسين صورته لدى الواقع المصرى وإعادة استنساخ لوجه القبيح تحت دعاوى التصالح الفارغة المضمون لأن الجميع تناسى الشعب صاحب الحق الأصلى ورأيه فيما يقوم به هؤلاء من التصالح والتعديل والشجب والتفويض فيما لا يملكون.