حقيقة كشفها التقرير السنوى للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء والذى جاء تحت عنوان «مصر فى أرقام»، أن المرأة المصرية أطول عمرا من الرجل حيث زاد سن البقاء على قيد الحياة للذكور لسن 86 سنة ونصف وبالنسبة للإناث زاد لسن17 سنة ونصف، والغريب أن هذه الحقيقة ليست فى مصر فقط وإنما هى ظاهرة واضحة فى العالم كله مع اختلاف الأعمار من بلد لآخر، إلا أنه من المؤكد أن النساء يعمرن عن الرجال وتعددت الدراسات والإحصائيات والأسباب لتأكيد هذه المعلومة على مستوى العالم كله. تشير الإحصائيات إلى أن قتلة الرجال الأساسيين هى أورام الرئة الخبيثة وانسداد الأوعية الدموية وتصلب الشرايين وهى أمراض أكثر انتشارا فى الرجال. وقد بحثت تقارير وأبحاث طبية عدة عن أهم مسببات زيادة عمر المرأة وأرجعتها لعوامل فى تركيبها الجينى وأسلوب حياتها وشخصيتها.
∎شواهد تؤكد قوة المرأة
الدكتور نبيل الطباخ أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة الزقازيق يرى أن هناك العديد من الشواهد التى تظهر قوة المرأة وهى ترجع لعوامل فسيولوجية وكذلك بيئية ويوضح ذلك قائلا: المرأة تتحمل الأم الولادة والتى لا توصف شدتها دون أى عقاقير وكذلك الأم ومتاعب الدورة الشهرية وتستطيع أن تتحمل أعباء مهام البيت والأولاد وكلها شديدة الصعوبة كذلك يقل تعرض النساء لأمراض القلب وللأزمات القلبية لأسباب هرمونية نتيجة وجود هرمونىالبروجيسترون والأستروجين عند المرأة إلى سن النضوج كما أحب أن أسميه وليس كما يطلق عليه سناليأس ولكن بعد هذا لا يفرز الهرمون فتتساوى فرصة الإصابة بأمراض القلب كالرجالولكن تكون هناك عوامل بيئية تؤثر فى زيادة صحة وعمر المرأة أهمها أنها لا تتعرض كالرجال للعوامل الخارجية وتقضى فى البيت فترات أطول تبعدها عن التلوثات والضغوطات كذلك هناك أسباب سلوكية تتعلق بالمرأة أهمها تعاملها مع المشاكل والضغوط وقدرتها على امتصاصها والتعامل معها وكذلك استقرارها النفسى وقربها من أولادها والتصاقها بهم وبأهلها مما يمثل لها سندا عاطفيا ونفسيا.
∎سلوكيات المرأة سبب تفوقها
إن سلوك المرأة هو السبب المباشر لصحتها النفسية وهو ما يجعلها فى وضع أفضل من الرجل هذا هو رأى الدكتورة أمل سيف النصر دكتوراة الصحة العامة و الطب السلوكى وتقول: رغم عصبية المرأة وتوترها أحيانا إلا أنها أكثر تأقلما وصبرا على تقلبات الحياة. وأكثر صبرا على ضغوط العمل والبيت والأولاد وتفيد دراسات عدة بأن كثرة الكلام والفضفضة والعلاقات الاجتماعية والبكاء والتعبير عن الغضب عوامل تحمى النساء من الموت المبكر، بعكس الرجال الذين يتميزون بالعصبية، وكبت المشاعر.
والتنافسية فى العمل الذى يقيمون أنفسهم على أساسه كما أن قابلية النساء للتعرض للأمراض والكآبة فى وقت مبكر من حياتهن وهو ما قد يساعدهن على بناء مناعتهن الداخلية وتقوية جهاز المناعة ليكون أكثر دفاعا مع تقدمهن فى السن والكثير من الأطباء النفسيين يؤكدون أن علاج المرأة عادة ما يكون أسهل.
كذلك سلوكيات ضارة كالتدخين والشيشة وتعاطى المخدرات مرتبطة أكثر بالرجال، فبالرغم من أن عدد المدخنات يتزايد أخيرا لكنه يظل قليلا جدا مقارنة بالرجال الأكثر ميلا للتدخين منذ سن مبكرة. وهو ما يؤدى إلى ارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والسرطانات.
وهناك أسباب فسيولوجية معروفة تعطى المرأة صحة أفضل أهمها أن توزيع الخلايا الدهنية يختلف بحسب الجنس، فهى تتوزع بشكل سيئ عند الرجال مقارنة بالنساء. حيث تترسب الدهون وتختزن فى منطقة البطن حول الأعضاء الداخلية والقلب عند الرجال، وهو ما يسبب أضرارا صحية بقلب وشرايين الرجل. بينما تخزن الدهون عند المرأة فى الأرداف والحوض وأيضا هناك أسباب جينية فوجود زوج من الكروموسوم أو الموروثات الجينية «x» فى خلايا المرأة وواحد فى الرجل «xy» يجعل حياة خلايا النساء أطول وأفضل من الرجال.
ووجد أيضا أن الاختلافات الهرمونية تتسبب فى فروق سلوكية بين الجنسين، فوجود نسب مرتفعة من هرمون الرجولة «التستوستيرون» يعد من أسباب وفاة الرجال المبكرة واندفاعهم لارتكاب مجازفات خطرة. مثل قيادة السيارة دون حزام أمان واستخدام الأسلحة و«الطباع الذكورية» كإخفاء لمظاهر التوتر وكبت المشاعر المحفز الأساسى لأمراض القلب والشرايين. هذا وتلعب الهرمونات الأنثوية، خصوصا هرمون الأيستروجين، دوراً مهما فى وقاية السيدات من أمراض القلب. وهو ما يفسر فقدان هذه الحماية بعد بلوغهن سن اليأس كما أن ارتفاع نسبة الهرمون الدماغى المسمى «الدوبامين» يسببان فرح ونشوة المرأة أثناء ممارسة الحب ويسهم فى حفظ الصحة.
∎الرجل والمرأة.. أيهما الجنس الأضعف؟!
عالم الأحياء الألمانى «جيرالد هوتر» قام برحلة داخل طبيعة وعقل الرجل فى كتابه «الرجل والمرأة أيهما الجنس الأضعف» والذى حقق أكثر الكتب مبيعا فى ألمانيا وترجمته مؤخرا الدكتورة علا عادلوأصدرته دار العربى للنشر وفيه يوضح الكاتب الفروق الفسيولوجية والنفسية والتربوية بين الرجال والنساء ومن فترة مبكرة جدا وكيف أنها تعتمد على اختلاف الصبغى إكس وواى الذى يحمل المعلومات الوراثية المسئولة عن الاختلافات الشكلية وتوزيع الهرمونات بين الجنسين وقسم الاختلافات على 12 مرحلة يجرى فيها المقارنة ليكتشف من منهما الجنس الأضعف فى جميع المراحل جسديا ونفسيا حتى لو ظهر العكس.
∎المرحلة الأولى: الإخصاب
فى هذه المرحلة قبل تكون الجنين يؤكد الكاتب أن المعوقات الناتجة عن نمط الحياة تجعل الحيوانات المنوية التى تضم الكروموسوم y المسئول عن تكوين الذكر أكثر عرضة للضرر من التى تضم الكروموسوم x المسئول عن تكوين الأنثى فيبدأ ظهور الفروق منذ فترة الإخصاب حيث تكون الكروموسومات واى هى التى تفقد قوتها بشكل أسرع وتموت أسرع
∎المحطة الثانية: شهور الحمل التسعة
فى هذه المرحلة يتم رصد رحلة الأجنة بعد التخصيب وهنا أيضا يكون الذكر الذى يحمل كروموسوم x واحد فقط والآخرy الذى يحمل عددا قليلا من الجينات بديلا عن كروموسوم x الثانى كما فى الأنثى ويشق طريقه رغم الإعاقة على حد تعبير الكاتب ويكون أكثر عرضة للإجهاض بالمقارنة بالأنثى ودلل على ذلك بأن الذكور الذين ولدوا فى أعقاب الظروف الصعبة كالحروب والاضرابات أقل كثيرا من الإناث
∎المرحلة الثالثة: الولادة
فى هذه المرحلة يأتى المولود ومعه خصائص جسدية محددة وشبكات عصبية ناشئة فى مخه وتكون عملية الولادة صعبة على الطفل ويحتاج لفترة شهرين حتى يتعافى المخ من هذا الإجهاد العصبى والشعور بالثقة والأمان وهو ما ينطبق على الذكور والإناث ولكن يكون الذكور أضعف بسبب هرمون التستوستيرون.
∎المرحلة الرابعة: الطفولة
وفى هذه المرحلة يؤثر أيضا هرمون التستوستيرون فى الأطفال ويظهر فى ردة أفعالهم التى تعبر عن عدم الشعور بالأمان، فيفقدون توازنهم أسرع من البنات ويبدأ فى البحث عن المزيد من الاكتشافات ليثبت لنفسه أنه قادر على كل شىء وبدون وعى يتعارض هذا مع حاجته للطمأنينة ومع حاجته للاستقلال والحرية.
∎المرحلة الخامسة: مرحلة البلوغ
وهى تمثل اهتزازا شديدا وأكثر المراحل تأثيرا فى مسار حياة الرجل، حيث يفيض على مخه سيل من الهرمونات الجنسية ويحدث ضعف مؤقت فى الفص الأمامى بالمخ ويحدث أرق ويحتاج لدعم قوى لإعادة الهدوء للمخ يفوق أى توتر يصيب الفتاة.
∎المرحلة السادسة: الشباب
كلما قلت الثقة التى يحصل عليها الذكور فى عائلاتهم دفعهم ذلك لمحاولة التميز داخل الجماعات التى تقدم لهم الدعم.
∎المرحلة السابعة: الرجولة
عندما يتجاوز مرحلة البلوغ بعذاباتها النفسية الشديدة كما يصفها الكاتب تبدأ رحلة البحث عن شريكة الحياة ويبحث عن ماما جديدة ويؤثر هرمون التستوستيرون وإذا عانى من النقص يؤدى به لأزمة شديدة.
∎المرحلة الثامنة: تكوين العلاقات
تحت تأثير التستوستيرون تنشأ الشبكات العصبية فى المخ اتجاها محددا هو الرغبة الجنسية والبحث عن شريكة تترسخ صورتها فى الفص الأمامى للمخ وعندما يقع فى الحب يراها بنظارة وردية وتصبح بالنسبة له كالمرأة التى يرى فيها أحلامه هو.
∎المرحلة التاسعة: الأبوة
ويتعرض فيها الرجل لمأزق وهو الاختيار بين العمل لكسب المال لأجل أسرته أو الاشتغال بالوظيفة التى يحبهاوكذلك يصعب عليه معايشة الطفولة المبكرة لطفلهمما يمثل عليه ضغطا كبيرا.
∎المرحلة العاشرة: المستقبل المهنى
محاولة إشباع احتياجات الرجل للطمانينة تعتمد لديه فى محاولة إشباع احتياجات من يرتبطون به وتلبية طلباتهم عن طريق كسب المال مما يتطلب مجهودا كبيرا للوصول للهدفين وتمثل هذه المرحلة مجهودا بدنيا وعقليا لأن العقل البشرى ليس متكاملا لحلكل المشكلات.
∎المرحلة الحادية عشرة
بعد تلبية طلبات الأولاد ونهاية تسلق السلم الوظيفى يتقاعد الرجل وينطلق الأولاد بعيدا ويسعد الرجال بهذه المرحلة ويبدأ فى الضعف البدنى.
∎المرحلة الثانية عشرة
يرى الكاتب أن مرحلة التصالح لا يصل لها الرجل إلا عند الموت عندما يلغى كل النماذج التى يحتفظ بها فى ذاكرته.