قد يتعامل البعض مع المطرب الكبير على الحجار على أنه مجرد صوت جميل قوى حساس.. يشدو فيطربنا بأجمل الكلمات والألحان قد يتصور البعض أنه مجرد صوت قوى يستعرض عضلاته كلما فتح فمه مغنياً. لكن الحقيقة غير ذلك بكثير.. الحقيقة أن على الحجار مشروع إنسان ثائر، نادى عبر أغانيه بما ننادى به الآن عيش، حرية، عدالة اجتماعية.
كانت أغنية «أنا كنت عيدك» هى بداية المشوار مع الثورة مع الحماس مع التفانى فى حب الوطن.. وجاءت الأغنية فى بداية الثمانينيات كتبها الشاعر الجميل جمال بخيت حيث شاب يتحدث مع الآخرين بلغة شعرية.. وألحان الموسيقار فاروق الشرنوبى.. وضع مدخل الأغنية ياسر عبد الرحمن.. كانت أنا كنت عيدك بداية الخيط الذى جر وراءه سلسلة من الأغنيات التى تتغنى للوطن وبشكل بعيد عن الهتافات والصراخ مثل عم بطاطا، يامصر ليه دنياك تخابيط والقلب محيط والعنكبوت معشش ع الحيط وسرح على الغيط.. والسطور القادمة أتركها لكلمات أنا كنت عيدك تقول:
تنقص نجوم السما أزيدك / الفجر يغرق آخذ بإيديك/ وأجمع سواد الألم فى عينى ، وأصب نبض الهوى فى وريدك ، أنا كنت عبدك فى عز ضعفك ، وكنت يوم التجلى سيدك ، وإذا كفرتى بسحر صوتى ، ح أغنى رغم العطش نشيدك ، وإذا نسيتى ح أكون نهايتك ، وإذا رسيتى أكون وليدك ، وكل ما أرحل تكونى غايتى وكل ما أرجع ح أكون شهيدك.
الله على جمال كلمات بخيت ولحن الشرنوبى وصوت على الحجار.. وكان لى مع هذا الألبوم ذكريات جعلتنى كل يوم على مدى أسبوع أشترى عشرة ألبومات وأوزعها كهدايا رمزية لمن حولى ولمن أحبهم ولمن أريد أن يستمعوا لهذه التجربة الفريدة.. كانت حالة من الشجن تجتاحنى وأنا ممددة على سرير أبيض فى حجرة بيضاء.. ممرضات ودكاترة يحيطوننى وأنا مريضة أرقد فى المستشفى لتلقى العلاج، حيث عملية وجراحة كبيرة.. كنت أشعر وقتها أننى مثل ورقة الشجر فى الخريف تستطيع أية رياح أن تقذفها بعيدا أو تدوسها أى قدم فتتفتت قطعا صغيرة.. إلا أن اليوم أنا كنت عيدك هو ما قوانى، هو ما أعطانى وقتها الدفعة القوية لأقوم مرة ثانية وأقف على رجلى.. أخذت منى نعم وقتاً وإنما وقفت بعدها بسبب هذا الألبوم الذى كنت أوزعه على الممرضات والأطباء.. حتى تصوروا أننى أحصل على نسبة من توزيع هذا الألبوم.. ومن أنا كنت عيدك بداية الخيط كما سبق ذكرنا إلى ( ضحكة المساجين ) آخر نقطة أو محطة فى المشوار وبين الاثنين أنا كنت عيدك وضحكة المساجين عشرات من الأغانى التى تتغنى للوطن وكأنه محبوبة وقع فى غرامها من الشباب الذى يحلم بغد أفضل.. وأتصور أنهم مازالوا شبابا ومازالوا يحلمون، آخر محطة ضحكة المساجين للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى ألحان الموسيقار فاروق الشرنوبى لنا معها وقفة الأسبوع القادم.. وعلى الحجار الذى مازال شابا يحمل بين ضلوعه نزق الثوار وقلب عصفورة وصوتاً قوياً شجياً جميلاً.
∎ آخر حركة
عبر المحطات الإذاعية التى تذيع أغانى بشكل مستمر تكتشف مدى الركاكة التى وصلت إليها الأغنية الحالية..