صداع كبير يعانى منه مجلس إدارة الأهلى بسبب الميزانية الملتزم بعرضها على الجمعية العمومية فى سبتمبر المقبل والتى ستكشف تعرض النادى لخسائر كبيرة نتيجة الصفقات التى تعاقد معها المجلس وإلغاء الموسم الكروى وما تبعه من توقف عوائد البث وتذاكر المباريات وحقوق الرعاية. وبالرغم من الأرقام الفلكية التى خسرها النادى الأهلى فى نشاط كرة القدم نتيجة توقف الموسم والصفقات التى قام بإبرامها فى السابق، إلا أن ذلك ليس كل شىء فى الميزانية فلايزال هناك ديون على النادى الأهلى تصل إلى 05 مليون جنيه كذلك وجود قيمة إيجارية مستحقة لصالح محافظة القاهرة نتيجة تأجير أرض النادى بالجزيرة، كل هذه عوامل تؤثر فى الميزانية بالسلب حيث لجأ مجلس الإدارة لأكثر من بيت من بيوت الخبرة فى عالم المحاسبة من أجل الخروج من المأزق الذى تعرض له هذا العام نتيجة الأحداث السياسية التى أثرت على النشاط الكروى فى مصر.
وحاول الأهلى أن يطبق سياسة التقشف بداية من العام الحالى كى يواجه الأزمة المالية التى يتعرض لها والتى وصفت بأنها الأصعب فى تاريخ النادى منذ أكثر من عشرين عاما فلم يعان الأهلى من وجود أزمات مالية كبيرة مثلما يتعرض لذلك هذه الأيام والتى دفعت مجلس الإدارة لتقليص التعاقدات الجديدة فى الثنائى أحمد صديق وأوسو كونان والاعتماد على العناصر الحالية فى الفريق لمواجهة المأزق الصعب الذى يتعرض له النادى.
وبالرغم من الإجراءات التى يقوم بها مجلس الإدارة بتطبيق سياسة التقشف أكد خالد الدرندلى أن الخسائر التى تعرض لها النادى الأهلى لا تستدعى هذا التضخيم الكبير ووجود حالة من الفزع تروج لها بعض وسائل الإعلام بأن الميزانية القادمة ستكون كارثية حيث ربطت هذه الوسائل بين توقف نشاط الكرة بالفريق الأول ووجود عجز كبير فى الميزانية وهو أمر غير صحيح حيث أكد أنه سيكشف عدداً من الأمور المهمة لمجلة «صباح الخير» والتى لا تعلمها كثير من وسائل الإعلام.
ومن بين هذه الحقائق قال الدرندلى فى حديثه إن الرقم الذى تتداوله وسائل الإعلام عن وجود 50 مليون جنيه مستحقة لصالح مصلحة الضرائب أمر غير صحيح فى الوقت الحالى حيث تقدم النادى الأهلى بالتماس إلى المصلحة وتم تخفيض المبلغ إلى 30 مليون جنيه وسيتم التقدم بالتماس آخر كى يتم تقليل المبلغ مرة أخرى وبعد ذلك سيقوم مجلس الإدارة بتسديد القيمة المستحقة على عدة أقساط لنخفف بذلك من وطأة ما ستتقاضاه مصلحة الضرائب من خزينة النادى الأهلى.
وأشار الدرندلى أن قضية إيجار أرض النادى من محافظة القاهرة يخطو مجلس الإدارة من أجل حلها سريعا والتخلص من الأزمة الدائرة بينه وبين المحافظة بشأن مقر الجزيرة وهى فى طريقها للحل خاصة أنها لا تؤثر بشكل كبير فى الميزانية.
ونفى الدرندلى أن يكون توقف نشاط الكرة سبباً رئيسياً فى وجود أزمة داخل الألعاب الأخرى على اعتبار أن الإيرادات القادمة من وراء الفريق الأول لكرة القدم بالنادى يتم تخصيص جزء منها للفرق الأخرى حيث أكد أن هناك الكثير من موارد الدخل الخاصة بالنادى ولولا المشروعات الاستثمارية التى دخل فيها النادى مؤخرا لما استطاع مجلس الإدارة أن يعالج الأضرار الكبيرة التى لحقت بفريق الكرة نتيجة إلغاء الموسم الرياضى فى أعقاب مذبحة بورسعيد.
وقال الدرندلى إن المشروعات التى اعتمد عليها مجلس الإدارة فى توفير مقابل مادى يغطى ما حدث لفريق الكرة مثل مشروع «الأهلى ستورز» الذى تباع فيه منتجات الفريق مدعومة بشعار النادى مثل القمصان والميداليات والعملات التذكارية وهناك إقبال كبير من الجماهير على شرائها وهى تحقق أرباحاً فى النهاية تصب فى الحساب البنكى للنادى.
وأكمل الدرندلى حديثه: إن قناة النادى لاتزال تحقق أرباحاً كبيرة بالرغم من توقف النشاط حيث تقدم عدة برامج تدفع جماهير النادى للإقبال على مشاهدتها مما يشجع الرعاة للإعلان عبر القناة، كذلك مشروع الأهلى موبايل الذى يوفر المعلومات الخاصة بالفريق وآخر أخباره عبر المحمول، وذلك لجماهير الفريق وعن طريق الاشتراك فى الخدمة يحصل النادى على مبالغ طائلة تقلل من عجز الميزانية وتساعد فى تحقيق دخل ثابت للفريق.
وأوضح الدرندلى أن قضية عقد الرعاية الخاص بالفريق الأول يعكف مجلس الإدارة على حلها بالاتفاق مع وكالة الأهرام للدعاية والإعلان الراعى للفريق الأول حيث توقفت الأقساط التى كانت وكالة الأهرام تدفعها وذلك نتيجة توقف النشاط، وفور حل الأزمة سيتم ضخ الأقساط مرة أخرى للنادى.
وأشار الدرندلى أن فكرة قيام الفريق الأول باستغلال فترة التوقف الماضية فى الاشتراك فى مباريات ودية مع أندية كبيرة أدى إلى التخفيف من وطأة الخسائر، حيث لعب الفريق مع كل من بايرن ميونيخ الألمانى وإسبانيول الإسبانى واستطاع أن يحقق أرباحاً من وراء المباراتين، كذلك سمح بالاحتكاك مع المدارس الأوروبية وهو ما صب فى النهاية فى صالح فريق الكرة.
ومن جهته قال «على عصام عبدالمنعم» مدير إدارة التسويق بالنادى الأهلى أن الأزمات التى طرأت على النادى عكفت إدارة التسويق على إيجاد بدائل للخسائر التى تعرض لها الفريق وهناك اتصالات مكثفة مع عدد من الأندية الأوروبية تساهم فى مشاهدة الفريق وهو يلعب مع الأندية الأوروبية، وهو ما يبرهن على قوة الفريق وأن السمعة التى سبقته بأن نادى القرن لا يستهان به كانت صحيحة وهو ما فتح آفاقا جديدة فى طلب عدد من الأندية الأوروبية مواجهة الأهلى.
وأشار عبدالمنعم أن أزمة وكالة الأهرام فى طريقها للحل حيث يدرس مجلس الإدارة عدة حلول من أجل الخروج من أزمة عقد الرعاية منها التجديد لوكالة الأهرام للدعاية والإعلان لمدة عام آخر بمقابل يزيد بنسبة بسيطة عن الرقم الذى تم دفعه فى العقد الأول لتعويض الخسائر التى تعرضت لها واستمرار العقد مشيرا إلى أن ما يحكم الاتفاقات الاستثمارية هو وجود مصلحة مشتركة لطرفى العقد وهو الأمر الذى تحقق مع وكالة الأهرام، خاصة أن الرعاة قد تفهموا موقف الأهلى بأنه ليس له أى يد فى إلغاء الموسم الرياضى وهو ما يسهل من عملية التفاوض التى من المتوقع أن تنتهى سريعا.
وتشير بعض المصادر داخل وكالة الأهرام أن هناك أزمة بينها وبين الأهلى بسبب رفض مجلس إدارة الأهلى خصم نصف مستحقات الموسم الملغى والبالغة 42 مليون جنيه تقريبا وهو ما جعل الوكالة تحاول الحصول على حلول تعويضية ترضى جميع الأطراف.