لم يكن الأزهر الشريف مجرد جامع وجامعة.. بل كان شمسا جديدة تدور فى فلكها رحلة العلم والثقافة والعقل حاملة ضياءه إلى البلاد القاحلة.. وزراعة بذور المدارس والمعاهد والجامعات فى الأقطار الجاهلة، كما كان حارسا لقيم الدين والدنيا بما يُنجب من العلماء الذين يمثلون بورعهم واستغنائهم وأخلاقهم وشجاعتهم أسمى خصائص القدوة الصالحة والأسوة الحسنة. هذا المحرر العظيم للضمير الإنسانى ولإرادة البشر.. أفرادا، وشعوبا لا ندرى ماذا كان سيكون حال الذين لم تطلعُ عليهم شمسه.. ولم يُشرق عليهم أمسه.
عندما بدأنا نقرأ تاريخه.. أدركنا كم نحن محظوظون حين حملتنا الأقدار إلى رحابه وقادتنا إلى محرابه.. وحين شرعنا للتعرف إلى شيوخه .. رُحنا نتغنى بقول الشاعر: أولئك آبائى.. فجئنى بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع.
لم تكن هناك فضيلة من فضائل الحياة لم يتحلوا بها.. ولا خلق من أخلاق الرجال وأحرار القلوب إلا اتخذوه شعارا ودثارا.. وكانوا له منارا.
هذه كانت كلمات المفكر الإسلامى الكبير: «خالد محمد خالد» فى حق الأزهر الشريف، وجدتنى أعود إليها لأذكر نفسى والأمة بمكانة الأزهر الشريف وشيوخه الأكابر، وأجعلها تقدمة للتعبير عن الاستهجان والرفض التام لما ورد على لسان رئيس وزراء تركيا فى حق فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، بصفتى الشخصية وبصفتى كرئيس مجلس إدارة جمعية الشيخ الحصرى- رحمه الله- ونحن إذ نأخذ هذا الموقف من هذه الإساءة فى حق الأزهر وشيخه لإدراكنا التام لمكانة الأزهر وشيخه الجليل فى نفوس كل المسلمين على وجه البسيطة.
حمى الله مصر وأزهرها الشريف جامعا وجامعة ومشيخة ووفق الجميع لما فيه خير البلاد والعباد .